توقع ارتفاع مبيعات الأجهزة اللوحية إلى 70 مليون جهاز في العام الحالي

الكومبيوتر اللوحي قد يغني عن أجهزة الكومبيوتر الشخصية

جهاز آي باد
TT

خلصت دراسة أجرتها شركة «غارتنر» المتخصصة في أبحاث واستشارات تقنية المعلومات، حول انتشار الأجهزة اللوحية، إلى أن سعر الجهاز اللوحي بعد 4 أعوام من الآن سينخفض إلى نصف سعره الحالي، بسبب النمو المتسارع لمبيعات الأجهزة اللوحية حول العالم. وتم بيع 17.6 مليون جهاز لوحي في عام 2010 (غالبيتها أجهزة «آي باد»)، بمعدل سعر بلغ 543 دولارا أميركيا. وتتوقع الشركة بيع 69.5 مليون جهاز لوحي في عام 2011 في الأسواق التي تتزايد المنافسة فيها، بمعدل سعر يبلغ 432 دولارا أميركيا، أي أقل بـ100 دولار عن معدل عام 2010، ليصل إلى 300 دولار في عام 2013، و263 دولارا في عام 2015.

كما لوحظ أن نمو مبيعات الأجهزة اللوحية جاء على حساب الإنفاق على الكومبيوتر الشخصي، الأمر الذي يمكن تفسيره بأن المستهلك العادي يجد في الجهاز اللوحي ما يغنيه عن تحديث كومبيوتره الشخصي، أو شراء كومبيوتر جديد. وعلى الصعيد نفسه، قالت «غارتنر» إن «آبل» قد أعادت تقييم توقعاتها بشأن إنفاق المستهلكين في قطع التقنية، ورفعته إلى 3.6 تريليون دولار أميركي في عام 2011. أما بالنسبة لإنفاق الولايات المتحدة الأميركية في هذا القطاع، فمن المتوقع إنفاق 1.022 تريليون دولار في العام الحالي. ومن المتوقع أيضا إنفاق 29 مليار دولار أميركي على الأجهزة اللوحية وحدها في العام الحالي، مقارنة بـ10 مليارات في عام 2010. ووفقا لدراسات الشركة، فإن حصة إنفاق منطقة الشرق الأوسط في قطاع تقنية المعلومات يبلغ 2 في المائة من الإنفاق العالمي.

هيمنة دائمة أم مرحلية؟

* وبفضل النجاح غير المسبوق لجهاز «سامسونغ غالاكسي تاب»، حيث بيع منه نحو مليوني جهاز في الربع الأخير من عام 2010، حصدت الأجهزة اللوحية التي تعمل بنظام التشغيل «آندرويد» ما نسبته 22 في المائة من حصة سوق الأجهزة اللوحية في العالم في الربع المذكور، مهددة هيمنة شركة «آبل» بجهاز «آي باد» التي ما تزال تحتفظ بنسبة 75 في المائة من حصة السوق، بعد تراجعها في الربع الثالث، حيث بيع 4.4 مليون جهاز لوحي في الربع الثالث، 4.2 مليون منها كان لـ«آبل». ويتوقع خبراء التقنية تزايد نسبة حصة «آندرويد» في الأسواق خلال عام 2011، وذلك بفضل دخول مصنعين جدد إلى هذا القطاع. ومن المرجح وصول حجم مبيعات الأجهزة اللوحية في عام 2012 إلى 70.8 مليون جهاز.

وعلى الصعيد العربي، يقدم «فيصل البناي»، الرئيس التنفيذي لشركة «آكسيوم تيليكوم»، لـ«الشرق الأوسط» توقعاته الإيجابية بخصوص هذه التوجهات التقنية الجديدة، حيث يرى أنه وفقا للمعطيات التقنية ورغبة قطاع الأعمال في الحصول على حصة أكبر من سوق الأجهزة اللوحية، ترى الشركة مستقبلا باهرا للأجهزة اللوحية التي تعمل بنظام التشغيل «آندرويد»، وهم واثقون في طرح المزيد من الطرز المختلفة لشركات عدة في الأسواق العالمية العام الحالي. وترى «آكسيوم تيليكوم» أنه من الأسباب التي يعود لها الفضل في انتشار الأجهزة اللوحية توفر شبكات إنترنت عالية السرعة، تقدم اتصالا بالإنترنت يمهد الطريق أمام المزيد من التفاعل بين المستخدم وتطبيقات الجهاز اللوحي، وتواصلا أفضل مع الآخرين. وتترجم الزيادة الملحوظة في سرعات الإنترنت إلى تفاعل أفضل وأسرع مع عروض الفيديو والموسيقى من خلال الإنترنت، والحصول على المزيد من المزايا من الشبكات الاجتماعية، بالإضافة إلى الاستمتاع بالألعاب الإلكترونية عبر الإنترنت. إلى ذلك، ازداد عدد نقاط الاتصال اللاسلكي بالإنترنت بشكل مستمر، ويزداد معدل استخدام الإنترنت بشكل متسارع، حيث وصل عدد مستخدمي الإنترنت في المملكة العربية السعودية إلى 11.4 مليون مستخدم في شهر ديسمبر 2010، يشكلون ما نسبته 43.6 في المائة من تعداد سكان المملكة، بينما وصل العدد إلى 3.6 مليون مستخدم في الإمارات العربية المتحدة، الرقم الذي يشكل 69 في المائة من السكان.

