على أرصفة متاجر «أبل» في لندن.. الجماهير في انتظار «آي فون 4 إس»

راقصة شرقية تتبرع للترفيه عنهم.. وشركات تزودهم بالطعام والشراب

طابور الانتظار أمام متجر «أبل» بكوفنت غاردن في لندن انتظارا لبدء بيع هاتف «آي فون 4 إس» (تصوير: حاتم عويضة)
TT

تجمهرت أعداد كبيرة من محبي هاتف «آي فون» أمام متاجر «أبل» في العاصمة البريطانية لندن للحصول على هاتف «آي فون 4 إس»، والذي سيطرح صباح هذا اليوم في متاجر «أبل» في بريطانيا.

وتوافدت طوابير من الأشخاص القادمين من مختلف مدن المملكة المتحدة، بل ومن دول أوروبا، قضى بعضهم أكثر من عشرة أيام أمام واجهات متاجر «أبل» في لندن في محاولة لأن يكونوا أول من يحصل على أحدث إصدار لهذا الهاتف. أحد هؤلاء مودان، وهو طالب يدرس إدارة أعمال في لندن، فهذا الشاب موجود منذ 3 ليال أمام المتجر الرئيسي لـ«أبل» في منطقة كوفنت غاردن وسط لندن. وفي حين كان يقوم بتدوين ما يفعل لحظة بلحظة عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، قال لـ«الشرق الأوسط»: «ما يهم هو من يستطيع الحصول على الهاتف أولا»، مشيرا إلى أنه سيندفع اليوم داخل المتجر لوضع بصماته على أول هاتف يطرح في متجر لندن. الطريف أن الشاب (24 سنة) لا يسعى لشراء الهاتف لنفسه وإنما لأخيه في الهند.

في حين وقف جوناس أمام عدسة «الشرق الأوسط» مستعرضا وشما على ساعده يحمل شعار شركة «أبل»، مشيرا إلى أنه جاء من العاصمة الدنماركية كوبنهاغن خصيصا إلى لندن لشراء الهاتف. العجيب أنه عاطل عن العمل ويستخدم مدخراته ليشتري أحدث نسخ هاتف «آي فون» وجهاز «آي باد» سنويا وبينما يمضغ حلوى يقول: «إنه شعور رائع أن تحمل يدك ذلك - يقصد الهاتف - بالفعل لا أستطيع النوم في انتظار هذه اللحظة».

المصطفين جاءوا من مختلف المناطق والأعراق ولا يجمع بينهم سوى عشق هاتف «آي فون»، هذا الأمر الذي دفعهم لبناء علاقات صداقة قوية بين بعضهم البعض، ففي الصباح يتناوبون على شراء القهوة وفي المساء يتسامرون حول تجاربهم حول «آي فون» بصحبة ساندوتشات أو بيتزا، بحسب آدم (22 سنة) الذي ذكر لـ«الشرق الأوسط» أنه اضطر للعمل عمل في فندق «ماريوت» لمده ثلاثة أشهر حتى يستطيع ادخار 500 جنيه إسترليني هي قيمة الهاتف الجديد. وبينما يتكئ على وسادة أحضرها من منزله قال إنه يعيش هو وزملاؤه منذ ليلتين على شرب «الكولا» والوجبات الخفيفة.

من جهة أخرى، استغل بعض الأفراد هذا الحدث في تحقيق فوائد شخصية فمثلا روبرت شوسميت (27 سنة) ظل أمام المتجر لمدة 11 يوما، حيث أكد أنه قام بمخاطبة الشركات لتزويده بالطعام والشراب، مما دفع بهذه الشركات إلى التعاطف معه، بل إن بعضها تكفل بإرسال حلاق لحلق رأسه كما تبرعت راقصة شرقية للترفيه عنه. وحول ما تعلمه خلال عشرة أيام بلياليها قضاها أمام رصيف المتجر قال: «لقد تعلمت من المتسولين كيفية الصمود في الشارع في حين قمت بتدريبهم على استخدام منتجات (أبل)».

الشركات أيضا استغلت الحدث للترويج لاسمها، حيث استعان بعضها بعدد من المتطوعين لارتداء قمصان تحمل العلامات التجارية وأسماء هذه الشركات في محاولة للفت الأنظار عبر التصفيق والغناء الأمر الذي دفع السياح إلى التجمهر أو تبادل النكات مع مجانين الـ«آي فون»، كما علق أحد السياح. هؤلاء المتطوعون تركزوا هؤلاء أمام المتجر مباشرة سعيا لأن تلتقطهم عدسات المصورين.

ويقول أحد مصوري وكالة أنباء كان يغطي الحدث، إنه حصل على تنبيه من مؤسسته بعدم تصوير هؤلاء، وقال إنه ينوي فقط التقاط الصور للصف الثالث أو الرابع من العملاء هذا اليوم لتجنب الترويج لهذه الشركات.