بعد إصابتها بالتهاب في الحنجرة.. أديل تذهل جمهور «ألبرت هول»

صوتها سحري وليس لديها خطة لتصل لمقاس «زيرو»

تأتي حفلة أديل، الحائزة جائزة غرامي عام 2010 عن أفضل مغنية صاعدة، ضمن جولة غنائية تقيمها حول المملكة المتحدة
TT

مغنية الـ«آر إم بي» البريطانية أديل، لم تلجأ إلى حيل صوتية أو استعراض وتعرٍّ، لكسب أول جولة موسيقية تقيمها على مسرح قاعة «رويال ألبرت هول» في لندن، بعدما خطفت قلوب الجمهور بصوتها وغردت بهم خارج الزمن لمدة ساعة ونصف.

وقد تبدو أديل شخصية رزينة بسبب ما يعكسه مظهرها الذي يكبر عمرها الحقيقي (23 سنة) ومكانتها في عالم الغناء، بجانب عدم اكتراثها بوزنها الممتلئ، ولكنها لم تكن سوى فتاة عادية لم تتوقف عن إطلاق النكات والضحك، حتى إنها أعادت أداء أحد أغانيها بعد لحظات من غنائها الأغنية نفسها، مفسرة ذلك بشعورها أن مدخلها الصوتي لم يكن سليما! وبدت أديل المنحدرة من منطقة توتنهام في شمال شرقي لندن، متجاوزة لخيبات أمل تعرضت لها مؤخرا، بعد مغادرتها سريعا لحفل جوائز «ميركوري» الموسيقية، التي أقيمت في السادس من هذا الشهر، بجانب إلغائها سلسلة الحفلات الغنائية في الولايات المتحدة الأميركية بسبب التهاب في الصدر، أو كما يوصف بـ«كابوس المغنين»، الذي ينال من أصحاب الأصوات القوية.

ولم يعرف أكثر من 3 آلاف شخص حضروا الحفل ما إذا كان عليهم الوقوف والغناء بصخب، أم الجلوس والتأمل في كلمات أغاني حب استثنائية، دونت عبرها أديل يأسها العاطفي الذي يعود له الفضل بالزج بها في عالم الشهرة. واختارت الانطلاق بمساء دافئ على المسرح العريق بأغنية «Home town glory»، مطلقة إحساسا فريدا بحجم صيت ألبومها «21»، الذي ما زال يحصد نجاحات مذهلة، ويتوقع أن يبيع 13 مليون نسخة في نهاية العام. في حين استعرضت أبعاد صوتها الـ«كونترالتو»، أو الرنان كما يفضل النقاد إطلاقه على الأصوات النسائية العميقة التي تغني بشكل كلاسيكي. ولامست مشاعر الجمهور بأغنية «Some one like you»، مغرقتهم في طوفان من المشاعر بأداء وإحساس عميقين، لا يتقنهما سوى النجمات من مصاف الجاز والبلوز الكلاسيكية كـ«ويتني هيوسن» و«سيلين ديون».

جميع أغاني أديل شكلت سردا موسيقيا لقصص حب مفقودة، لطالما شكلت أساسا لتعاطف الجمهور معها.

مما يذكر أن ألبومها «21» الذي أطلقته مطلع هذا العام، تصدرت أغنيتان منه المراتب الخمس الأولى في قائمة الأغاني في بريطانيا لمدة ثلاثة أشهر، هذا الإنجاز يحتفظ به فريق «البيتلز» البريطاني عام 1964.

وظهر أبرز أداء لها خلال الحفل في أغنية «Rolling it deep»، التي انطلق معها رقص الجمهور ولم ينقطع معها التصفيق. في حين اختتمت الحفل بأغنية «Make you feel my love»، التي أهدتها للمغنية الراحلة إيمي واينهاوس. وخاطبت الجمهور قائلة: «منذ أن توفيت إيمي لم أتوقف عن غناء هذه الأغنية خصيصا لها ولروحها المرحة.. لقد كانت مصدر إلهام لي». ثم استأذنت الجمهور بإضاءة هواتفهم المحمولة لإعطاء جو من الأجواء اللؤلؤية.

وتأتي حفله أديل، الحائزة على جائزة غرامي عام 2010 عن أفضل مغنية صاعدة، ضمن جولة غنائية تقيمها حول المملكة المتحدة، وكان يفترض أن تبدأها مطلع شهر سبتمبر (أيلول) الحالي، إلا أنها ألغت 6 حفلات بسبب التهاب الحنجرة، واستكملتها في الثالث عشر من هذا الشهر الحالي.

من ناحية أخرى لم يعرف تماما لماذا لجأت خلال الحفل إلى وضع كمية كبيرة من مساحيق التجميل، وتحديدا ظلال العينين ورموشا اصطناعية، وكمية مثبت للشعر طغى على مظهرها بشكل لافت، الأمر الذي يثير تساؤلا حول ما تردده أديل دوما عبر الصحافة، حول ثقتها بمظهرها ورفضها القيام بأي عمليات تجميل.

وبالمناسبة، لم تقلب أديل قوائم أفضل المطربات في العالم فقط، فقد قلبت أيضا مقاييس الجمال والجسد المتناسق بظهورها كفتاة غلاف لمجله «فوغ»، التي طالما احتكرته النجمات النحيلات، كعارضة الأزياء البريطانية كيت موس وفيكتوريا بيكام.

وقالت خلال لقائها مع المجلة: «لقد رأيت كم يقود الهوس بالنحافة حياة البعض.. لا أرغب في ذلك إطلاقا في حياتي». كما ذكرت أنها لا تحبذ أن تحيط نفسها بمن يعلق على وزنها باستمرار، فإذا أرادت الراحة تأكل البيتزا والكاري.

إلى ذلك يعتبر فشل حياتها العاطفية، لا سيما بعد انفصالها عن صديقها الذي كتبت كلمات أغانيها على أساس علاقتهما، تجربة دفعتها إلى القمة باعتبارها من البريطانيين القلائل الذين استطاعوا اكتساح قوائم أفضل الأغاني في الولايات المتحدة الأميركية، حيث تصدرت أغنية «Rolling in the deep» رقم واحد في سباق أفضل الأغاني، كما باع ألبومها الجديد حتى الآن مليوني نسخة. وكانت أديل تتوق لرؤية جمهورها هناك قبل أن تضطر إلى إلغاء تسع حفلات متبقية في جولتها، التي تم بيع تذاكرها بالكامل في شهر يونيو (حزيران) الماضي، الأمر الذي دفعها للتعبير عن ذلك بصورة شخصية لها تحمل ورقة مكتوبا عليها «آسفة»، مشيرة عبر موقعها الشخصي إلى أنها محبطة، وكتبت: «لا يوجد شيء أستطيع أن أفعله سوى سماع نصيحة الطبيب.. أنا آسفة».

ويرجع الفضل في بروز أديل التي أصبحت ظاهرة، إلى مسابقة تقيمها شبكة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» سنويا، ويشرف على تحكيمها نقاد وموسيقيون، إلى جانب شخصيات بارزة من صناع الموسيقى، للعثور على مواهب واعدة، إذ فازت أديل بالجائزة عام 2008، الأمر الذي خولها الترشح لجائزة غرامي لأفضل مغنية جديدة.

ببساطة.. أديل سحرية لا يمكن مقارنتها بأحد، كما أن ليس لديها خطة لتصل لمقاس زيرو.