صناعات تقليدية إسلامية ومسيحية ويهودية من القدس في الصويرة المغربية

وفد ضم الديانات الثلاث حضر فعاليات المعرض

TT

احتضنت مدينة الصويرة (جنوب الدار البيضاء)على مدى أسبوعين، فعاليات معرض حول الصناعة التقليدية في مدينة القدس، حيث عرضت نماذج من مصنوعات تنتجها أسر من مختلف الديانات. أشرفت على تنظيم المعرض «جمعية القدس للبحوث والتنمية» بشراكة مع «جمعية الصويرة موكادور» المغربية، تحث شعار «الإيمان بالتعايش سبيل لتحقيق السلام العادل والشامل»، وضم قرابة 3200 قطعة تمثل التراث الفني التقليدي المقدسي الإسلامي واليهودي والمسيحي. وحضر المعرض وفد فلسطيني من القدس يضم 12 شخصا يمثلون الديانات الثلاث، وحضر الوفد عددا من الأنشطة الاجتماعية والفنية والثقافية التي عرفتها الصويرة، كما أجرى لقاءات مع مسؤولين محليين.

وقال منظمو المعرض إنه يهدف إلى المساهمة في تقوية الانسجام بين الجالية من أصول مغربية في القدس مسلمين ويهودا والوطن الأم. وقال محمود محمد الجمل، رئيس «جمعية القدس للبحوث والتنمية»، ببيت حنينا بالقدس الشرقية، «إن المعرض نقطة انطلاق للترويج لمبدأ التسامح والتعايش، خاصة أن مدينة الصويرة هي دليل على إمكانية تحقيق هذه الفكرة ومثال يحتذى به في هذا المجال». يشار إلى أن الصويرة هي من أكثر المدن التي كان يقطن فيها يهود مغاربة، وكانت بها ثلاث حارات يهودية، التي يطلق عليها في المغرب اسم «الملاح».

وقال الجمل أيضا «إن تراث الأمم الفني وتقاليدهم ركيزة أساسية من ركائز هويتهم الثقافية، ومصدر حيوي للإبداع، على اعتبار أن التراث الثقافي ليس معالم وصروحا وآثارا فحسب، بل هو أيضا كل ما يؤثر في الإنسان من تعبير غير مادي من فلكلور وأغان وموسيقى شعبية وحكايات ومعارف تقليدية يتوارثها الإنسان عبر الأجيال والعصور، بالإضافة إلى الصروح المعمارية المتعددة والمختلفة، والبقايا المادية من أوان وحلي وملابس ووثائق وكتابات جدارية، إذ كلها تعبر عن روح الإنسان وثقافته».

يشار إلى أن المعرض وجد إقبالا من سكان وزوار المدينة، الذين توافدوا عليه للتعرف على إبداعات الصانع التقليدي في القدس ومدى حنكته وتفننه في ابتكار تحف على الرغم من قسوة ظروف العمل. وتولد انطباع لدى الزوار بأن المعرض أظهر القدس كتركيبة فريدة متنوعة الأعراق والديانات.