الجانب المرح لكارولينا هيريرا

في أسبوع الأزياء بنيويورك

TT

اتسم أسبوع الموضة في نيويورك بأناقة الربيع والبساطة والمرح، وتقول المصممة كارولينا هيريرا إن السر يكمن في التفاصيل. انظر إلى الموديل الذي يبدو بسيطا في حين أنه في الحقيقة ليس كذلك، أو فضفاضا دون أن يحمل ملامح فترة السبعينات. تقول: «يجب أن يتضمن عالم الأزياء التفاصيل التي يتم عملها ببساطة بحيث تبدو وكأنها صنعت دون بذل أي مجهود. هذا ما ينبغي أن يكون عليه حال الأزياء».

وأعادت رايتشل روي تخيل الأناقة البسيطة لفيلم «ذا لوفر» (العاشق) و«فرينش إندوتشاينا». وتساءلت بنبرة مرتفعة عن شكل عاشقة في سن المراهقة إذا ارتدت بزات عشيقها الثري الصيفية؟ تقول: «لقد أردت أن تكون الطلة فضفاضة دون أن تخلف انطباعا بأنها غير رسمية. كان هناك شيء كلاسيكي في طريقته، لكنه لم يبدُ أبدا مبالغا في التأنق». وقدمت روي تنورات منسدلة بدا معها القماش وكأنه يلتف بخفة حول الجسد عند الخصر.

بالنسبة لشخصية كارولينا هيريرا، التي تبدو صارمة وملتزمة حتى إن تنورتها لم تختبر أثرا لأي تجعيدة، جانبها المرح. يوجد في الفستان الذي يشبه القميص جيوب كبيرة الحجم، وصُنع فستان الكوكتيل الأحمر الرقيق من قماش الحرير المضلع. ليس من طبع هيريرا التكلف حتى عندما يكون هناك الكثير من التفاصيل في ما تصممه من ملابس. كانت التنورة الناعمة من اللونين الأسود والأزرق كما توقعنا من المصممة، رغم أن حوافها كانت مطرزة. عادة ما تكون مهمة جعل الأمور تبدو بسيطة هي أصعب الأمور، على حد قولها.

أما المصمم توم فعرض مجموعته في قاعات مكتبة نيويورك العامة، لكنها لم تكن قاعات المطالعة. وارتدت إحدى عارضات الأزياء ملابس طويلة بريش وهي تقف داخل قفص طائر، بينما ارتدت عارضة أزياء أخرى ملابس عروس البحر اللامعة ذات الزعانف وتمددت على أريكة. وارتدت عارضتان أخريان غطاء شعر يُرتدى أثناء الاستحمام وتنورات طويلة رمادية وبيضاء، في حين وقفت عارضة أخرى على مقعد مرتفع يشبه مقعد رجل الإنقاذ على الشاطئ.

عبّر الجمهور عن حيرته وارتباكه وتساءل عما إذا كانت تلك الأشياء هي كل ما سوف يقدم، لكن سرعان ما دخلت فتاة لتعلن عن بدء الحفلة وشغلت فونوغرافا قديما، فعمّت أنغام كول بورتر أرجاء المكان. لقد كانت الملابس تشي بروح فتاة في العشرينات من عمرها مع طابع مستقبلي. يهوى براون السترات ويستعرض مهارته في مجموعته هذه المرة من خلال الأكتاف حتى إن درجة مبالغته تصل إلى الحد الذي يجعلها تبدو في بعض الأحيان مثل بزات رواد الفضاء. وعمل أيضا على الطول، حيث يبدأ أحد السراويل من منتصف الفخذ، وتبدأ تنورة فتاة بمربعات ملونة من تحت الركبة.

في عروض مارك جاكوبس لا تبذل عارضات الأزياء جهدا في العادة، لكن العمل كان مضنيا في عرض «مارك باي مارك جاكوبس» داخل مبنى نيويورك ستيت أرموري. لا يهم ما داموا قد أتوا ليلقوا نظرة على مجموعة جاكوبس الثانية التي تتسم بالطابع الرياضي لكن بألوان زاهية، مثل البرتقالي الفاتح والقرمزي الساخن والأخضر الزرعي. تبدو الطيات التي تعلو الملابس كبيرة على الفتيات، بينما السراويل المخططة ذات الألوان الزاهية مناسبة للأولاد.

يشعر المرء قليلا بالأسف على عارضات الأزياء اللاتي يرتدين معاطف رياضية رغم أنها كانت في أكثر الأحوال لحسن الحظ مصنوعة من القماش القطني المضلع. والأكثر حظا من هؤلاء العارضات هنّ من ارتدين ملابس السباحة.

وعلى ذكر ملابس السباحة، كانت العارضات اللاتي ارتدين الملابس ذات القطعة الواحدة هنّ الأسعد حظا. وغاب الـ«بكيني» عن المشهد ولم يكن حاضرا سوى ثلاثة تصميمات من قطعة واحدة. كان ثلاثتهم رائعين، لكن أكثرهم ذو اللون القرمزي المتوهج والذي يحمل طية تضفي عليه قدرا من الجرأة. وهناك موديل منه دون هذه الطية.

أما مجموعة «لامب» لغوين ستيفاني فكانت حاضرة في أسبوع الموضة في نيويورك حتى وإن لم تكن صاحبته حاضرة. وعوضا عن العروض الضخمة التي تميزت بها عروض الأزياء خلال الفترة الماضية، كانت المساحة المخصصة للعرض صغيرة، لكنها غوين ستيفاني التي لديها عدد كبير من المعجبين.

وقد أقامت غوين العرض بوحي من رؤية عن سقوط ملهمة أنيقة كانت حياتها في الملاهي الليلية أكثر ثراء. قد تكون امرأة عاملة وتلهو في حياة الليل، وربما يكون لديها أطفال أيضا. هل يذكرك هذا بامرأة تعرفها؟ انظر إليها وهي ترتدي قميص نوم قصيرا وبنطالا قصيرا من المربعات السوداء والبيضاء الصغيرة وزي طيار من قماش مربعات ذا خصر مشدود. ربما يلتقط مصورو العرض الرسميون صورة لها وهي ترتدي الفستان الذي يشبه القميص والذي به خط رأسي أزرق يمتد من المنتصف، أو شورتات طويلة ذهبية اللون مع قميص أسود بفتحة رقبة على شكل حرف «V».