«أفعى سيد دخيل» وتماسيح الديوانية تقترب من بوابة «المنطقة الخضراء» في بغداد

نائب رئيس لجنة البيئة البرلمانية لــ«الشرق الأوسط»: لا نستبعد نظرية المؤامرة

إحدى الأفاعي التي تروع منذ فترة مناطق محافظة ذي قار جنوب العراق («الشرق الأوسط»)
TT

منذ عام 2002 ضربت العراق موجة من الجفاف، تميزت بقلة الأمطار، لا سيما الأمطار المبكرة التي كانت تروي الزراعة الديمية التي عرفت بها مناطق شمال العراق، والأمطار الرعدية التي كانت تهطل بغزارة من فبراير (شباط) من كل عام حتى بدايات أبريل (نيسان) والتي كانت تروي مساحات واسعة من الأراضي في وسط وجنوب العراق. وبموازاة ذلك، فإن كمية المياه التي بدأت تدخل العراق عبر نهري دجلة والفرات من تركيا وسوريا بدأت أقل من معدلاتها منذ عقود طويلة من الزمن، في حين بدأت إيران، وعلى الرغم من علاقاتها المتميزة مع الأحزاب والقوى السياسية العراقية، سياسة مائية هي الأكثر قسوة عندما حولت مجاري بعض الأنهر وأغلقت البعض الآخر وآخرها نهر الوند. وتسببت هذه الظروف الجوية والسياسية في تغييرات هائلة في البيئة العراقية، تمثلت بظهور أنواع من الحيوانات والحشرات الضارة والسامة، ومنها أفاع لم تعرفها البيئة العراقية من قبل، مثل الأفعى التي أطلق عليها الآن «أفعى سيد دخيل» طبقا للمنطقة التي ظهرت فيها وهي ناحية سيد دخيل في محافظة ذي قار جنوب العراق، التي يجري تداول حكايات عنها منذ نحو ثلاث سنوات، وأخيرا ظهور تماسيح في محافظة الديوانية (180 كم عن بغداد).

وتختلف التأويلات السياسية والشعبية في تفسير هذه الظواهر التي وإن كانت لا تزال بعيدة عن تخوم المنطقة الخضراء المحصنة، إلا أنه بدا يجري تداول أحاديث واتخاذ إجراءات بشأنها من قبل الحكومة والبرلمان. ولم يستبعد نائب رئيس لجنة البيئة والصحة في البرلمان الدكتور حمزة داود الكرطاني، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، ما سماه «نظرية المؤامرة التي يمكن أن تقف خلف هذا الانتشار لهذا النوع الغريب واللافت من الحيوانات»، مضيفا أن «التلاعب بالبيئة العراقية سياسة تقف وراءها دول وأجندات، وفي مقدمة من شجع على كل هذه المسائل هو الاحتلال الأميركي». وأضاف الكرطاني أن «المعروف لدينا أن ما يسمى عندنا (أفعى سيد دخيل) أو الحية السوداء موطنها الهند، وبالتالي فإن ظهورها في العراق خلال هذه السنوات وعدم وجود مصل شاف لها على الرغم من أنها قتلت حتى الآن أكثر من 30 مواطنا من تلك المناطق وباتت تهدد باجتياح مناطق أخرى - أمر بدا يلفت نظرنا، ومثلها حكاية التماسيح التي ظهرت في الديوانية، وكلها بيئات مختلفة عن بيئاتها الأصلية». وفي الوقت الذي انتهى فيه الجدل الخاص بتمساح الديوانية، حيث لم يؤشر ظهور تماسيح جديدة في تلك المنطقة، حيث يتفرع نهر الديوانية من نهر الفرات، فإن الجدل بشان «أفعى سيد دخيل» بات يطرق أبواب السياسيين بقوة، لا سيما أن أعضاء البرلمان العراقي عن محافظة ذي قار بدأوا يحذرون من وصول هذه الأفعى إلى مركز مدينة الناصرية وهو ما يعني اتساع رقعة انتشارها ومخاطرها معا. لكن وزارة الصحة أعلنت أمس أنه تم توفير المصل المضاد لسموم هذه الأفعى التي من المتوقع أن تبدأ بالاختباء تدريجيا مع انخفاض درجات الحرارة لتعاود الظهور الصيف القادم، في وقت لم يعد بمقدور أحد أن يتكهن بنوع الحيوان الغريب الآخر الذي ينتظره العراقيون صيف عام 2012.