تماثيل بغداد تنعى النحات العراقي محمد غني حكمت

أمانة العاصمة لـ «الشرق الأوسط»: نفذنا وصيته وسنقيم مجلس عزائه قرب شهريار

نصب «كهرمانة» من أعمال النحات الراحل محمد غني حكمت في بغداد (أ.ف.ب)
TT

فقدت الحياة الثقافية والفنية العراقية واحدا من جيل الكبار في مضمار الإبداع، النحات الكبير محمد غني حكمت الذي طرزت أعماله النحتية معظم ساحات وشوارع العاصمة العراقية بغداد، بينما يستعد لتنفيذ أعمال أخرى تحولت الآن إلى مجسمات في أروقة أمانة بغداد استعدادا للمباشرة بها. وتوفي الفنان حكمت في أحد مستشفيات عمان بعد صراع مع المرض بعد يومين من إصابته بجلطة وعجز في الكليتين.

وقال نائب الرئيس العراقي، طارق الهاشمي، في رسالة تعزية إن «العراق فقد بوفاة الفنان التشكيلي محمد غني حكمت رائدا من رواد هذا الفن ومبدعيه، والذي كان لمنجزاته النحتية مكانتها المتميزة ليس في العراق فحسب، بل في مختلف العواصم العالمية التي احتضنت ما أبدعته أنامله من أعمال مرموقة طيلة مسيرته الفنية رسخت مبادئ الحوار الحضاري وتعايش الثقافات».

وأكدت أمانة بغداد أنها «كانت على امتداد الأشهر الماضية على تواصل مستمر مع الراحل محمد غني حكمت لتنفيذ أعمال جديدة له كان متوقعا أن ترى النور في المستقبل». وقال مدير عام العلاقات والإعلام في أمانة بغداد حكيم عبد الزهرة في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «أمانة بغداد حصلت على موافقة خاصة من رئاسة مجلس الوزراء على تنفيذ أربعة أعمال نحتية في أماكن مختلفة من العاصمة بغداد». وأضاف أن «الفنان محمد غني حكمت كان طوال الشهور الماضية يتنقل بين الموصل وبغداد وعمان وبيروت بعد أن أنجز أربعة أعمال هي الآن عبارة عن مجسمات جاهزة للتنفيذ، وقد تم تخصيص الأموال اللازمة لتنفيذها».

وبشأن طبيعة الأعمال النحتية التي سيجري تنفيذها للفنان الراحل، قال عبد الزهرة إنها «أربعة أعمال وهي أولا مصباح علاء الدين الذي سوف يقام بالقرب من المسرح الوطني ببغداد، وثانيا فتاة بغداد التي ستضاف إلى تمثال كهرمانة المعروف في شارع السعدون، والذي يعتبر من معالم العاصمة وقد نحته الراحل غني حكمت، وثالثا تمثال إنقاذ العراق الذي يشير إلى طبيعة التحولات التي يمر بها العراق في مختلف العصور، ولكن العراقيين قادرون دوما على تخطي المعوقات وتجاوز الصعوبات مهما كانت، ورابعا تمثال يجسد قصيدة الشاعر العراقي الراحل مصطفى جمال الدين عن بغداد، ولا سيما البيت الشعري الشهير من القصيدة (بغداد ما اشتبكت عليك الأعصر.. إلا ذوت ووريق عمرك أخضر)، والذي من المقرر أن يقام في شارع الزيتون قرب متنزه الزوراء».

وبشأن الإجراءات الخاصة بجثمان الراحل، قال عبد الزهرة إنه «تنفيذا لوصية الراحل فإنه سوف يدفن في مقبرة الكرخ، وسوف يتم تنفيذ الوصية وفي الوقت الذي يمكن لذويه إقامة مجلس العزاء في أي مكان يشاءون فإن أمانة بغداد سوف تقيم مجلس العزاء له في شارع السعدون بالقرب من نصب شهرزاد وشهريار الذي نحتته أنامل الراحل غني حكمت».

يذكر أن محمد غني حكمت ولد في بغداد عام 1929، وتخرج في معهد الفنون الجميلة عام 1953، حصل على دبلوم النحت من أكاديمية الفنون الجميلة في روما عام 1959. ويعد من أبرز فناني العراق في مجال النحت خلال العقود الخمسة الأخيرة، حيث إنه أنجز الكثير من التماثيل والنصب والجداريات في ساحات ومباني العاصمة بغداد، منها تمثال شهرزاد وشهريار، علي بابا والأربعين حرامي، حمورابي، جدارية مدينة الطب ونصب السندباد البحري في مدخل فندق الرشيد والمتنبي وبساط الريح والخليفة أبو جعفر المنصور والجنية والصياد، إضافة إلى أعمال أخرى لا تحصى، منها 14 لوحة جدارية في إحدى كنائس بغداد تمثل درب الآلام للسيد المسيح. ويذكر أيضا أن محمد غني حكمت أسهم في عمل نصب الحرية الذي كان من تصميم أستاذه النحات العراقي المعروف جواد سليم الذي وافاه الأجل في سن الثانية والأربعين قبل اكتمال هذا العمل الذي يرمز إلى مسيرة الشعب العراقي من زمن الاحتلال البريطاني إلى العهد الملكي ثم الجمهوري.