بعد أن وصفت بأنها «مروعة».. تمائم الأولمبياد تغزو محطات القطارات والمتاجر في لندن

اللجنة تأمل في أن تستفيد من الأرباح في تعويض تكاليف تمويل الدورة

محل مخصص لبيع البضائع المتعلقة بدورة الألعاب الأولمبية لعام 2012 في محطة قطارات سانت بانكراس بلندن (تصوير: حاتم عويضة)
TT

وسط محطة «سانت بانكراس» للقطارات الدولية في العاصمة البريطانية لندن يقف مجسمان معدنيان كل منهما بعين واحدة يحملان ضوء تاكسي لندن على رأسيهما؛ إنهما «وينلوك» و«مانديفيل» تميمتا الألعاب الأولمبية المقرر تنظيمها في لندن خلال العام المقبل، اللتان أصبح بالإمكان الحصول عليهما اليوم عبر محلات متخصصة فتحت أبوابها في ثلاث محطات للقطارات ومتجرين في المدينة.

وعبر هاتين التميمتين تحاول اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الأولمبية استقطاب اهتمام السكان المحليين لإدراك مدى أهمية هذا الحدث الرياضي الذي يقام في لندن بعد 62 سنة، من خلال إطلاق السلع الأولمبية في محلات محددة قبل طرحها في الأسواق قبيل عيد الميلاد المقبل.

اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الأولمبية لندن (LOCOG) أطلقت أول من أمس خامس محل تجاري متخصص بكل ما يتعلق بسلع الأولمبياد، لينضم بذلك إلى أربعة محلات أولمبية متخصصة تحت اسم «لندن 2012»، افتتحت في منتصف أغسطس (أب) الماضي في محطتي سانت بانكراس، وبادنغتون، ومحطة رقم 4 في مطار لندن هيثرو الدولي إلى جانب متجر «جون لويس» بفرعيه في شارع أكسفورد ستريت ومجمع ويستفيلد التجاري بشرق لندن. وتتوقع اللجنة المنظمة أن تبلغ مبيعات سلع الدورة مليار جنيه إسترليني.

وكشف اللجنة النقاب عن السلع والبضائع الرسمية المتعلقة بالألعاب الأولمبية من خلال برنامج خاص تأمل اللجنة أن تستفيد من أرباحه في تعويض تكاليف تمويل الدورة (التي بلغت ملياري جنية إسترليني)، كما قامت أيضا بالتعاقد مع 200 شركة لتولي مهام تصميم وإنتاج وتسويق هذه البضائع.

وتشمل السلع المستوحاة من وحي المناسبة إكسسوارات وهدايا، بجانب ملابس مختلفة التصاميم والألوان تحمل شعار الحدث الرياضي، بالإضافة إلى مستلزمات منزلية تتنوع ما بين أغطية للفراش وأكواب ومصابيح. وتتراوح أسعار القطع ما بين 5 و170 جنيا إسترلينيا.

وبسبب الخشية من أن لا يحتل الحدث مكانة متقدمة في اهتمامات سكان لندن، في وقت تشهد فيه بريطانيا وضعا اقتصاديا صعبا بسب التضخم الذي دفع بتكاليف المعيشة إلى الارتفاع، كان الرأي التعجيل في فتح محلات متخصصة في بضائع الألعاب لتكون خطوة أولية لبث روح الأولمبياد. وللعلم، فهذه المحلات هي الوحيدة المصرح لها ببيع البضائع الرسمية (لندن عام 2012)، إلى جانب متجر آخر على الإنترنت هو الأول على الشبكة العنكبوتية لبيع سلع أولمبياد لندن، وهو يضم مجموعة أوسع من تلك الموجودة في المتاجر وبأسعار أقل إلى حد ما. ومما يميز المنتجات المعروضة أنها تجمع تصاميم مرحة وفنية وأخرى ذات دلالات تاريخيه. ولقد اختارت اللجنة «e - Commera» لندن لإدارة وتسوق المنتجات عبر الإنترنت بشكل آمن وموثوق به.

ويقول أحد الباعة في متجر الأولمبياد بمحطة بادنغتون: «بالتأكيد الزبائن يفضلون شراء أي قطعة تضم الشعارات أو التمائم. أعتقد أنهما أقوى الوسائل بالنسبة لنا للتواصل مع الشباب خصوصا أنها توحي بالعصر الرقمي (الديجيتال)».

مما يذكر أن الشعار الرسمي للألعاب الذي يعتبر تجريدا على شكل الأسد البريطاني يستند إلى تاريخ 2012 قد كلف اللجنة التنظيمية مبلغ 400.000 جنيه تم دفعها لمصممه والف أولينز، الذي ركز على أن يكون تصميمه «كارتونيا» وبألوان براقة، كي يستسيغها الأطفال والمراهقون لا سيما مع تفعيل دوريهما عبر الموقع الإلكتروني لأولمبياد 2012 وإطلاق صفحة خاصة بهم على موقعي «فيس بوك» و«تويتر» الاجتماعيين.

وتقول ليزا ويليت، إحدى المتسوقات (21 سنة): «لم أستطع سوى التوقف في المتجر واستعراض ما في الرفوف المليئة البضائع».

وبينما يستعرض مارك هارتنيت بعض حاملات المفاتيح في المتجر يقول: «أرغب بشراء هدية لصديقة في فانكوفر بكندا، كانت أرسلت لي تذكارا من دورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2010. ولقد وعدتها بإرسال شيء من ألعاب لندن المقبلة».

أما بالنسبة للتميمتين اللتين صممتهما وكالة «إيريس لندن» فيبدو أنهما أصبحتا تروقان لكثير من زوار المتجر على الرغم من الانتقادات التي ثارت لدى أول ظهور لهما.

وترمي الحملة التسويقية للمجسم (وينلوك) الخاص بدورة الألعاب الأوليمبية و(مانديفيل) الخاصة بدورة ذوي الاحتياجات الخاصة إلى حصد 70 مليون جنيه إسترليني من عائدات بيع هذه التمائم فقط، بحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة «ذا ديلي ميل».

الجدير ذكره أن صحيفة بريطانية وصفت التمائم ذات العين الواحدة بأنها «رموز وطنية رديئة ومروعة»، وكان ترينس كونران، سفير بريطانيا للأعمال الإبداعية، أكثر الساخطين على شكل التمائم عند طرحها لأول مرة، وقد اعترض على تسويقها عالميا باسم دولة مثل بريطانيا مشهورة بالإبداع.

وبصرف النظر عن شكل التمائم، أصبح اللندنيون أكثر دعما لأولمبياد 2012 مقارنة بأربع سنوات ماضية، بحسب استطلاع عشوائي أجري العام الماضي على 1000 شخص يعيشون في العاصمة. إذ أظهر أن واحدا من بين ثلاثة أشخاص يشعرون بالتفاؤل حول الألعاب أكثر مما كانوا عليه منذ أربع سنوات.

«الشرق الأوسط» طرحت السؤال ذاته على المتسوقين في متجر «جون لويس» بوسط لندن، أحد المتاجر المصرح لها لبيع سلع وبضائع دورة الألعاب الأولمبية. زارا بينسون التي جاءت للتسوق مع صغيرتها داخل المحل قالت: «بالطبع نحن متحمسون بأن نكون في لندن أثناء انطلاق الألعاب. إنها فرصة قد تحدث في حياة الفرد مرة واحدة».

في المقابل، قال جيم ويليت واصفا الدورة: «ما هي إلا استنزاف للأموال.. لم نتوقف منذ أكثر من سنتين عن دفع مبالغ إضافية لتمويل ذلك».