«دولتشي أند غابانا» تنعش ميلانو بألوان الصيف

النجمة المثيرة للجدل ليندسي لوهان واجهة حملة الألماني فيليب بلين لأزياء ربيعه

TT

العرض الأخير لمجموعة دي أند جي، الخط المنخفض التكاليف لدار «دولتشي أند غابانا» تحول إلى عاصفة من الألوان والأقمشة الهفافة، وكأنها إيشاربات ضخمة ملونة خيطت سويا لتشكل أردية تموج بالألوان والأشكال. ورغم أن العرض تأخر في الانطلاق فإن الجمهور كوفئ على انتظاره بمجموعة أثارت الإعجاب والحسرة على نهاية مرحلة من الإبداع في الدار الشهيرة. ويبقى القول إن العرض كان من أكثر العروض مرحا وشقاوة وهو ما لم يتوفر في العروض السابقة خلال اليوم الأول من أسبوع ميلانو رغم أن العروض هي لأزياء الربيع والصيف. إلا أن الألوان الداكنة سيطرت في بعض العروض مثل عرض غوتشي على سبيل المثال. وجاءت انطلاقة العرض على نغمات أغنية شهيرة للمغني جيمس براون تصرخ بحب الحياة والإحساس بالسعادة وربما كان هذا أهم ما عبرت عنه المجموعة.

وغمر طوفان الألوان منصات العرض وتنوعت تجسداته فمن الفساتين الطويلة التي تصلح للشاطئ إلى الشورتات والشنط التي تنوعت في أحجامها ولكنها أيضا صبغت بألوان متداخلة وغنية إضافة إلى صنادل بلاتفورم ملونة وإكسسوارات ذات شخصية شقية مثل الأقراط الطويلة والأساور والعقود الضخمة بعثت إيحاءات قوية بالملابس الغجرية.

الألوان التي سيطرت على العرض تنوعت ما بين الأزرق والأصفر والأحمر بدرجاته والأخضر أيضا.

وذكرت بعض المصادر أن دولتشي أند غابانا ينويان إدخال خط دي أند جي تحت مظلة الماركة الرئيسية للدار وهو ما علق عليه مصمم إيطالي لمجلة «إل» بأن المصممين دولتشي وغابانا ينويان التركيز على علامة واحدة وهي «دولتشي أند غابانا». وعلق آخر بأن أسعار «دي أند جي» كانت مرتفعة بشكل كبير يقترب من أسعار علامة «دولتشي أند غابانا» وبهذا لا تصبح هي الصيغة الأقل سعرا وتكلفة بل تتساوى مع العلامة الرئيسية للدار.

وربما أيضا ستكون الفساتين الشفافة والخطوط المتكاسلة هي نكهة ربيع وصيف العام القادم وهو ما سيحدده عرض جون ريتشموند وألبرتا فيريتي خلال الأسبوع. لقد أذهل المصممان، اللذان يعرفان بملاءمة ملابسهما للتوجه الذي يختارانه، مشاهير إيطاليا وكتاب الموضة بمجموعات تستحضر أيام الرومانسية بعيدا عن صخب المدينة التي تعد مركز التجارة في إيطاليا. يغلب على فساتين فيريتي اللونان الأسود والأبيض مع وجود للون الأخضر المشع أو الأزرق وبها أجزاء شفافة ومكشوف الظهر التي تذكرنا بمجموعة «أرت ديكو» لغوتشي التي عرضت في وقت مبكر من أول من أمس.

كان هناك أيضا خط من الفساتين ذات اللون الكاكي والتي تحمل رسوما لغابات بألوان المناطق الاستوائية التي جعلت العارضات يبدون مثل حوريات الغابة المثيرات القادمات رأسا إلى منصة العرض المكسوة بسجاد أبيض. وارتدت الممثلة رشيدة جونز وكوبي سمالدرز فساتين من تصميم فيريتي خلال حفل توزيع جوائز «إيمي» وظهرت سارة، ابنة آندي ماكدويل التي تبلغ من العمر 16 عاما لأول مرة على منصة العرض مرتدية فستانا من تصميم فيريتي خلال أسبوع الموضة في نيويورك بداية الشهر الحالي.

كانت فترة الخمسينيات هي موضوع مجموعة ريتشموند، وتكثر فيها الفساتين الشفافة والتنورات ذات الكسرات ويحمل الكثير من الحضور حقائب اليد الجلدية الكلاسيكية ويرتدون نظارات الشمس الكبيرة الغامقة. كان هناك تأويلات عدة لعرض فستان أسود ثم فساتين تتنوع بين الأبيض والوردي والأخضر. اشتهر ريتشموند، المصمم البريطاني المقيم في ميلانو، بتصميم ملابس نجوم الروك مثل ديفيد بووي. كانت الأحذية ذات الكعب العالي الموشاة بالريش الأصفر أول ما ينذر بحدوث تغيير ما في الخطوط الكلاسيكية في عرض ريتشموند وكانت الملابس مبهرجة وغريبة. وعُرض ضمن فساتين الكوكتيل جاكيت أسود من جلد التمساح يذكرنا بفيلم «ماد ماكس» ثم تلاه ملابس مرصعة بالجواهر التي لن تبدو غريبة في مسيرة «بيرلي كينغز أند كوينز» في إيست إند بلندن.

