لندن تحتفل بعيد الفطر بالأناشيد والبخور

رعاه عمدة لندن بعد 25 يوما من احتفال مسلمي العالم به

جانب من الاحتفال الذي أقيم في ترافالغر سكوير للاحتفال بعيد الفطر (تصوير: حاتم عويضة)
TT

غمرت ساحة ترافالغر سكوير بوسط لندن أجواء احتفالية صدحت فيها أناشيد إسلامية وأغاني راب تحمل الكلمات العربية والبنغالية والأوردو والإنجليزية جنبا إلى جنب. وكانت المناسبة الاحتفال الذي أقامه عمدة لندن بمناسبة عيد الفطر. وإن كان الاحتفال قد جاء متأخرا بـ25 يوما إلا أن الميدان الأشهر امتلأ بالمحتفلين، وبدا لوهلة أن الميدان هو جزء من مدينة أخرى من بلاد العالم الإسلامي لولا وجود المعالم الرئيسية اللندنية مثل ساعة بيغ بن والناشيونال غاليري وأسود ساحة ترافالغر وتمثال القائد نلسون. العائلات حضرت بصحبة أطفالها الذين ارتدوا ملابس العيد وانطلقوا يجرون حاملين بالونات وحلويات ابتاعوها من المحال المنتشرة حول الميدان الذي امتلأ برائحة البخور.

وعبر جولة على المحال هناك نرى باعة الحلوى العربية وأولئك الذين يقدمون الملابس العربية خاصة الملابس النسائية كالعباءات والشال، وهناك أيضا باعة الدمى الإسلامية. وأمام محل صغير يبيع الأوشحة الملونة وقفت ثلاث فتيات إيطاليات يسألن البائعة عن الأقمشة وقامت إحداهن بوضع وشاح على رأسها محاولة أن تقلد طريقة وضع المسلمات لغطاء الرأس، وفي جانب آخر وقفت سيدة أخرى تحمل طفلها الرضيع وتفحص المعروضات، بينما تحاول إسكات طفلها عن التذمر. وقالت السيدة واسمها فرح تعليقا على الحدث إنها زارت الاحتفال بالعيد الذي أقيم لأول مرة منذ 3 سنوات وأضافت «جئت العام الماضي مع زوجي ولكنه لم يستطع الحضور هذا العام فقدمت أنا وابني»، وأضافت فرح «عادة ما أشتري الإكسسوارات من هنا ولكني وجدت أن الطعام مرتفع السعر». ولكنها تجد أن الاحتفال ممتع وتضيف أنها لاحظت حضور عدد كبير من غير المسلمين إلى الاحتفال وهو ما تراه أمرا جميلا.

أما عبد الرحيم والذي يقف أمام طاولة عرض عليها مجموعة من الأطباق والأكواب جملت أطرافها بكتابات عربية ملونة فيشير إلى أنه تخصص في بيع الأطباق التي تحمل الخط العربي ويعتبر نفسه فريدا في هذا المجال وإن كان لا يمارس تجارته هذه في محل بل يكتفي بالتعامل الإلكتروني مع زبائنه.

وفي ركن آخر من الميدان وقفت حافلة صغيرة مزينة بالرسوم الملونة ووقف أمامها مجموعة من الفتيات لالتقاط الصور، من هؤلاء أنوم من باكستان التي قالت بأنها جاءت لتحتفل مع عائلتها بعد أن شاهدت إعلانا على التلفزيون عن الاحتفال، وقالت بأنها تستمتع بوقتها مع صديقتها سنا التي حضرت معها.

أما إيريكا من هنغاريا والتي توقفت أيضا لالتقاط صورة لها أمام الحافلة فقالت بأنها حضرت احتفال العام الماضي وأنها استمتعت بوقتها كثيرا، وأضافت بأنها ليست غريبة على الأجواء الإسلامية إذ إنها عاشت لفترة طويلة مع إحدى الأسر الباكستانية.

الحافلة المزركشة والتي أضفت شكلا جميلا على الميدان جذبت الكثيرين الذين تنافسوا على دخولها والجلوس على المقاعد الجلدية. ولكن يبقى تساؤل عن استخدام الحافلة التي قد تبدو عادية في باكستان ولكنها في لندن تبدو غريبة بعض الشيء ولكن طلحة صاحب شركة دعاية يبدو وقف قريبا قال «أحضرنا الحافلة خصيصا من كراتشي منذ عشر سنوات ونقوم بتأجيرها في المناسبات الخاصة مثل حفلات الزفاف، أيضا تقوم بعض شركات الدعاية باستغلالها لتصوير إعلاناتها فيها».

وعلى المسرح المقام بوسط الساحة تعاقب المؤدون ما بين الفرق الموسيقية والمنشدين ومغني الراب، وتفاعل الجمهور مع الفقرات المتنوعة بالتصفيق والغناء بل وانطلق البعض بالرقص على إيقاعات الطبول. ولكن الفقرة التي أشاعت جوا من الروحانية الجميلة جاءت عندما اعتلى أحد المنشدين المسرح وبدأ في إنشاد بردة البوصيري بصوت جميل معبر «مولاي صل وسلم دائما أبدا.. على حبيبك خير الخلق كلهم».

الاحتفال كان منظما بدرجة عالية وتواجد البوليس بعدد كبير ولكن الملاحظ هو أن عددا كبيرا منهم كانوا من أصول باكستانية وهندية وعربية أيضا. وأمام كشك يحمل علامة البوليس وقف ضابط يتحدث مع امرأة باللغة العربية وهنا توقفنا لسؤاله عن عمله. أجاب الضابط وهو جزائري الأصل عن سؤال عما إذا كان وجود الضباط المسلمين أمرا متعمدا: «تبرعت للمجيء إلى هنا بعد أن سمعت أن الإدارة ترغب بتواجد عدد من الضباط ذوي الأصول الشرقية في احتفال مسلمي لندن بالعيد»، وأضاف بأنه يعمل متبرعا بالبوليس منذ ثمانية أعوام وأن ذلك لا يتعارض مع عمله الأصلي كمدير شركة لتقنية المعلومات. الكشك مقام لتعريف الجمهور بدور البوليس في المجتمع ولحض الراغبين في التبرع في العمل ضمن الجهاز، ويشير الضابط إلى أنه تلقى استفسارات كثيرة من الموجودين وأن هناك عددا منهم اقتنع بالعمل ضمن قوة البوليس بل كانت هناك أيضا سيدات ممن أعربن عن رغبتهن بالعمل أيضا.