عن طريق الشبكة العنكبوتية.. سعوديان يحولان البقالة المحلية إلى العالمية

اشتاقا إلى الكبسة والتمر بالطحينة والقهوة بالهيل

موقع «سعودي سوبر ماركت»
TT

«أريد كيلو فصفص باجه بالكيلو وليس بالأكياس، وكم تكلفة شحنه إلى سان دييغو؟»، «ممكن بهارات للرز مثل الكابلي والبرياني تكون معلبة مثل ما هي في البقالات السعودية».. كانت هذه أحد الطلبات كتبها مغتربون سعوديون في إحدى صفحات موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أملا في الحصول على مواد غذائية اعتادوا على تناولها.

هذه الصفحة تابعة لتسويق «بقالة» - كما يفضل السعوديون تسمية السوبر ماركت - بشكل افتراضي حول العالم وهو مشروع أنشأه مجموعة سعوديين تحت مسمى «السوبر ماركت السعودي»، بعد معاناة شخصية عايشوها أثناء دراستهم في أستراليا، تحولت لاحقا إلى إطلاق مشروع تجاري.

ويهدف المشروع إلى إدراج أغلب ما تحتويه أي بقالة في أي شارع سعودي وتحديدا المأكولات والمشروبات كالتمر، والهيل، والحبوب إلى جانب الأواني، في موقع إلكتروني ليتمكن المغتربون من التسوق عبره كما لو كانوا في السعودية وحتى توصيل طلباتهم إليهم.

ووراء هذا المشروع شابان هما فهد الدوسري ومحمد الشكرة اللذان وصفا معاناتهما أيام الغربة بـ«الصعبة» ولا سيما أن المنتجات السعودية غير متوافرة بكثرة في الخارج، خصوصا في دول آسيا كاليابان والصين وبعض الولايات الأميركية والدول الإسكندنافية، الأمر الذي قادهم إلى إطلاق هذا المشروع التجاري.

وعلى غرار مواقع التسوق في العالم، يعرض الموقع الإلكتروني المنتجات بصورها وأسعارها، بالدولار الأميركي، ليتمكن المشتري من استعراض ما يريد ثم الدفع عن طريق البطاقة الائتمانية. حينئذ يتم إرسال البضاعة عن طريق البريد السعودي أو شركات الشحن السريعة. وتبلغ قيمة شحن 45 كيلوغراما مبلغ 180 دولارا.

ويقول فهد الدوسري عن الفكرة التي بدأت عِندما كان يدرس في الخارج «في البداية كنا مذهولين بتجربة الحياة في تلك البلدان وتناول الطعام في مطاعمهم المحلية، ولكن مع طول المدة بدأ الاشتياق للطعام الذي تعودنا عليه: الكبسة والتمر بالطحينة والسمسم والقهوة بالهيل».

ويتابع ضاحكا «في كل مرة كنا نخابر أهلنا بمعاناتنا بعدم تناولنا طعاما جيدا كانوا يردون: (اطبخوا)! في الواقع كنا نحاول إعداد المأكولات السعودية ونصنع القهوة العربية، ولكن لم نكن نجد مكونات لذلك، وحتى زملاؤنا الذين يعيشون في مدن تتوافر فيها المنتجات العربية فلم تكن تتمتع بالجودة التي تعودنا عليها»، مشيرا إلى أن ذلك دفعهم إلى التصميم على توفير هذه الحاجات للمغتربين، يقول «قمنا بالبحث وحصر أنواع المواد الغذائية التي يحتاج إليها المغتربون بحسب مكان إقامتهم بعد التواصل معهم، ولا سيما أن لكل مجتمع احتياجات لا يقدرها إلا أفراده».

وكما يقال «الحاجة أم الاختراع»، وسبب نجاحه أيضا، فعمر المشروع سنة واحدة ولكن الإقبال عليه كبير سواء من قبل الطلبة أو جميع المغتربين، سعوديين أو عربا. ويتلقى الموقع يوميا من 5 إلى 8 طلبات. ويتجاوز عدد المعجبين بصفحتهم على «فيس بوك» أكثر من 2000 شخص.