تحولت التنورات ذات الكسرات التي كانت ترتديها جاكلين كنيدي في أيامها الأخيرة إلى تنورات سوداء تتسم بالطابع التسلطي مع ذيل طويل يحمل رسم لهيكلين عظميين يرقدان أمام امرأة عارية.

من جانب آخر وافقت ليندسي لوهان النجمة المثيرة للجدل على أن تكون واجهة حملة المصمم الألماني الشاب فيليب بلين لحملة ربيع أزياء عام 2012. لكن لم يُعرف بعد شكل الحملة رغم تأكيد بلين في بيان صحافي بأن «ليندسي ممثلة وعارضة جميلة وقديرة. وسوف نتمكن من عمل صور فريدة ومتميزة تشي بالفخامة والإثارة». من الجيد سماع ذلك لأن حملة بلين الحالية تتضمن سيدة لا ترتدي سوى ملصق على شكل جمجمة.

لكن في الوقت الذي يبدو فيه على ليندسي الحيرة والتخبط، يسود الاعتقاد بأن بلين يعرف بالضبط ما الذي يفعله، ففي عام 2010، اختار المصمم الألماني ميشا بارتون لتكون الوجه المروج لحملته مؤكدا بذلك أنه يعرف كيف يحصل على الأفضل من العارضات. لا يمكن القول إنه يختار الأسوأ، لكن في كل الأحوال تعد هذه طريقة لحفر اسمه كمصمم شاب.

إذا كنت في ميلانو خلال نهاية الأسبوع الحالي، سوف يعرض لك بلين مجموعته الجديدة يوم غد السبت الموافق 24 سبتمبر (أيلول) في التاسعة مساء وسوف تكون ليندسي لوهان هناك.

وعلى صعيد السوق وعلاقة صناعة الأزياء بها يعتزم برونيلو كوتشينيلي، مؤسس صناعة الكشمير الفاخر الذي سُمي باسمه، إدراج اسم شركته في بورصة ميلانو رغم الظروف الاقتصادية السيئة. وقال: «لقد قررت أن أدرج اسم شركتي في بورصة ميلانو وليست أي مدينة أخرى لأنني إيطالي وفخور بذلك». وأوضح كوتشينيلي وهو يجلس في قاعة العرض محاطا بمجوعة ربيع - صيف 2012 أنه لا يفكر في بيع حصته الصغيرة إلى شركة أسهم خاصة. وقال: «أريد أن أحتفظ بوظيفتي داخل الشركة بعد طرح أسهمها في البورصة». وأكد، في مقابلة مع «وول ستريت جورنال»، أنه يعتزم إدراج 30 في المائة من شركة الملابس دون الإفصاح عن تفاصيل بشأن المبلغ الذي يتوقع أن يجنيه من تعويم الأسهم. ومن المقرر أن تتم هذه العملية في إبريل (نيسان) أو مايو (أيار) المقبل. يضيف كوتشينيلي: «أريد أن يكون لدي مديرون يتولون إدارة شؤون الشركة». وأضاف أن ابنتيه سوف ترثان الشركة في المستقبل وهما من ستتخذان قرار بشأن الإدارة.

يُعرف كوتشينيلي بالسترات المصنوعة من الكشمير ذات الرقبة على شكل حرف «V» والتي يرتديها الأمير ويليام وكذلك نجوم هوليوود مثل ديمي مور ودانيال كريغ. ويريد أن يوسع من نطاق نشاطه ليمتد إلى جميع أنحاء العالم. ويقول كوتشينيلي إنه يتوقع أن تصل المبيعات خلال عام 2011 إلى 246 مليون يورو (337 مليون دولار) نتيجة زيادة المبيعات في الصين الكبرى وأميركا الشمالية. ويوضح قائلا: «نعتزم افتتاح المزيد من المتاجر في الصين في غضون الأشهر القليلة المقبلة». وأضاف أن طاقم العمل سوف يقيم بحرص عمليات الافتتاح المقبلة. وقال إن المشترين العالميين الذين يزورن ميلانو لحضور أسبوع الموضة باتوا أكثر حرصا فيما يتعلق بطلبات الشراء مقارنة بالستة أشهر الماضية، لكنهم لا يزالون يفضلون المنتجات الإيطالية المصنعة يدويا. وتتوقع الشركة أن تصل الأرباح قبل احتساب الضرائب إلى 300 مليون يورو وتتوقع استثمار 15,50 مليون يورو في هذا المجال عام 2011.