المنتجة ماري بيير ماسيا لـ«الشرق الأوسط»: نحن نساعد المخرجين لكننا لا نملك أموالا للإنتاج

مديرة صندوق «سند» لدعم المشاريع السينمائية العربية: نتحرك في حدود نصف مليون دولار

خديجة السلامي و :المنتجة الفرنسية ماري بيير ماسيا مديرة صندوق «سند»
TT

قالت المنتجة الفرنسية ماري بيير ماسيا، مديرة صندوق «سند» لدعم الإنتاج السينمائي العربي: «نحن نساعد المخرجين، لكننا لا نملك أموالا للإنتاج». وأضافت أن هناك من يتصور أن مبلغ النصف مليون دولار المخصص للدعم هو مبلغ كبير، لكنه في الواقع قليل جدا بالقياس لتكاليف الإنتاج السينمائي، لا سيما أنه يوزع على عدة مشاريع.

وأمضت ماسيا أشهر الصيف في أبوظبي، حيث شاركت في دراسة الملفات الجديدة التي تقدم بها مخرجون لدعم مشاريع ينوون تحقيقها ولا يجدون التمويل الكافي لها. وكان مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي قد استعان بالخبيرة الفرنسية للاستفادة من تجربتها الطويلة في الإنتاج وتنسيق البرامج السينمائية، ووقع عليها الاختيار للإشراف على صندوق «سند» لدعم مشاريع الأفلام. و«سند» هو إحدى مبادرات هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وانطلق في العام الماضي ويقضي بتخصيص منح مالية مجموعها نصف مليون دولار، كل عام، لتشجيع النتاجات السينمائية المتميزة في المنطقة العربية. وتعتبر هذه المبادرة أول دعم مالي يطلقه مهرجان سينمائي لمساعدة صناع الأفلام العرب، كما يعتبر من أضخم صناديق الدعم السينمائي في العالم العربي، حيث تقدم المنح المالية في مجالين هما مرحلة تطوير المشروع، ومرحلة الإنتاج النهائية، لكل من الأفلام الروائية الطويلة والأفلام الوثائقية الطويلة، بمعدل خمس منح لكل مجال.

تتسلم ماري بيير ماسيا وفريق عملها في لجنة الاختيار السيناريوهات التي يتقدم بها مخرجون ومخرجات عرب أغلبهم من الشباب، لكن بينهم، أيضا، مخرجون معروفون ومكرسون. وبعد فرز المشروعات التي تنال اهتمام اللجنة، يجري توزيع المنح في حدود 15 ألف دولار لتطوير المشروع، و60 ألف دولار للمساعدة في الإنتاج.

اليوم يصل «سند» إلى مرحلته الثانية لهذا العام باختيار 12 مشروعا. وبهذا يكون قد قدم المساندة والدعم إلى 23 مشروعا، لمرحلتي 2011. وتم تحديد الموعد المقبل للتقدم في فبراير (شباط) 2012، على أن تعلن النتائج بعد شهرين من ذلك. وهنا لا بد من التنويه بأن الصندوق لا يقف عند حد تقديم المنحة؛ بل يرافق المخرجين في تطوير مشاريعهم ويوفر لهم المشورة عبر «ورشة سند» المكملة له.

وحسب القائمين على المشروع، فقد لاقت أفلام نالت الدعم من «سند»، في دفعته الأولى، نجاحا طيبا في المهرجانات العالمية، ومنها فيلم المخرجة المغربية ليلى كيلاني «على الحافة» الذي اختير للعرض في تظاهرة «نصف شهر المخرجين» في مهرجان «كان» الأخير. كما اختير فيلما «موت للبيع» للمغربي فوزي بن سعيدي و«في أحضان أمي» للمخرجين العراقيين عطية ومحمد الدراجي للعرض في مهرجان «تورونتو» السينمائي الدولي في كندا.

تبدو ماري بيير ماسيا سعيدة، بشكل خاص، بالعدد الكبير من المخرجات العربيات اللاتي فازت مشاريعهن بدعم «سند». وتقول: «اخترنا موضوعا يمنيا عن الزواج القسري للطفلات تقدمت به المخرجة خديجة السلامي لفيلم طويل بعنوان (أنا نجود ابنة العاشرة ومطلقة)، وفيلما وثائقيا بعنوان (محمد وياسمينة) لريجين عباديا، عن تواري الكاتب الجزائري محمد مولسهول وراء اسم ياسمينة خضرة في رواياته التي نالت نجاحا عالميا، وكذلك اخترنا مشروعا للمخرجة صافيناز بوصبايا، عن موسيقى (الشعبي) في الجزائر، وهو شهادة رائعة تجمع بين الموسيقى التقليدية للعرب واليهود، ما بين الجزائر وفرنسا». وقد يبدو واضحا تركيز الصندوق على دعم الأفلام الوثائقية التي قد لا يكون بعضها ممتازا من الناحية السينمائية، كما تقول ماسيا، لكنه مهم وضروري من حيث التوثيق التاريخي والحضاري. هذا إضافة إلى أن تكلفة إنتاجها أهون من الأفلام الروائية والطويلة.

من المشاريع الفائزة، أيضا، «لمّا شفتك» للفلسطينية آن ماري جاسر، وهو في مراحل الإنتاج النهائية، و«البحث عن النفط والرمال» لفيليب لوران ديب من مصر، و«النادي اللبناني للصواريخ: الحكاية الغريبة لسباق الفضاء في لبنان»، لجوانا حاجي توما وخليل جريج من لبنان.