شلالات فرح في عموم السعودية ابتهاجا باليوم الوطني الـ81

تفاعل شعبي ورسمي على كل الأصعدة

سعوديون يبتكرون طرقا مختلفة للاحتفال باليوم الوطني الـ81 (تصوير: خالد الخميس)
TT

ما زالت شلالات الفرح تنهمر في عموم المدن والقرى والهجر في المملكة العربية السعودية، فرحا باليوم الوطني الحادي والثمانين للبلاد، على كل الأصعدة والمجالات، شعبيا وفنيا ورياضيا، في مشاهد رسمت لوحة وطنية خضراء تكسوها عبارات الحب للوطن.

فقد توافد عدد كبير من الجماهير، بجميع أطيافهم، إلى فعاليات المناسبة الوطنية الكبرى التي امتدت إلى جميع مناطق العاصمة الرياض، وبلا استثناء، حيث شوهد الإقبال الكبير على عدد من الأماكن والساحات المخصصة لإقامة الفعاليات.

كذلك شهدت فعاليات الاحتفالات باليوم الوطني في الرياض أجواء تناغم ومشاعر الحب الصادقة، سواء من الصغير أو الكبير من الجنسين، وتعددت العبارات الصادقة على أوجه الأطفال، وتلونت عباءات النساء باللون الأخضر، بينما ارتدى الشباب والصغار الأعلام والأوشحة الخضراء.

وأفاد المهندس إبراهيم الهويمل، المشرف على فعاليات اليوم الوطني في العاصمة الرياض في الأمانة، «الشرق الأوسط» بأن التحضيرات والتجهيزات لفعاليات اليوم الوطني «بدأت بعد العيد مباشرة بتوجيهات من أمير منطقة الرياض ونائبه، ومتابعة مستمرة من الأمير الدكتور عبد العزيز العياف، أمين الرياض». وأوضح المهندس الهويمل أنه «تم تجهيز 9 مواقع في أرجاء العاصمة، منها 3 مواقع للحدائق والمتنزهات، من ضمنها ساحة الاحتفالات في الدائري الشرقي الذي بدوره استقبل أكثر من 50 ألف زائر، بالإضافة إلى حديقة مناخ الملك عبد العزيز، وحديقة الدوح غرب الرياض، وتجاوز عدد زوارها أكثر من 30 ألف زائر». وبين أن هذه المواقع استقبلت أعدادا كبيرة من الجمهور، وكان الترتيب مهيأ لاستقبالهم وإقامة الفعاليات الوطنية المتنوعة، بالإضافة إلى أهازيج عدد من العروض المناسبة لجميع أبناء الأسرة. وأضاف الهويمل «كان الحضور يوم الجمعة بالذات كبيرا جدا، فاق العدد المتوقع، وكان هناك تعاون مميز مع الشرطة والمرور والهلال الأحمر والدفاع المدني». ثم تابع قائلا «بتوجيهات من أمين الرياض، بدأت العروض في وقتها المحدد اعتبارا من الساعة السادسة، وامتلأت المسطحات الخضراء، ولم تسجل أي مشاكل مع هذه الازدحامات، ولم نرصد أي تجاوزات أو ملاحظات، بل شاهدنا الجميع مستمتعين إلى بعد منتصف الليل».

من جهة أخرى، أقامت الهيئة العامة للسياحة والآثار بمناسبة اليوم الوطني فعاليات متنوعة تراثية وسياحية وثقافية في كل من المتحف الوطني ومحافظتي الدرعية والخرج. واحتضن المتحف الوطني، وسط الرياض، فعاليات أقيمت في مقر المتحف بمركز الملك عبد العزيز التاريخي في حي المربع، وشملت استقبال زوار المتحف، وفعاليات للأطفال، وتوزيع الأعلام السعودية والمطبوعات الخاصة باليوم الوطني وعدد من الهدايا للزوار.

«أم أحمد» بدت وكأنها تعطي أولادها درسا في المشاعر الوطنية، وهي تحثهم على الاحتفال بطريقة حضارية تعبر عن دور الأم والأسرة في تنشئة الجيل على حب الوطن. وانهمكت مع أولادها في توزيع حلوى أعدتها خصيصا لهذه المناسبة، كتبت عليها العديد من العبارات الوطنية والمفعمة بحب الوطن.

وقالت «أم أحمد» عندما التقيناها «لقد قمت أنا وبناتي بإعداد هذه الحلويات والهدايا من منزلي بمعاونة من إحدى جاراتي. وبتشجيع منها انتهينا من إعداد ما يقارب 2000 قالب حلوى مزينة بعبارات محملة بحب الوطن، بالإضافة إلى إعداد بعض العلب الكرتونية التي تحوي بداخلها ملصقات وقصاصات ورقية وصورا تمثل الملحمة الوطنية لتوحيد المملكة».

