جائزة نوبل للآداب 2011 لشاعر الصورة المبتكرة

أول سويدي يفوز بها بعد أربعين عاما

TT

هذه المرة أحسنت الأكاديمية السويدية الاختيار، بمنحها جائزتها للآداب لعام 2011 للشاعر السويدي توماس ترانسترومر «لأنه من خلال صور مركزة وواضحة يعطينا منفذا إلى الواقع»، ولأن غالبية دواوينه الشعرية «تتسم بالإيجاز والوضوح والاستعارات المعبرة»، وهذا حق.. إنه واحد من قلة من الشعراء منذ ستينات القرن الماضي، الذين غاروا عميقا عن قراءة الواقع الأوروبي المعقد الذي أنتجته الحرب العالمية الثانية، وثورة الستينات في القرن الماضي، عبر صور مبتكرة ميزته عن غيره من أبناء جيله، والأجيال اللاحقة. كان حاضرا دائما بقصيدته التي تحتضن عذاب عصرنا، وعذاباته الشخصية. فقد أصيب بجلطة دماغية أصابته بالشلل، لكنها زادت شعره تركيزا ونعومة، حتى ليشعر المرء بأنه يغرب صوره قبل أن تستقر على الورق.

وصرح الأمين العام للأكاديمية بيتر انغلوند في تصريح للتلفزيون السويدي الرسمي بأنه اتصل بالشاعر الذي «فوجئ» بحصوله على الجائزة. وأضاف انغلوند «كان يستمع إلى الموسيقى..». وقال إن اسم توماس ترانسترومر مطروح منذ 1973 للفوز بجائزة نوبل للآداب، وأشار إلى أنها المرة الأولى التي يحصل عليها مؤلف من السويد منذ أربعين عاما.

ويدعو ترانسترومر الذي تابع دروسا في علم النفس، إلى تفحص شعري للطبيعة يسمح بالغوص في أعماق الهوية البشرية وبعدها الروحي. وقال ناقد سويدي عن أشعار ترانسترومر إن «وجود الكائن البشري فيها لا ينتهي عند حدود أصابعه»، واصفا قصائده بأنها «صلوات علمانية». وأصيب توماس ترانسترومر الذي ترجمت أعماله إلى نحو خمسين لغة، عام 1990 بشلل نصفي وصعوبة في النطق إثر سكتة دماغية.

ومن المعروف أن الأكاديمية السويدية تتردد كثيرا في منح جائزتها لكاتب سويدي حتى لا تتهم بالتحيز، لكنها استجابت هذه المرة للضغوط الأدبية، التي طالبت في السنوات الأخيرة بمنحها لهذا الشاعر العملاق، المرشح لها منذ سنوات طويلة. وكان آخر الفائزين بها من السويديين أيفند جونسون وهاري مارتين سون، اللذان فازا بها مناصفة.

ولد توماس ترانسترومر في الخامس من أبريل (نيسان) عام 1931 في مدينة استوكهولم، التي أكمل دراسته الابتدائية والثانوية فيها. ثم درس علم النفس في جامعة استوكهولم. وأصدر مجموعته الشعرية الأولى، وهي بعنوان «سبع عشرة قصيدة»، عام 1954، لتتوالى بعدها مجموعاته الشعرية الأخرى: «سماء نصف منتهية» عام 1962، و«نوافذ وأحجار» عام 1966، و«رؤيا ليلية» عام 1970، و«طرق» عام 1973، و«للأحياء والموتى» عام 1989.