اليوم الوطني يرفع أسهم الأغاني الوطنية 80%

بينما عاش السعوديون على وقع «يا بلادي واصلي»

عروض فلكلورية أقيمت في غالبية المدن السعودية ابتهاجا باليوم الوطني
TT

«يا بلادي واصلي.. والله معاكي.. واصلي.. واحنا وراكي.. واصلي.. والله يحميكي.. يحميكي إله العالمين.. إله العالمين».. على وقع مطلع الأغنية الوطنية التي تكاد تكون الأشهر في حياة السعوديين، وتغنى بها الفنان السعودي الكبير أبو بكر سالم قبل أكثر من عقدين من الزمان، السعوديون عاشوا ليلة أول من أمس، ليلة امتزج بها اللونان الأخضر والأبيض، وتغنت المدن السعودية بأسرها حتى ساعات من الفجر، في تظاهرة عبرت عن فرحة المواطن بوطنه، وعشقه لباني الوطن، لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.

وألقى حلول اليوم الوطني بظلاله إيجابا على إيرادات محلات التسجيلات الفنية، حيث سجلت أرباحا إضافية بما يقارب الـ60% موزعة على 3 أيام، وهي مدة عطلة نهاية الأسبوع، بالإضافة إلى أمس السبت، الذي منح كإجازة رسمية لجميع موظفي وطلاب الدولة، احتفالا بذكرى اليوم الوطني للسعودية الـ81، إذا ما قورنت تلك الأرباح بالفترة ذاتها التي استبقت حلول اليوم الوطني.

عدد من العاملين في تلك المحلات أشاروا إلى زيادة في نسبة المبيعات تجاوزت الـ80%، خلال هذه الإجازة والاحتفالات باليوم الوطني، التي أسهمت في الطلب على الأغاني الوطنية، والتي اشتعل الطلب عليها باعتبارها الصوت المعبر عنهم للاحتفال بيوم الوطن الذي يعده السعوديون رمز وفاء وولاء للأرض والقيادة.

فمحمد السعيدي، مدير تسجيلات «صوت ناي» في العاصمة السعودية الرياض، أشار إلى أن اليوم الوطني در عليهم أرباحا كبيرة، لم تكن متوقعة وذلك لتهافت الزبائن على شراء نسخ من الأغاني الوطنية، التي تنشط مبيعاتها وبشكل كبير هذه الأيام المتزامنة مع يوم الوطن، لافتا إلى أن السعوديين يعتبرون الابتهاج بالأغاني الوطنية تعتبر أهم ملامح الاحتفال بيوم الوطن.

ويضيف السعيدي «الإقبال بدأ بالتصاعد منذ الأربعاء الماضي الموافق لأول يوم من تلك الإجازة، حيث تزايد الطلب على أشرطة الأغاني الوطنية التي ينخفض عليها الطلب عادة خلال الأيام العادية، فإجازة اليوم الوطني تعد موسما كاملا متخما بالأرباح، بالنسبة إلى محال التسجيلات الفنية».

من جانبه، أوضح طاهر ذكير، الذي يعمل في أحد التسجيلات الفنية، أن نسبة المبيعات قد ارتفعت هذه الأيام المتزامنة باحتفال السعوديين بيومهم الوطني بشكل مباشر، ساهم رفع الأرباح جراء زيادة المبيعات، بما يتجاوز النصف على ما كانت عليه الأيام القليلة الماضية. ولفت إلى حصول الأغاني الوطنية على قسم كبير من كعكة الأرباح بما يتجاوز الـ80% من مجمل المبيعات.

وتابع ذكير أن موسم الاحتفال باليوم الوطني جاء في الوقت المناسب، خصوصا بعد انقضاء شهر رمضان المبارك، وهو الوقت الذي يفضل بعض أصحاب المحلات إغلاق محلاتهم، احتراما لروحانية الشهر الكريم، وهو الأمر الذي يكبدهم خسائر مالية كبيرة، جراء توقف النشاط، الذي ينعكس بشكل مباشر على انخفاض الأرباح.

وفي الموضوع نفسه، كشف رجب جمعة العامل في تسجيلات «صدى» الوترية أن الإقبال على الأغاني الوطنية القديمة يشكل علامة فارقة في المبيعات، حيث يفضل معظم الزبائن شراء الأغاني الوطنية القديمة التي ترتبط عادة بذكريات جميلة، باعتبارها إرثا وطنيا هاما يجب الالتفات إليه، وعدم الانسياق إلى الجديد بحسب تعبيرهم، موضحا أن الاعتماد على اليوم الوطني لجني الأرباح أصبح ملحا لأصحاب التسجيلات الفنية، الذين يعانون من ندرة المواسم الذهبية التي تحيط بتجارتهم.

وحول تأثير دخول المطربين غير السعوديين في خط غناء الأغاني الوطنية للسعودية، أكد أن معظم تلك الأعمال تجارية، باعتبار الجمهور السعودي من أكثر الشعوب حرصا على التغني بالأغاني الوطنية، بدليل دخول هؤلاء المطربين إلى هذه الساحة، مشيرا إلى أن الزبائن يفضلون سماع الأغاني الوطنية، من مغنين سعوديين يعتبرون الأقرب إلى التعبير عن أذواقهم ومشاعرهم الوطنية، ويضيف: فهنالك الكثير من المقيمين، يشكلون شريحة من الزبائن، الذين يحرصون على مشاركة أبناء البلد في احتفالاتهم باليوم الوطني، وذلك باقتنائهم الأغاني الوطنية السعودية كنوع من إبداء الشكر والتقدير إلى أشقائهم السعوديين.