فنان يحول شوك الطعام إلى حلي وأنتيكات وقطع فنية

مؤمن مندور: سعيد بتجربتي.. وأفكر في تصاميم جديدة

الفنان في ورشته («الشرق الأوسط»)
TT

«الشوكة ليست فقط للأكل.. الشوكة لها مليون حل».. حقيقة فنية اكتشفها أحد شباب الفنانين، فتحولت الشوكة في يده من مجرد أداة جامدة لتناول الطعام، إلى فضاء بصري تتناثر فيه حلي وأنتيكات وقطع فنية مبدعة.

مؤمن محمد مندور، طالب فنون بكلية التربية النوعية، حركت شوكة الطعام حس الفنان بداخله، فأطلق له العنان، حتى استطاع أن يحولها إلى مقوم جمالي.. عن قصته مع شوك الطعام يقول «بحكم دراستي لفن المعادن في الكلية أتابع بشكل دائم كل ما هو جديد في هذا المجال على الإنترنت، واكتشفت أنهم في الخارج يستخدمون كل شيء وأي شيء لإبداع أعمال فنية مختلفة، ولأننا في الكلية لا نستخدم سوى سلوك وشرائح النحاس، والألمنيوم، والفويل، وفرص الإبداع بهذه الخامات ضيقة، نظرا لكثرة عدد مستخدميها، لذا فقد قررت التمرد على هذه الخامات المتعارف عليها، وأن أستخدم خامة جديدة لعمل أشكال فنية مختلفة».

الشوكة هي الخامة التي وقع اختيار مؤمن عليها، واستخدمها في عمل تصميمات فنية متنوعة ومختلفة عن المعتاد، وعن سر هذا الاختيار يحكي «أردت أن أستخدم شيئا له استعمال واحد معروف لدى الناس، وبفني أوظفه في أعمال فنية عديدة، فوقع اختياري على شوكة الطعام، فبالإضافة إلى أنها متوافرة وغير مكلفة، فإن السنون الموجودة فيها يمكن من خلالها تشكيل مئات التصاميم الفنية، سواء من الحلي أو الأنتيكات».

ويتابع «أستخدم الشوك المستهلكة والمكسورة وأقوم بإعادة تصنيعها رافعا شعار (الشوكة مش بس للأكل.. الشوكة لها مليون حل)، وحتى أجذب الناس للفكرة، فكرت في عمل (شوكة لكل مواطن)، بمعنى أن أشكل الشوك على هيئة أشخاص يمارسون مهنا مختلفة، بحيث يجد كل شخص الشوكة التي تعبر عنه وعن مهنته، ويضعها كقطعة ديكور على مكتبه، وبدأت بعمل عازفي غيتار وبيانو وفلوت وطبلة، وكونت فرقة موسيقية كاملة، كما قمت بعمل صياد ومصوراتي ورجل أعمال». ويستكمل «فكرة استخدام الشوك في عمل تصميمات فنية كانت مجازفة كبيرة بالنسبة لي، لأنني لم أكن أعلم هل سيتقبل الناس هذا التصميمات أم لا.. ولكن الحمد لله حازت التصميمات إعجاب عدد كبير من الناس، فبدأت أطور من أفكاري، وقمت بعمل حامل موبايل من شوكة الطعام، وإكسسوارات توضع على الثلاجة، وأنتيكات على شكل حيوانات، وقمت أيضا بتشكيل الشوك على هيئة عريس وعروسة، لتكون هدية جديدة ومبتكرة تقدم لأي عروسين».

ولأن مؤمن يرى أن إكسسوارات المرأة أصبحت تقليدية ومتشابهة فقد قرر أن يصنع لها من الشوك قطع حلي فريدة، فيقول «لاحظت أن إكسسوارات المرأة أصبحت متشابهة ومكررة، فقررت أن أصنع من الشوك قلادات للمرأة للتزين بها، وتتميز عن غيرها من النساء، واستخدمت مع الشوك الأحجار الكريمة لإضافة الطابع الشرقي على منتجاتي، وحتى أشجع السيدات أيضا على فكرة ارتداء شوكة كقطعة حلي، فالأمر قد يبدو غريبا لدى البعض، لذا صنعت قطع حلي من الشوك فقط، للسيدات اللاتي يحببن الأفكار الجديدة والغريبة، ولا يجدن غضاضة في ارتداء قطعة حلي مصنوعة من الشوكة، ومزجت بين الشوك والأحجار الكريمة في قطع أخرى بحيث إن من يرى قطعة الحلي يجدها مختلفة عن الموجود في السوق، ولكن لا يكتشف بسهولة أنها مصنوعة من الشوكة». وعن ردود فعل السيدات والفتيات أشار مؤمن إلى أن هناك تشجيعا من قبل الفتيات لقطع الحلي التي يصنعها من شوك الطعام، معبرات عن رغبتهن في ارتداء إكسسوارات متميزة وغير منتشرة.

شارك مؤمن بفرقته الموسيقية المصنوعة من شوك الطعام في المعرض الفني «لقطة مصرية» بقصر الأمير طاز، وحصل على وسام وشهادة تقدير على تصميماته المبتكرة، وهو ما شجعه على استكمال المشوار، واستخدام أدوات أخرى غريبة، وكما يقول «التصميمات الجديدة التي أنوي طرحها قريبا ستكون مصنوعة من الملاعق، فخامة الملعقة تختلف تماما عن الشوكة، حيث إن التجويف المعدني الموجود بالملعقة سيمنحني مساحة للحفر والرسم، وبالتالي ستكون التصميمات مختلفة تماما».

وفي النهاية يتمنى مؤمن مندور أن يستمر في مشواره الفني الذي بدأه، وأن يستطيع تقديم أفكار أخرى جديدة ومتميزة باستخدام أدوات أخرى غريبة.