إشكال فني بين الأردن ولبنان بسبب حفل اتحاد المنتجين العرب الخامس

3 ممثلين لبنانيين يتم استبعادهم.. ونقابة الممثلين تطالب باعتذار رسمي

TT

لم تسفر الاتصالات المكثفة التي تقوم بها نقابة الممثلين في لبنان مع المسؤولين عن تنظيم حفل اتحاد المنتجين العرب الخامس لتكريم فنانين وإعلاميين من العالم العربي، الذي أقيم في الأردن، عن النتائج المرجوة حتى الآن، إثر الأزمة التي نشأت بين الطرفين بسبب استبعاد ثلاثة ممثلين لبنانيين من الحفل في اللحظات الأخيرة قبيل موعد تكريمهم.

وفي التفاصيل أن الممثلين باسم مغنية وورد الخال ووسام صبّاغ كانوا قد تلقوا دعوة من منظمي الحفل لتكريمهم فيها، إلا أنهم، وقبيل موعد سفرهم إلى الأردن حيث كان مقررا الاثنين 19 سبتمبر (أيلول) الحالي، تلقوا رسائل إلكترونية عبر أجهزتهم الجوالة تفيدهم بأنه تم إلغاء الحفل لأسباب تقنية، ولكنهم علموا في ما بعد أن الاحتفال ما زال قائما، وأنه تم استبعادهم لأسباب غير معروفة.

وفور معرفتهم بالأمر أعلن الممثلون الثلاثة عن نيتهم مقاضاة المسؤول عن هذا التصرف الذي يدل على عدم احترام أهل الفن اللبنانيين عامة، كون ذلك يشكل إهانة لهم، خصوصا أن هناك أكثر من أربعين فنانا مصريا ولبنانيا سيتم تكريمهم هناك، وأن المنظمين استبعدوا اللبنانيين فقط.

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت الممثلة ورد الخال أن نقابة الممثلين في لبنان، وبإدارة رئيسها، جان قسيس، أخذت على عاتقها معرفة تفاصيل ما جرى، وهي تقوم حاليا بالاتصالات اللازمة في هذا الصدد مع المسؤولين الأردنيين الذين، وكما تبين حتى اليوم، ليس لديهم أي علم بما جرى، وأن المسؤولية تقع في الدرجة الأولى على الدكتور إبراهيم أبو ذكري (مصري من أصل فلسطيني)، المنظم للحفل. وقالت: «لقد كان من حظنا الجيد أننا استبعدنا من الحفل لأننا علمنا أنه كان دون المستوى المطلوب، وأن الذين لبوا الدعوة من فنانين مصريين وغيرهم تعرضوا للذل والإهانة بسبب سوء معاملتهم وعدم استقبالهم بأسلوب لائق من قبل المنظمين، ونحن كممثلين لبنانيين لن نسمح لهذا التصرف أن يولّد أي أزمة بيننا وبين الفنانين المصريين أو الأردنيين، وإن مشكلتنا قائمة فقط مع الطرف المنظم للحفل الدكتور أبو ذكري».

أما الممثل باسم مغنية فقد أشار من ناحيته لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه مع زميليه ورد ووسام قرروا تحريك هذه القضية إعلاميا، وأنه شخصيا كان يخطط للسفر إلى الأردن لإلقاء كلمة قاسية يتوجه بها إلى منظمي الحفل وأمام المدعوين، ولكنه تراجع عن ذلك لعلمه أنه لن يتم استقباله، وقال: «عندما تلقيت الخبر غضبت وشعرت أن هذه الإهانة لم تطلني أنا وزميلي ورد ووسام فقط، بل تطال أهل الفن اللبنانيين عامة، وستتولى نقابة الممثلين في لبنان مهمة الكشف عن أسباب هذا التصرف تجاهنا ونحن لنا ملء الثقة فيها وأنها تعمل على الحفــــــاظ على كراماتنـــــا».

فيصل اسطواني، نائب رئيس نقابة الممثلين في لبنان، الذي يتولى شخصيا الاتصالات مع الجهات الأردنية المعنية بالموضوع قال لـ«الشرق الأوسط» إنه اتصل بنقيب الممثلين في الأردن الذي أفاده بأن النقابة لا علم لها بما حدث، وأنها ترفض هذا النوع من التصرف مع فنانين لبنانيين يكن لهم أهل الأردن والعالم العربي ككل الاحترام والإعجاب، وأنه كمسؤول نقابي سيتابع الموضوع للكشف عن ملابساته ولتحديد الجهة المسؤولة عنه. وأردف: «لقد علمنا بالأمر متأخرا، ولذلك لم نستطع أن نقوم بكافة اتصالاتنا، إلا أننا ننوي تقديم كتاب رسمي نتوجه به إلى وزارة الإعلام الأردنية نطالبها فيه بتقصي حقيقة ما جرى وإننا نصر في المقابل على أن تقدم الجهة المسؤولة عن استبعاد اللبنانيين تبريرا لما حصل مرفقا بكلمة اعتذار، هذا إذا كانت وزارة الإعلام تعترف بالجهة المنظمة للحفل، وإلا فإن المشكلة ستكون محصورة في شخص المنظم، وعندها سيكون لكل حادث حديث». وكان من بين الإعلاميين المكرمين في الملتقى العربي اللبناني زاهي وهبي، إذ حصل على درع تكريم لمسيرته الإعلامية الطويلة وفوجئ وهو هناك بتصريحات إعلامية لبنانية طالته واتهمته بعدم القيام بأي رد فعل تجاه ما جرى، وأنه لم يأخذ موقفا مساندا لأبناء بلده وفور عودته توجه بكتاب توضيحي شرح فيه ملابسات ما جرى معه، وأنه شخصيا استاء من المعاملة التي قابلته بها الجهة المنظمة للحفل، حيث وصل إلى مطار الأردن ولم يجد من يستقبله أو من يرافقه إلى مكان الحفل، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لقد تم تكريمي صباح الأحد 18 الحالي، ومساء الاثنين (19 منه) تلقيت اتصالا من الممثل باسم مغنية يخبرني فيه بما حصل، فتحدثت مع وزير الثقافة الأردني، جريس سماوي، لأنه صديقي، وأبلغته بالأمر ولم أشارك في حفل الختام الذي كان من المفترض أن يكرم فيه الممثلون اللبنانيون، ولكني فوجئت بما قيل في حقي لأنه من البديهي أن أشعر بالامتعاض مما حصل، كون أي إساءة توجه لابن بلدي كأنها توجه إلي، ولذلك تقدمت بالكتاب التوضيحي لوسائل الإعلام، كما أنني اتصلت بالممثلين شارحا لهم حقيقة ما جرى وأنني لم أكن سأتأخر عن الانسحاب من الحفل إذا ما علمت بالأمر مسبقا، أي قبل حصولي على درع التقدير في اليوم الذي سبق استبعادهم». وأكد وهبي في كتابه التوضيحي احترامه وتقديره لكل من الخال وصباغ ومغنية ولجميع الفنانين اللبنانيين الذين يقومون بأعمال إبداعية راقية، معربا عن رفضه لأي تصرف مهين بحقهم من أي جهة أتى.