الجمال في فنزويلا يتحول إلى «قضية ترفيه وطني»

فازت بأكبر عدد من ملكات الجمال أكثر من أي بلد آخر

TT

فازت آيرين إيسر، ممثلة ولاية سوكري الفنزويلية، بلقب ملكة جمال البلاد في المسابقة التي أجريت في العاصمة الفنزويلية كاراكاس، لتمثل بلادها في مسابقة ملكة جمال العالم التي ستجرى في كوسوفو في العام المقبل.

مسابقة ملكة جمال فنزويلا تعقد سنويا منذ عام 1952، وهي مسؤولة عن اختيار ممثلة البلاد في مسابقات ملكة جمال العالم، وملكة جمال الكون، ومسابقة ملكة الجمال الدولية، بالإضافة إلى ملكة جمال الأرض التي عقدت لأول مرة في العام الماضي.

وتسبق مسابقة ملكة الجمال مسابقات محلية لاختيار ملكة جمال كل ولاية من ولايات فنزويلا على حدة، وتستمر تلك المسابقات لمدة ثلاثة أشهر قبل عقد المسابقة الكبرى، التي عقدت هذا العام في 15 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي. وتستمر مسابقة ملكة جمال فنزويلا 4 ساعات، وتنقلها شبكة تلفزيون البلاد لكل دول أميركا اللاتينية على الهواء مباشرة، بالإضافة إلى نسخة منقحة لكل من الولايات المتحدة والمكسيك على شبكة «ينيفيجن».

والجدير بالذكر أن آلاف الفتيات يتقدمن سنويا للمشاركة في المسابقات. ويشير الصحافيون إلى أن هناك الكثير من الفتيات اللائي يتقدمن للمشاركة في المسابقات، خمس أو ست مرات، للحصول على واحد من بين ما يتراوح بين 26 إلى 32 لقبا محليا، التي تسمح لهن بالمشاركة في المسابقة النهائية. وتمثل ولايات فنزويلا، وعددها 23 ولاية، بالإضافة إلى العاصمة وإقليمي ولاية زوليا، في المسابقة النهائية. وقد لاحظ المراقبون أن بعض المناطق مثل نوفا اسبارتا، ومنطقة العاصمة، وكارابوبو، تحقق دائما نتائج متقدمة في المسابقة النهائية.

خلال العقود الثلاثة الماضية فازت فنزويلا بألقاب لملكات الجمال أكثر من أي دولة أخرى في العالم: ست ملكات جمال للكون، وخمس ملكات جمال للعالم، وست ملكات جمال دولي. ويعلق أحد المراقبين على الموضوع قائلا بأن التنافس على ألقاب مسابقات الجمال أصبحت «قضية ترفيه وطني» إلى حد الهوس في هذه البلد الأميركي الجنوبي، الذي يشتري مساحيق الجمال أكثر من أي بلد آخر.

ويعتقد كثير من المراقبين، من داعمين ومعارضين لهذا النوع من التنافس، أن السبب يعود إلى رجل واحد فقط، ألا هو أوزميل سوسا، الكوبي المولد الذي يترأس المنظمة الفنزويلية لملكات الجمال، الذي حول المنافسة في هذا البلد إلى صناعة كاملة.

«قالوا عني إنني قيصر الجمال، لكنني أجد التعبير غير مناسب»، قال سوسا عندما قدم مصمم الفستان الذي سترتديه ملكة جمال فنزويلا عندما ظهرت في منافسة ملكة جمال الكون، التي نظمت في ساو باولو الشهر الماضي.

وقال عنها إنها «تتمتع بلون داكن جذاب، ورقبة طويلة تظهر محاسنها، خصوصا عندما ترتدي القلادة». قالها في مقابلة مع صحيفة الـ«غارديان» في مكتبه الذي كان مزدحما بالفساتين والأقراط الماسية.

«لقد بدأت اهتماماتي منذ طفولتي، وكنت أرسم النساء، النساء فقط، وبعد ذلك أختار من المجموعة عددا قليلا منهن ثم أرسمهن وهن يرتدين الفساتين. وعندما اكتشفت والدتي ما كنت أعمله منعتني أن أرسم ثانية، لقد اعتقدت أنني كنت فقط مهتما بالعرائس، التي دائما تقدم للفتيات الصغار، لكنها لم تلاحظ أنني كنت أصمم الأزياء».

سوسا الذي ولد في كوبا هاجر إلى فنزويلا بعد انتصار الثورة الكوبية بقيادة الزعيم فيديل كاسترو عام 1959، الذي تنحى مؤخرا، ومنذ ذلك الحين وهو يعمل في هذه المهنة.

وعندما كان سوسا في العشرينات من عمره عمل رساما لمؤسسة إعلانية كانت تقوم على مؤسسة «ملكة جمال فنزويلا».

«كنت في وقت فراغي أختار سرا إحدى الفتيات وأقوم بتدريبها، ودائما كانت الفتاة التي أختارها تفوز بالمسابقة». ولم يمض وقت طويل حتى اكتشف مواهبه غوستاف سينزنيروس، إمبراطور الإعلام الذي اشترى مؤسسة «ملكة جمال فنزويلا»، والذي عينه مسؤولا عنها.

«كان غوستاف يثق بي، ولم يفرض علي أي اقتراح منذ ذلك التاريخ قبل 30 عاما». قال سوسا. الكثير من الفنزويليين فخورون بانتصارات بلدهم في هذه المنافسات، لكن يرى البعض أن الهوس في الجمال وعمليات التجميل أخذ منحنى هداما.

«الفنزويليات يتمتعن بالغرور، لكنهن ذكيات في الوقت نفسه، لا يمكن لشخص أن يغلبنا في النقاش»، كتبت صاحبة مدونة «الحياة في بلد ملكات الجمال»، التي تكتب تحت اسم خبيرة، مضيفة: «مع أن مظهرنا لطيف، فإننا نصر على زيارة غرفة العمليات من أجل تكبير شفاهنا والتقليل من خصورنا، لا أعرف امرأة لم تقم بمثل هذا النوع من التجميل».

أما تيتينا بنزيني، مؤلفة دليل الأزياء «أنيق 100 في المائة»، فقالت: «إنه ليس سرا أن الجمال بالنسبة لنا هو قيمة تستهوينا بكل وضوح. عندما تمشي في شوارع العاصمة كراكاس، حتى في الصباح الباكر، ترى النساء شعورهن مسرحة، والمساحيق ظاهرة عليهن. الناس هنا مستعدون لاستدانة الأموال من أجل عمليات التجميل»، حتى البنوك تقدم القروض من أجل عمليات التجميل، وتعلن البنوك عن ذلك من خلال حملة «عمليات بلاستيكية على كروتنا البلاستيكية».

وقالت جين جاكويت، أستاذة الدراسات اللاتينية في لوس آنجليس، لصحيفة الـ«غارديان»، إن الثروة البترولية التي تتمتع بها البلاد شجعت فنزويلا، مفتونة ببعض القيم والكماليات المقبلة من دول أخرى، سواء كانت منافسات الجمال أو حتى لعبة الـ«بيس بول» الأميركية.