«مهرجان السلام الأول في بيروت».. رسالة شبابية إلى المجتمع اللبناني

يهدف إلى نشر ثقافة السلام من خلال نشاطات ترفيهية وثقافية

جانب من الاحتفال («الشرق الأوسط»)
TT

في مناسبة اليوم العالمي للسلام، اختار المتطوعون في قسم الشباب في جمعية الصليب الأحمر اللبناني أن يحتفلوا هذا العام بهذه المناسبة ويقدموا رسالتهم، ضمن مهرجان موسع في وسط بيروت يهدف إلى نشر ثقافة السلام بين اللبنانيين على اختلاف أعمارهم ولا سيما الشباب منهم. «مهرجان السلام» الذي ينظم للمرة الأولى في لبنان بالتعاون مع الصليب الأحمر البلجيكي والحركة الدولية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، يهدف بالدرجة الأولى، بحسب منسق الإعلام في قسم الشباب كميل حماتي، إلى تعريف اللبنانيين بشكل عام، والشباب بشكل خاص، على مفهوم السلام ونشر هذه الثقافة من خلال نشاطات متنوعة تمتد على ثلاثة أيام في 23 و24 و25 سبتمبر (أيلول) الحالي. وفي حين يلفت حماتي إلى أن معظم الناس لا يعلمون أن هناك أقساما عدة في الصليب الأحمر، إضافة إلى جانب قسم الإسعاف، ومن بينهم قسم الشباب الذي يجمع الشباب اللبناني، ولا سيما طلاب الجامعات منهم، تحت لواء العمل الاجتماعي على اختلاف أهدافه - يشير إلى أن هذا النشاط الذي ينظمه هذا القسم من خلال تعاون بين مراكزه ونواديه الـ34 المنتشرة في المناطق اللبنانية كافة، وهو الذي كان قد أخذ على عاتقه منذ عام 1999 تنظيم مهرجان الطفل السنوي. وفي ما يتعلق بتفاصيل المهرجان، يقول حماتي لـ«الشرق الأوسط» «إن الهدف منه وإن كان ترفيهيا ويتضمن حفلات فنية، إلا أنها لن تكون شبيهة بتلك الحفلات الراقصة، بل ستكون كلها مجتمعة تحت إطار واحد وهدف أساسي وهو ثقافة السلام، انطلاقا من إيماننا بأن للموسيقى دورا فعالا في إيصال رسالتنا، وهذا ما تم تنسيقه مع الفنانين المشاركين الذين اتفق معهم على تأدية أغنيات تتوافق مع هذه المناسبة، ومن بين هؤلاء، سامي كلارك وندين الراسي وهشام الحاج ودارين حدشيتي وآمال طنب وجو يوسف وإيفان الهاشم.

أما برنامج المهرجان، فسيكون موزعا على نشاطات عدة على امتداد مساحة المكان المقسمة على سبعة أقسام، إذ إنه وإضافة إلى المساحة الخاصة المعدة خصيصا لإحياء الحفلات، سيكون محبو «فن السلام» على موعد معه في هذا المهرجان، وذلك من خلال عرض أعمال لفنانين ارتكزت على عناوين أساسية وهي «اللاعنف والإرهاب» و«احترام الاختلاف» و«التعاون» التي استطاعوا تجسيدها بأعمالهم من خلال التصوير أو الرسم أو الفن الغرافيكي وغيرها.

وفي موازاة هذه النشاطات، سيلتقي الشباب اللبناني متطوعين في الصليب الأحمر اللبناني ومتخصصين في الصليب الأحمر البلجيكي، وإيمانا منهم بأن تغيير المجتمع يجب أن ينطلق من قاعدته الشابة، في نشاط ثقافي يمكن تسميته «طاولة حوار السلام» التي هي عبارة عن نقاشات وحوارات تتمحور حول العنوان الأساسي عينه، مع التركيز على أهمية التوعية والتواصل والمشاركة وتبادل الخبرات بين الطرفين والابتعاد عن المحاضرات الجافة ومبدأ الوعظ. وللأطفال الذين اعتادوا أن يلتقوا مع المتطوعين في «مهرجان الطفل» السنوي، حصتهم في «مهرجان السلام»، حيث سيرتكز البرنامج الذي أعد لهم على الأهداف نفسها بما يتناسب مع متطلبات هؤلاء وقدراتهم، وذلك من خلال الألعاب والنشاطات الترفيهية والتربوية التي تناسب الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و12 عاما، إضافة إلى تقديم رسالة سلام خاصة إلى هؤلاء الأطفال يقدمها المتطوعون الشباب في الجمعية عبر مسرحية حضرت خصيصا لتقديمها في هذه المناسبة. كذلك، ارتأى منظمو المهرجان أن يكون لطلاب الجامعات مشاركتهم الفاعلة من خلال أعمالهم ومشاريعهم التي يعملون عليها في سنوات التخرج، فأتيحت لهم الفرصة لعرض أعمالهم، ولا سيما منها الأفلام المصورة التي تندرج تحت أهداف المهرجان الرئيسية، كما سيكون لوجودهم خلال العرض ومناقشة أعمالهم دور إضافي في التواصل مع الجمهور وتبادل الأفكار. كذلك، وفي الإطار نفسه سيتم عرض أفلام عالمية.

أما اليوم الختامي، فسيفتتح بسباق يحمل عنوان «نركض من أجل السلام» تتولى تنظيمه جمعية «ماراثون بيروت» صباح يوم الأحد في 25 سبتمبر (أيلول) على مسافة كيلومترين، ويشارك فيه رياضيون ولبنانيون من مختلف الأعمار.