أسقط ديكتاتورا.. بضغط زر على الهاتف الجوال أو الـ«آي باد»

أول لعبة إلكترونية عربية تروج لربيع الثورات العربية

TT

تماما مثل حيل ودهاليز السياسة، لكن من دون أن تهتف عاليا أو تقف ساعات طوال في اعتصامات معلنة، أو تسير في مظاهرات ممتدة لا تعرف إن كنت ستعود منها سالما أم لا، يمكنك الآن أن تطيح بأي ديكتاتور يطبق على أنفاسك، وتعاني منه منذ أمد طويل، فقط بضغطة زر على جوالك وأنت تحتسي مشروبك المفضل في غرفتك بكل متعة ورفاهية اللااصطدام! هذا الحلم تقدمه لعبة «سقوط الديكتاتور - The Dictator Fall» التي طرحت أولى مراحلها شركة «جود نيوز فور مي» للإنتاج الفني ولاقت رواجا كبيرا في أوساط الشباب والمراهقين في مصر.

المهندس أيمن شكري، المدير العام لشركة «جود نيوز فور مي» صانعة اللعبة يقول لـ«الشرق الأوسط»: «اللعبة تعتمد في مرحلتها الأولى المطروحة حاليا في الأسواق على الإطاحة برجل يرتدي بذلة عسكرية ويعتلي كرسي السلطة، ثم يبدأ اللاعب بالهجوم المتتالي على حراسه الشخصيين الواحد تلو الآخر، حتى يتمكن اللاعب من ضرب الديكتاتور بالضربة القاضية فيسقط من على عرشه على الأرض».

مراحل اللعبة تعتمد على 9 مستويات متدرجة الصعوبة للإطاحة بالديكتاتور، وتصاحبها مؤثرات صوتية أقرب لـ«المارش» العسكري، بينما يجلس الديكتاتور حاملا السيجار في يده اليمني ويضع ساقا فوق ساق، متحديا مصيره المرتقب بنظرة متصلفة. فإذا كانت ستتم الإطاحة به يغضب الديكتاتور ويطلق صرخة مدوية ويسقط بعدها من على كرسي السلطة، أما إذا فشل اللاعب فيسخر منه - مقهقها - بصوت عال.

اللعبة التي تحمل في اسمها ومراحلها دلالات سياسية خاصة ترتبط بربيع الثورات العربية الذي تعيشه المنطقة منذ بداية عام 2011، وتبعات سقوط عروش ثلاثة من الرؤساء العرب، في حين تحاول شعوب عربية أخرى الحصول على حريتها لتنضم إلى القائمة، لكن أيمن شكري يقول: «لا يمكنني القول إن اللعبة لها أبعاد سياسية بمعناها المحدد، لكننا كشركة منتجة يجب علينا أن ندرك اهتمامات من ستوجه له هذه اللعبة وما هي ثقافة المرحلة التي يعيشها، والأحداث التي تشغل باله، وأعتقد أن المنطقة العربية كلها الآن تعيش متغيرات كبيرة لا يمكن أن ننفصل عنها حتى وإن كنا نقوم بإنتاج لعبة للسوق العربية».

ونفى شكري ما تردد عن أن الديكتاتور المقصود باللعبة هو الرئيس السابق حسني مبارك، وأن الحاشية والحراس المحيطين بالديكتاتور والذين يتساقطون الواحد تلو الآخر في مراحل اللعبة هم رؤوس النظام السابق قائلا: «هذا ليس صحيحا بالمرة، ولو شاهدتم شكل الديكتاتور الذي يسقط من في اللعبة، سنجد أنه رجل بدين وله (شنب) وأصلع وله شعرة في منتصف رأسه ويرتدي نصف نظارة، فهل هذا شكل مبارك؟».

من ناحية أخرى، كشف شكري عن أن إنتاج الشركة للعبة «سقوط الديكتاتور» لا يعد الأول من نوعه في محاكاة اهتمامات الشارع العربي، لافتا إلى أن الشركة بدأت في إنتاج الألعاب الإلكترونية العربية منذ نحو خمس سنوات وتخصصت في إنتاج الألعاب التي تحاكي الواقع العربي بكافة ثقافاته.

وأوضح شكري أن العمل على إنتاج لعبة «سقوط الديكتاتور» استغرق ما يقارب الستة أشهر وبفريق عمل متخصص من 15 مبرمجا وفنيا، قائلا: «لقد كانت تجربة فريدة من نوعها لفريق العمل المتخصص في تصميم وإنتاج هذه النوع من الألعاب وهو فريق عربي متكامل».

يشار إلى أن اللعبة طرحت مجانا في مرحلتها الأولى على أجهزة الجوال لمعرفة رد الفعل تجاهها، ومن المنتظر أن تطرح لاحقا كالألعاب إلكترونية للكومبيوتر وأجهزة الـ«آي باد» بالإضافة إلى أجهزة الـ«بلاي ستيشن».