ملكة السويد سيلفيا تلتقي مئات السعوديات ضمن زيارتها لعدد من المؤسسات

أكدت على أهمية استمرار المرأة في حمل رسالة السلام والأمل بين الدول

TT

الملكة سيلفيا حرم الملك كارل كوستاف ملك السويد الرئيس الفخري لصندوق التمويل الكشفي العالمي خلال زيارتها لكلية دار الحكمة في جدة ترافقها الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز، التقت مئات السيدات بهدف الاطلاع على تجربة الكلية في مجال التعليم العالي وفتح تخصصات للمرأة السعودية في سوق العمل لتنافس نظرائها في العالم.

أكثر من 1000 طالبة وعضو هيئة تدريس من كلية دار الحكمة والعديد من الشخصيات النسائية القيادية السعودية في مجال التعليم العالي كنّ في انتظار دخول ملكة السويد إلى قاعة الحفل التابعة لكلية دار الحكمة، واللاتي استقبلنها بالوقوف لها والتصفيق الحار ضمن مشهد جمع بين الرسمية في ظل انطلاق أنغام السلامين الملكيين السويدي والسعودي، والبساطة من حيث امتلاء القاعة بأصوات الحضور والترحيب بها على طريقتهن الخاصة.وتضمنت فعاليات زيارة الملكة سيلفيا السويدية لكلية دار الحكمة عرضا مرئيا حول برنامج الأنشطة الطلابية في الكلية، إلى جانب استعراض لمسيرة التعليم العالي للمرأة السعودية الذي قدمته دينا مدني إحدى خريجات دار الحكمة، إلا أن ما يميّز هذا العرض هو أنه كان على أنغام أنشودة «الله» باللغتين العربية والإنجليزية والتي صدح فيها المنشد سامي يوسف، مما مكّن الكلية من إيصال صورة مكانة المرأة السعودية بقالب ديني يعزز موروثات عقيدتها.

كما اشتملت فعاليات الزيارة على إلقاء قصيدة باللغة الإنجليزية ألقتها لمى الشريف إحدى خريجات كلية دار الحكمة، والتي أهدتها للملكة سليفيا، إلى جانب إهداء إحدى الطالبات لها لوحة مرسومة تجسد صورة المرأة السعودية الحقيقية.

مجموعة من الأطفال التابعين لمدارس البنات شاركن أيضا في استقبال الملكة سيلفيا، وذلك من خلال رفع الأعلام السعودية ومجسمات لـ«حمامة بيضاء» كدعوة منهن إلى ترسيخ مبدأ «رسل السلام» في كافة شرائح المجتمع العمرية، إضافة إلى ارتدائهن لزي الكشافة من أجل تجسيد معنى دعم الكشفية في السعودية.

وخلال الزيارة، أكدت الملكة سيلفيا ضمن كلمة لها لم تتجاوز الثلاث دقائق على ضرورة الاستمرار في النشاطات الثقافية التي تدعم مسيرة «رسل السلام». وأشارت إلى أن المرأة لا بد أن تحمل رسالة السلام والأمل لكافة الدول، عدا عن إعجابها بمسيرة التعليم للمرأة السعودية وزيارتها للمملكة، والتي جاءت ضمن مرافقتها لزوجها الذي يشارك حاليا في مشروع رسل السلام المنطلق من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية «كاوست».

زيارة الملكة سيلفيا السويدية جاءت متزامنة مع إعلان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عن قرارات لمنح المرأة السعودية حقوقها السياسية، والتي من ضمنها مشاركتها كمرشحة وناخبة في المجالس البلدية وكعضو في مجلس الشورى ابتداء من الدورة المقبلة، وهو ما اعتبرته الدكتورة سهير القرشي عميدة كلية دار الحكمة في جدة تعزيزا لمكانة المرأة السعودية.

وقالت في حديث لـ«الشرق الأوسط» «إن أي دعم من أي جهة يمس المرأة، فإنه يعزز دورها ويشعرها بأهميتها في المجتمع، إلا أن العبء الملقى على عاتقها يتمثل في ظهورها بالصورة المشرقة التي يجب عليها التحلي بها بحيث تحقق التوازن في شخصيتها وخلقها ودينها وعلمها».

