أردوغان يدشن مركزا ثقافيا كبيرا لتركيا بالقاهرة

مشاريع مشتركة لتطوير تدريس اللغة التركية

أردوغان خلال افتتاحه المركز الثقافي التركي الذي سمي مركز «يونس أمره» والواقع بحي الدقي بمحافظة الجيزة («الشرق الأوسط»
TT

على هامش زيارته التاريخية لمصر، افتتح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان المركز الثقافي التركي باسم مركز «يونس أمره» الجديد بحي الدقي بمحافظة الجيزة، في سياق دعم وتنشيط العلاقات الثقافية بين مصر وتركيا.

وعلى الرغم من أنه لم يمر سوى عام ونصف العام فقط على قيام وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بافتتاح المقر القديم للمركز الثقافي التركي بحي العجوزة، المجاور لحي الدقي، فإنه كان من الضروري الانتقال إلى مقر جديد أكبر بسبب زيادة إقبال الراغبين على دراسة اللغة التركية من المصريين وغيرهم بالقاهرة. وحول المركز الجديد يقول مديره سليمان سيزار، لـ«الشرق الأوسط»: «قمنا بتحديث وتطوير مناهج التعليم، وأضفنا تقنيات متطورة مسموعة ومرئية لتسهيل عملية التدريس، كما زودنا عدد الحصص من 48 ساعة إلى 56 ساعة، إلى جانب أن المكان الجديد يسمح بإقامة المؤتمرات والمعارض وحفلات فريق الكورال الخاص المكون من الأتراك والمصريين، بالإضافة إلى أن المقر الجديد بحي الدقي المفعم بالحركة اليومية للمصريين يتيح للناس أن يتعرفوا على المركز بشكل أكثر اتساعا».

ويعتبر العثور على كتب أو قواميس باللغة التركية في مصر مسألة شديدة الصعوبة والتعقيد، حيث يندر وجود أي مراجع باللغة التركية الحديثة - الأبجدية اللاتينية - في المكتبات المصرية، ولكن في المركز الثقافي الجديد تم تحديث المكتبة لتستوعب أكثر من ثلاثة آلاف كتاب.

وحول اسم المركز يوضح سيزار أن «يونس أمره» كان شاعرا متصوفا، وكانت رسالته تهدف للتسامح والسلام، ومن خلال أنشطة المركز، خاصة فريق الكورال الخاص، فإننا نسير على نفس نهجه».

ولد الشاعر «يونس أمره»، الذي يعد أحد شيوخ المذاهب الصوفية في تركيا في القرن الثاني عشر، ويعد أحد الروافد الرئيسية في بنيان الأدب التركي، إذ كان أول شاعر تركي في عصره يكتب الشعر باللغة التركية المتداولة وقتها دون استخدام اللغة الفارسية أو العربية، ومن منطلق اعتزاز الأتراك بتراثه بشكل كبير أطلقوا على مراكزهم الثقافية الأربعة عشر حول العالم اسم «يونس أمره». وأشار سيزار إلى أن الثقافة العربية والتركية متشابهتان إلى حد كبير، ووجود المراكز الثقافية المشتركة سيظهر ويبلور العناصر المشتركة الموجودة في الأصل. وتحدث سيزار عن مشروع مصري تركي ثقافي مشترك سيتم خلال الشهر الحالي، إذ سيسافر أكثر من 30 أستاذا من أساتذة اللغة التركية بالجامعات المصرية المختلفة إلى إسطنبول وسيلتقون نظراءهم الأتراك لبحث سبل تطوير وتحديث دراسة اللغة التركية بالجامعات المصرية.

شهد حفل افتتاح المركز حضورا دافئا من قبل الطلبة المصريين، وحيا فريق الكورال بالمركز أردوغان بأغنية تركية، وآثر أردوغان ألا يقوم بقص شريط الافتتاح وحده فشاركته زوجته السيدة أمينة أردوغان، ووزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، وباقي الوزراء في مشهد طريف من نوعه.

وتفقد أردوغان المقر الجديد، وشجع الطلاب المصريين على تعلم اللغة التركية، ووعدهم بزيارة تركيا إذا أتقنوا اللغة جيدا. وخلال حفل الافتتاح التقى أردوغان مجموعة من شباب ائتلاف شباب ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، ممن التقى بهم في تركيا خلال دعوة تركيا لهم ومجموعة من شباب ثورة الياسمين بتونس ليراقبوا عن كثب الحياة السياسية التركية، ويتعرفوا على مردوداتها في الشارع التركي. وأشاد أردوغان بدورهم، وقال إن الشباب المصري مليء بالطاقة اللازمة لدفع بلاده للأمام، وإن التعاون المصري التركي سيكون قوة لا يستهان بها في المنطقة، وحث الجميع على التماسك وعدم التفكك من أجل مستقبل أفضل لمصر.