انطلاق مهرجان لندن السينمائي

تقلص عدد الأفلام العربية المشاركة إلى ثلاثة فقط هذا العام

TT

بدأت فعاليات مهرجان «بي إف آي» السينمائي الخامس والخمسين في لندن يوم الأربعاء. وعلى مدار الخمسة عشر يوما القادمة، سيتم عرض 300 فيلم قصير وفيلم رئيسي من مختلف أنحاء العالم في أماكن مختلفة في العاصمة البريطانية.

ويمتاز برنامج المهرجان بالتنوع، تماما كالثقافات الوطنية التي يقدمها من خلال الأفلام المعروضة. ومثلما أشارت ساندرا هيبرون، المديرة الفنية للمهرجان في حفل الافتتاح «لا توجد دولة واحدة تهيمن على البرنامج». وسيتم عرض أفلام من النرويج وروسيا والنمسا وأستراليا والعديد من الدول الأخرى.

وعلى الرغم من ذلك، فإنه مثلما أشارت هيبرون، سيتم تسليط الضوء على الفيلم الإيراني هذا العام. ويحمل فيلم «هذا ليس فيلما» للمخرج جعفر باناهي، الذي يحظى بالاحترام والحائز على جوائز، إجابة عن كثير من التوقعات التي جاءت كرد فعل لإلقاء القبض عليه نهاية العام الماضي. ففي ديسمبر (كانون الأول) 2010، اتهم بالشروع في ارتكاب جرائم تهدد الأمن القومي لبلده. كما منع من إنتاج أفلام لمدة 20 عاما. ونتيجة سأمه من وضعه قيد الإقامة الجبرية، بدأ يصنع فيلما عن نفسه، وأوكل إلى صديقه موجتابا مير تاهمسب (الذي اعتبر مخرجا مساعدا للفيلم) مهمة إدارة المشروع بشكل فعلي. وينتقد الفيلم، الذي أشارت إليه مجلة «فاريتي» بـ«المدمر»، الرقابة ويجسد إصرار باناهي على الإبداع.

وعلى الرغم من ذلك، لم يحظ فيلم افتتاح المهرجان بالقدر نفسه من التقدير. ففيلم «360»، الذي أخرجه فيرناندو ميرليس (مخرج فيلمي «البستاني الدائم» و«آخر ملوك اسكوتلندا») والذي يضم نخبة من ألمع النجوم، من بينهم جود لو وراشيل وايز وأنتوني هوبكينز اعتبر تشاؤميا ولا يمكن أن يخلد في ذاكرة السينما. ويأخذ الفيلم جمهوره عبر مجموعة متصلة من قصص الحب الباهتة. وتعود راشيل وايز في حفل ختام المهرجان من خلال عرض فيلم «البحر الأزرق العميق» لتيرينس ديفيز بوصفه فيلما يجسد فترة ما بعد الحرب في بريطانيا، تدور أحداثه حول التحولات الاقتصادية الصعبة التي شهدتها خمسينات القرن الماضي.

وكجزء من البرنامج السنوي، ستعرض هذا العام فئات من بينها «السينما البريطانية الجديدة» و«أوروبا» والسينمات العالمية، كما ستكون هناك أفلام قصيرة وأفلام رسوم متحركة وعروض تجريبية، وستعرض الفئة الخاصة هذا العام «الأفضل في السينما الفرنسية الحديثة»، وتحمل هذه الفئة عنوان «الثورات الفرنسية». ومن بين أكثر الفئات جذبا «كنوز من الأرشيف»، وهي فئة سنوية أخرى. وستضم فئة الكلاسيكيات التي تم إحياؤها وإعادة اكتشافها حديثا من الأرشيفات من مختلف أنحاء العالم أفلاما من الولايات المتحدة وتركيا وفرنسا واليابان والاتحاد السوفياتي. ومن أبرز الأفلام «لندن الرائعة»، وهو أيضا أقدم الأفلام في برنامج المهرجان، حيث يعود إلى عام 1924. وهناك ستة أفلام قصيرة، تتناول الحياة المدينة اليومية في تلك الحقبة، وتركز على حياة المهاجرين وتطور الأحياء العرقية مثل تشاينا تاون، إلى جانب حياة الأثرياء والفقراء في المدينة المتغيرة.

ومن بين الـ300 فيلم التي شملها البرنامج، ثمة أفلام قليلة يمكن تسليط الضوء عليها. وتعود مارجان ساترابي، التي نال فيلمها السابق «بيرسيبوليس» استحسان النقاد، وربما يحيي الإعجاب بالرسوم المتحركة والمقاطع الكوميدية، بثاني أفلامها البارزة. وهذه المرة، سيكون فيلم حركة حيا مقتبسا من إحدى رواياتها وهي «الدجاج وأشجار البرقوق»، التي تم تجسيدها بشكل حي من قبل مجموعة ممثلين عالميين وفي مواقع مختلفة تنوعت ما بين منزل ساترابي الحالي وفرنسا وبلدها الأم إيران.

وعلى النقيض من العدد الكبير من الأفلام العربية التي عرضت في السنوات القليلة الماضية، تعرض هذا العام ثلاثة أفلام عربية فقط، من بينها الفيلم الذي حظي باستقبال شعبي كبير وهو «هلق لوين»، للمخرجة اللبنانية نادين لبكي (مخرجة فيلم «كراميل»). وقد حازت لبكي بالفعل عدة جوائز عن فيلمها الأخير. وقد عرض الفيلم لأول مرة في منافسة «نظرة خاصة» (Un certain regard) ضمن مهرجان «فينيسيا» السينمائي، حيث فاز بجائزة فرانسوا شاليه، ثم فاز بجائزة «بيبولز تشويس» في مهرجان «تورونتو» السينمائي الدولي، إلى جانب جوائز أخرى في مهرجان «سان سيباستيان» السينمائي الدولي ومهرجان «نامور» السينمائي في بلجيكا.

ويأتي الفيلمان العربيان الآخران من مصر. وفيما يوثق الفيلم الأول، وهو «التحرير 2011: الطيب والشرس والسياسي» لثورة 25 يناير المصرية، يتناول الفيلم الثاني، «أسماء» مشكلة مختلفة في المجتمع المصري، وهي وصمة العار التي تلصق بالمصابين بمرض الإيدز. ويعرض الفيلم لقصة جريئة ومثيرة للمشاعر مأخوذة من أحداث واقعية.

وخلال الأسبوعين القادمين، سيفد النجوم على اختلاف مشاربهم إلى معهد الفيلم البريطاني في لندن، ومن بينهم النجمة اللامعة مادونا، التي ستعرض أولى تجاربها في مجال الإخراج، وهو فيلم «دبليو إي»، والمستوحى من حياة والاس سيمبسون المثيرة للجدل. وهناك تجربة إخراجية جديدة يقدمها راف فينيس، الذي سيعرض فيلمه «كوريولانوس»، في حفل خاص. وسيسير جورج كلوني على البساط الأحمر مرتين هذا العام، مرة في عرض فيلمه «الأحفاد»، والأخرى لفيلمه «ذي أيدز أوف مارش» وهو أيضا من إخراجه.