ويؤكد الدوسري «هناك كثير من العرب الموجودين خارج بلدانهم يريدون الحصول على المنتجات السعودية أو المستوردة إليها وهي في حالة طازجة كالتمر بجميع أنواعه وأصنافه. ببساطة الموقع للجميع، حتى المقيمون في السعودية يمكن شحن المواد الغذائية لهم في مختلف المدن».

وبالنظر إلى موقع «السوبر ماركت السعودي» فهو يعرض مواد غذائية في الغالب، تشكل فيها القهوة والتمر السكري الأعلى طلبا. ويبلغ الكيلوغرام من تمر خلاص الأحساء 2.95 دولار بحسب الموقع إلى جانب خلطات القصيم للقهوة التي تبلغ قيمتها 5 دولارات لكل 250 غراما. ويمكن طلب المواد الغذائية بحسب اسم شركتها المنتجة.

ويوضح محمد الشكرة طالب الهندسة في جامعة كوينزلاند بأستراليا، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن إدارة المشروع تتم بشكل واسع عبر الإنترنت حيث التواصل مع العملاء يتم عبر الموقع الإلكتروني الرسمي وصفحة «فيس بوك»، بجانب الإيميل والمحادثات الفورية لتلقي الشكاوى أو الاتصال بشركة البريد.

وعن آلية عملية الشراء يوضح: «لا بد للمتسوقين من إنشاء حساب في الموقع وإدراج السلع المطلوبة في سلة التسوق ثم الدفع بعد كتابة العنوان. أما الشحن من السعودية فيتم حال ما يتبين سحب المبلغ من رصيد الزبون لرصيد (السوبر ماركت السعودي)». وللعلم ترسل الفاتورة مباشرة بعد الدفع حيث تضم المنتجات التي تم شراؤها وقيمتها بالإضافة إلى رسوم الشحن التي تضاف إلى قيمة الفاتورة.

وعن طرق الشحن يقول «قررنا أن تكون متنوعة بحسب عدد الأيام لتتناسب مع وضع الزبون وإمكاناته المادية. كما نقوم بمراسلة المشتري بعد ذلك للتأكد أن البضاعة وصلت».

وفيما يتعلق بالأسعار يقول: «نحاول وضع سعر المنتج بالشكل الذي يمكن من خلاله إبقاء المشروع عاملا وفي ذات الوقت يمكن من خلاله دفع جميع التكاليف المتعلقة بالموقع وكذلك دفع الرسوم التي تفرضها علينا خدمات الدفع مثل (بي بال) و(الكريديت كارد) التي تأخذ نسبة 5 في المائة من مجموع كل عملية تتم. وحتى نتمكن أيضا من دفع تكاليف الحملات الدعائية التي في الوقت الحالي مكلفة».

ويشير الشكرة إلى أن الموقع يتلقى طلبات غريبة: «وصل إلينا طلب لأحد الشباب يرغب في رأس شيشة. وكان يقول إنه يرغب في رأس الشيشة ولا شيء آخر من الموقع. بالطبع الطلب طريف لأنه لا يمكن إرسالية كاملة لا يوجد فيها سوى رأس شيشة»، موضحا «نحن لا نبيع منتجات التبغ - دخان شيشة.. معسل - وجميع منتجات التبغ».

من جهته، يشير الدوسري الذي يشرف على عملية تجميع ونقل المنتجات إلى جانب إرسالها بالبريد واستقبالها بالجمارك، إلى أن المقر الرئيسي للمشروع هو مدينة الرياض لأنه المكان الأفضل للحصول على أجود أنواع التمور والقهوة، بالإضافة إلى أن «تنافس التجار يكثر في مدينة الرياض لكثرة سكانها. فعلى سبيل المثال يوجد أكثر من 4 أسواق كبيرة متخصصة بالتمور. إلى جانب أن هناك أفضل الأنواع التي بالإمكان الحصول عليها بأسعار معقولة حتى نتمكن من عرضها بالسعر المناسب للزبائن».

وللعلم فمسؤولية إدارة المشروع ليست أمرا سهلا، كما يؤكد، «حرصنا على المبالغ الواردة لا يقل عن حرصنا الشديد على جودة المنتجات المعلن عنها في الموقع، وأن تكون مغلفة بشكل آمن ويكتب عليها تاريخ الانتهاء، وهذا ما دفعنا إلى توظيف شابين انضما إلى فريقنا مؤخرا للتأكد من ذلك».