وأبانت بأن كلية دار الحكمة ستعمل خلال الفترة المقبلة على كيفية التعاون مع مجلس الشورى والبدء في وضع خطط وتصورات عن وضع المرأة السعودية في المجلس، مؤكدة في الوقت نفسه حرص الكلية على المبادرة بخصوص هذا الشأن.

طالبات كلية دار الحكمة استطعن تلخيص دور المرأة السعودية وصورتها الحقيقية وما وصلت إليه من تطور في غضون ساعة واحدة أمام الملكة سيلفيا، بلغة بسيطة بعيدة عن التعقيد اعتمدت في مجملها على العرض المرئي الذي كان بمثابة «كبسولة» مركّزة تبث مفعولها سريعا في الأذهان.

وهنا، علقت عميدة كلية دار الحكمة في جدة قائلة «إن مثل تلك الرسائل من شأنها أن تؤثر في النفس إذا ما برزت عن طريق طالبات ما زلن في مقتبل عمرهن، واللاتي بإمكانهن عرض أدوارهن منذ الصغر، وذلك بشكل يؤكد قدرتهن على إيصال الصورة الحقيقية للمرأة السعودية».

وفيما يتعلق بوجود أي تعاون مع السويد في مجال التعليم العالي، أفادت الدكتورة سهير القرشي بأنها تنوي زيارة السويد خلال الفترة المقبلة بهدف تحقيق تعاون أكاديمي مع إحدى أفضل الجامعات السويدية والمتمثلة في جامعة «ليندن»، مبينة أن الملكة سيلفيا أبدت كامل استعدادها لأي تعاون سعودي سويدي في هذا الشأن.

وعقب انتهائها من زيارة كلية دار الحكمة بجدة، توجهت الملكة سيلفيا إلى الجمعية الفيصلية الخيرية النسوية بجدة والممثلة في مركز سليسلة للحرف والفنون التراثية برفقة الوفد المرافق لها والمكون من 54 سيدة سويدية، إلى جانب الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز. وتأتي تلك الزيارة التي استقبلتها فيها الأميرة فهدة بنت سعود بن عبد العزيز رئيسة الجمعية الفيصلية ورئيسة مركز سليسلة وأعضاء مجلس الإدارة ومنسوبات الجمعية، بهدف الاطلاع على تطوير المنتجات السعودية التراثية كونها ترتكز أساسا على السعف والسدو المشغولة بأيدي نساء سعوديات من مختلف مناطق المملكة، وتقديمها بنموذج عصري وتصاميم مستوحاة من التراث السعودي.

وأوضحت الأميرة فهدة بنت سعود بن عبد العزيز أهمية زيارة الملكة السويدية للمركز، خصوصا أنه يحوي منتجات مستقاة من هوية وتراث سعودي وصفته بـ «المتكامل»، موضحة أن تلك الزيارة تضمنت عرضا عن العمل الخيري في السعودية منذ تأسيسها وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، فضلا عن استعراض نشاط المرأة في هذا المجال ومساهماتها الاجتماعية.

واستطردت في القول «إن هذه المنتجات تشهد استخدام الخامات والمطرزات والتصاميم المحلية وإعادة إنتاجها بشكل فني وعصري مميز، وأسلوب مطور يحافظ على التراث الوطني بأيدي شابات سعوديات، مما يعكس صورة مشرفة إلى العالم عن المرأة السعودية ويظهر لزائري المملكة تراثنا وموروثنا الثقافي بما هو أهل له».

الجدير بالذكر أن زيارة الملكة سيلفيا السويدية للسعودية جاءت من خلال مرافقتها لزوجها الملك كارل كوستاف من منطلق دعم المبادرة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مع الملك السويدي في الشهر الحالي. وتعد تلك المبادرة جديدة، كونها تجمع وتربط بين عمل الكشافة وعلم الحوار من مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، ونموذج المعرفة العالمي المستلهم من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، إلى جانب دعم المسيرة الكشفية لخادم الحرمين الشريفين التي تعتبر فريدة من نوعها لتناولها برنامج «رسل السلام» المتبنى من قبله والذي سيستمر لمدة عشر سنوات.