وفي الوقت نفسه، احتضنت محافظة الدرعية، في ساحة احتفالات العيد بالمحافظة بالجهة المقابلة لسارية العلم، فعاليات وأنشطة تراثية وشعبية. في حين احتضنت محافظة الخرج، في مقر قصر الملك عبد العزيز، مجموعة من الفعاليات والأنشطة الثقافية والتاريخية التي توضح للأجيال تاريخ توحيد شبه الجزيرة العربية على يد قائدها المؤسس، وبث رسائل وطنية تؤكد على ضرورة وحدة الوطن والمواطنين. وقد تضمن برنامج الفعاليات عروض الفنون الفلكلورية والمسرح المفتوح للأنشطة التاريخية والحرف والصناعات التقليدية وعروضا للهجن والهجانة، بالإضافة إلى فتح قصر الملك عبد العزيز للزوار.

وفي جدة «عروس البحر الأحمر»، خرج الأهالي إلى الطرقات والميادين العامة منذ ساعات الصباح الأولى وحتى المساء محتفين ورافعين الرايات وصور القيادة الرشيدة في مظاهر فرح لم تشهدها المدينة من قبل بهذه الكثافة. ولم تقتصر مواكب الفرح على المراكز التجارية وحدها، بل امتدت إلى مختلف الطرق والميادين العامة في المدينة، وبدت السيارات أكثر تألقا إذ أصبح اللون الأخضر صاحب الحضور الأبهى كاسيا شوارع جدة حلة جديدة تعبر عن فرحة «عروس البحر». كذلك شكلت أوبريت «شكرا يا ملك» الذي قدم خصيصا بهذه المناسبة على كورنيش العروس كرنفالا خاصا حضره الآلاف، وتراقصت على نغماته القلوب استذكارا لتاريخ شامخ. والجدير بالذكر أن هذا الأوبريت من كلمات الشاعر عبد الله الشريف، وألحان الفنان بندر سعد، وتنفيذ وإخراج فيصل يمان، وشارك فيها كل من الفنانين خالد عبد الرحمن وراشد الفارس إضافة إلى الفنان بندر سعد والفنان عباس إبراهيم.

ومن جانب آخر، وتحت رعاية الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، أقامت أمانة العاصمة المقدسة ممثلة في الإدارة العامة للسلامة والخدمات الاجتماعية، احتفالا كبيرا بمناسبة اليوم الوطني الحادي والثمانين على الاستاد الرياضي بمدينة الملك عبد العزيز الرياضية في الشرائع.

وفي مدينة نجران، رعى الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز، أمير منطقة نجران، احتفالات المنطقة باليوم الوطني على ملاعب التربية والتعليم بحي الفهد. وتواصلت الاحتفالات بأغنية وطنية قدمها الفنان أبو بكر سالم بالفقيه بعنوان «الخادم الإنسان»، أبهرت حضور الاحتفالات، واختتم بأغنيته الوطنية الشهيرة «يا بلادي واصلي» التي كان لها طابع خاص وذكرى خالدة في حب الوطن.

وتواصلت فقرات الحفل بأوبريت فنية بعنوان «ثورة حب» شدا بها رابح صقر وأصيل أبو بكر، من كلمات الشاعر فيصل اليامي، وألحان جابر الكاسر، تفاعل معها الحضور وسط الألوان الشعبية والتراثية، كما قدمت الفرق الشعبية فقرات لها. وشارك أمير منطقة نجران عند ختام الحفل في العرضة السعودية، ومع الختام أطلقت الألعاب النارية التي أضاءت سماء نجران بألوانها المتنوعة المستقاة من ألوان الطيف.

ومن الجنوب إلى الشمال، حيث طافت شوارع مدينة تبوك مسيرات احتفالية بالدراجات النارية والمركبات حاملة راية التوحيد وصور الملك وولي عهده الأمين والنائب الثاني ابتهاجا باليوم الوطني. كذلك شارك فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بالمنطقة في احتفالات المنطقة من خلال توزيع أكثر من سبعة آلاف مطبوعة طبعت عليها راية التوحيد وشعار «دوم عالي». وفتحت الهيئة أمام الزوار خلال أيام الاحتفال باليوم الوطني عددا من المتاحف والآثار، منها قلعة تبوك ومتحف تيماء وبئر هداج وقلعة الملك عبد العزيز بضباء ومغايير شعيب بالبدع.

وشاركت محافظات المنطقة، أيضا، من خلال لجان التنمية السياحية والاجتماعية في احتفالات اليوم الوطني. ففي محافظة الوجه حضر المحافظ عمار بن عبد الرحمن الحقباني احتفالات المحافظة التي اشتملت على 14 فعالية جرى تنظيمها، بدأت برفع صورة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود من عمق البحر على شاطئ زاعم، ثم مسيرة الهجن واستعراض الوسائط البحرية، ثم عرض بحري من قبل الصيادين، وقدمت الفرق الشعبية عددا من العروض إضافة إلى إلقاء القصائد.