لجنة من اليونيسكو تطمئن على صيانة هرم «زوسر» المدرج

يبلغ ارتفاعه 62 مترا ويعتبر أقدم بناء حجري في التاريخ

TT

أكد فريق من خبراء منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «اليونيسكو» سلامة هرم زوسر المدرج بمنطقة سقارة الأثرية في محافظة الجيزة، والذي يعد أقدم بناء حجري في التاريخ.

ترأس الفريق الخبير العالمي جورجيو كروتشي، حيث يزور مصر حاليا وفد من المنظمة الدولية لتفقد حال الآثار المصرية، وفي مقدمتها هرم زوسر، الذي سبق أن تردد أنه معرض للانهيار، وتوقف عمليات الترميم جراء الأزمة المالية التي تواجه مجلس الآثار المصري، غير أن الحكومة المصرية وفرت دعما ماليا لصيانة الهرم، واستكمال مشروع ترميمه.

وقال الدكتور عاطف أبو الدهب، رئيس قطاع الآثار المصرية، الذي يرافق وفد اللجنة خلال زيارتها لمصر، إن الوفد تفقد المشروع، وأجرى فحصا شاملا ودقيقا لهرم زوسر المدرج وعاين مشروع الترميم في مرحلته الحالية والتي بدأت منتصف الشهر الماضي لمواصلة واستكمال مراحل المشروع بعد توقف بسبب عدم توافر الموارد المالية المستحقة للشركة المنفذة.

وتابع: إن اللجنة عاينت «الشدات» المعدنية للأسقف والجدران التي تقوم بتنفيذها الشركة المشرفة على المشروع وتضم معها شركة إنجليزية وتختص بمد الشركة بالمواد التي تستخدم في ترميم الهرم. مؤكدا أن لجنة خبراء «اليونيسكو» أعربت عن ارتياحها لما يتم من أعمال الترميم وأنها تسير وفق الطرق العلمية والأسلوب السليم، وتأكيدها بأن هرم زوسر سليم تماما.

ويعد رئيس اللجنة الأممية أحد أهم خبراء العالم في مجال الهندسة الإنشائية وترميم المباني الحجرية، وسبق له أن أشرف على العديد من مشروعات ترميم الآثار حول العالم وفي مقدمتها الإشراف على مشروع ترميم برج بيزا المائل بإيطاليا ومسرح الكوليفه بروما، وترميم مسلة أكثوم بإثيوبيا وكلها تعد من أهم مواقع الآثار حول العالم.

وذكر رئيس قطاع الآثار أنه تم توفير مبلغ 3.5 مليون جنيه للشركة المنفذة لصيانة المشروع، فيما تقوم الشركة حاليا بأعمال ترميم داخل الهرم والممرات الموجودة بالمستويات المختلفة والغرفة الجنائزية التي تحتوي على التابوت والبئر الرأسي الجنائزي والموجود به عمق قدره 28 مترا، وإزالة الرديم الذي كان يغطى التابوت تماما.

كما تقوم الجهة المنفذة للمشروع بأعمال التدعيم الخاصة بالسقف المكون من كتل حجرية متوسطة الحجم ومعالجة الفواصل وتثبيت الأحجار في أماكنها وذلك خلال الأيام القليلة المقبلة.

ويعتبر المبنى أول هرم كامل من الحجر بناه المصري القديم للملك «زوسر»، حيث يعد أول ملوك الأسرة الثالثة الفرعونية (2687 - 2668 ق.م)، ومن فرط عمر هذا الهرم، فقد أصابته عوامل الزمن وتداعياته، مما أدى إلى تعرض مصاطبه الستة التي يتميز بها للتآكل بفعل تأثيرات الزمن، وهو ما سيعمل مشروع الترميم على صيانتها.

وإذا كان هذا الهرم يتمتع بشهرة لافتة بين الأهرامات الفرعونية، فإنه يقف شامخا يواجه ما يتعرض له من تحديات في منطقة فرعونية تاريخية، حتى تكاد تصبح منطقة سقارة، الواقع فيها الهرم، عبارة عن مواقع أثرية تضرب بجذورها في عمق التاريخ الفرعوني.

وتم تصميم الهرم في الأساس ليكون قبرا للفرعون «زوسر»، عندما شيده له الوزير «إمحوتب» على هيئة ست مصاطب فوق نفق ينحدر إلى موقع الدفن، وشهد هذا الهرم ستة تغييرات في مخططه قبل إنجاز شكله الحالي.

الهرم، يطلق عليه عدة مسميات، من بينها «هرم زوسر»، و«الهرم المدرج»، لتعدد المصاطب التي يضمها، ونتيجة لتدرجها يعتبر أول بناء تذكاري معروف صنع من الأحجار. وكما يتضح من اسمه (الهرم المدرج)، فهو عبارة عن سلسلة من ستة مستويات من الأحجار تتناقص في حجمها، إلى أن تصل إلى ارتفاع يقدر بنحو 62 مترا (200 قدم).

ويتمتع الهرم بقاعدة مستطيلة، تقدر من 350 إلى 390 قدما. وعلى الرغم من اندثار قشرته الخارجية، فإن آثارها لا تبدو ظاهرة للعيان اليوم. ولم تكن قشرته الخارجية هي فقط التي اندثرت بفعل عوامل الزمن، ولكن أيضا اختفت للسبب ذاته أقسام من البناء الرئيسي للهرم.

صاحب الهرم، كان يطلق عليه «الفراعنة» اسم «نثر خت»، ويعني جسد المعبود، وهو الفرعون الثاني في عصر الأسرة الثالثة الفرعونية. وفي بداية الدولة القديمة، ظهر اسمه في بردية «توربن» باللون الأحمر، لتميزه عن باقي ملوك و«فراعنة» الدولة القديمة، ويعتبر قبره في داخل الهرم المعروف باسمه أول بناء حجري ضخم عرفه التاريخ.