ومن الممكن أن يتصل الجهاز اللوحي بأي نقطة اتصال لا سلكية، ويمكن للمستخدم الاتصال بالإنترنت أيضا عبر شبكات الاتصالات في الأجهزة التي تدعم ذلك، في أي مكان وفي أي وقت، وتقدم شركات الاتصالات في المنطقة العربية عروض اتصال بالإنترنت، تتناسب مع احتياجات جميع فئات المستخدمين. أضف إلى ذلك رغبة المستخدمين في التواصل بعضهم مع بعض عبر الشبكات الاجتماعية، واستخدام التقنيات الحديثة بطريقة سهلة وبسيطة، وتوفير خيارات لتحميل تطبيقات تناسب احتياجاتهم واهتماماتهم المختلفة.

وخلصت دراسة قامت بها شركة «نيلسون» المتخصصة في مجال أبحاث تقنية المعلومات، حول عادات قراءة الأخبار، إلى أن 44 في المائة من المستخدمين يطالعون الأخبار من خلال أجهزتهم اللوحية بشكل دوري، الأمر الذي يدل على وجود نزعة جديدة في طريقة الحصول على الخبر.

وتميز الشركات المتخصصة في بيع الأجهزة الإلكترونية نفسها، بالنسبة للأجهزة اللوحية، عن طريق توفير خدمات مختلفة، مثل توفير العروض والمجموعات الخاصة، والملحقات المميزة، والدعم الفني، وخدمات ما بعد البيع. ويعتبر هذا الأمر مهما جدا بالنسبة للمستخدم، إذ إنه يريد أن يشعر بأن عملية شراء الجهاز اللوحي ستكون سلسلة، خلال وبعد إجراء عملية البيع. وكمثال على ذلك، تقدم «آكسيوم تيليكوم» برنامج حماية السعر الذي يتيح للمستهلكين استرداد فارق السعر في حال انخفاض سعر بيع الجهاز خلال خمسة أيام في إحدى فروع الشركة، وذلك عقب شراء الجهاز. وعقدت الشركة عقودا حصرية مع شركات «موتورولا» لتوزيع أجهزة «زوم» اللوحية، ومع «آر آي إم» المصنعة لأجهزة «بلاك بيري» لبيع أجهزة «بلاي بوك» اللوحية، مع توفيرها لميزة تسمح لزوار متاجرها بمعاينة الأجهزة واستعراضها بحضور طاقم عمل مؤهل يشرح مزايا الجهاز بالتفصيل، وينصح الزائر بالجهاز المناسب وفقا لاحتياجاته، مع توفير ميزة حجز وشراء الأجهزة قبل طرحها في الأسواق، وإيصالها مجانا للمستخدم فور طرحها، ناهيك عن تدريب طاقم الصيانة على إصلاح كل أعطال الأجهزة اللوحية، وغيرها من الخدمات الأخرى.

وتشكل الأجهزة اللوحية في الإمارات العربية المتحدة 15 في المائة من مبيعات الكومبيوترات الشخصية، مع تزايد هذا الرقم مع مرور كل شهر، مع توقع نمو مبيعات الأجهزة اللوحية إلى 25 في المائة بنهاية العام الحالي. وتعتبر الأجهزة اللوحية مناسبة لقراءة ومعاينة المحتوى، مقارنة بالكومبيوترات الشخصية المناسبة لصنع المحتوى، نظرا لتوفر البرامج المتخصصة على الكومبيوترات، وتعدد الملحقات الخاصة المناسبة لعمل المصممين والمهندسين والكتّاب، إلا أن هذا الأمر آخذ في التغير، نظرا لطرح ملحقات كثيرة للأجهزة اللوحية من شأنها تسهيل العمل ورفع مستوى الإنتاجية.

الأجهزة اللوحية - مزايا إضافية

* وبالنظر إلى مستقبل الأجهزة اللوحية، فإن مطالب المستخدمين لا تنحصر فقط في رفع قدرات وأداء الأجهزة فحسب، بل تشمل جوانب أخرى، مثل قدرة تلك الأجهزة على تشغيل أقراص أفلام «دي في دي»، وعملها كهاتف جوال، وتطوير الكاميرا الرقمية المدمجة، وزيادة عمر البطارية أكثر، والقدرة على الشحن باستخدام خلايا الطاقة الشمسية في حالات الطوارئ، بالإضافة إلى الاستفادة من الجهاز كإطار رقمي للصور يمكن وضعه على الرف أو طاولة المكتب، بالإضافة إلى تطوير تطبيقات تلبي الاحتياجات المتعددة، مثل الترفيه والأعمال والحصول على المعلومات على اختلافها.

وتعكف الكثير من الشركات، حاليا، على تطوير برامج مختلفة تلبي احتياجات مستخدمي الأجهزة اللوحية، سواء كانت برامج ترفيهية، أو تلك التي يمكن استخدامها لإتمام الأعمال أو التواصل مع الآخرين، مثل البرامج التي تسمح للمستخدم بالدردشة بالصوت والصورة عبر شبكات «واي فاي»، وحتى بين الأجهزة المختلفة، مثل برامج «تانغو» و«فرينغ» و«نيمباز».

يُذكر أن عدد البرامج المتوفرة في متجر «آي تونز» على الإنترنت، بلغ في يونيو (حزيران) 2011 أكثر من 425 ألف برنامج، تم تحميلها أكثر من 14 مليار مرة بعد مرور أقل من 3 أعوام على إطلاق المتجر، إذ تم تحميل أول مليار من البرامج من خلال المتجر بعد مرور 9 أشهر على افتتاحه. أما بالنسبة لمتجر «آندرويد»، فقد بلغ عدد برامجه في مايو (أيار) 2011 أكثر من 200 ألف برنامج، تم تحميلها أكثر من 3 مليارات مرة، وتم تحميل أول مليار برنامج من خلال المتجر بعد مرور نحو 22 شهرا على افتتاحه.