ازدياد عدد الشكاوى في ألمانيا ضد طريقة تناول الصحافة لبعض الموضوعات

1661 منها وصلت لاتحاد النشر فأجبر بعض المطبوعات على الاعتذار

TT

اعترفت إيلا فاسينك، من مجلس إدارة اتحاد ناشري الصحف والكتب في ألمانيا، بأن عام 2010 لم يشهد ارتفاعا غير مسبوق في عدد شكاوى الناس ضد طريقة تقديم الأخبار الصحافية فحسب، وإنما شهد لأول مرة تحول هذه الشكاوى إلى احتجاجات جماهيرية.

وجاء تعليق فاسينك على الموضوع في إطار التقرير الذي طرحه مجلس إدارة الاتحاد عن موقف القراء الألمان من طريقة تناول وسائل الإعلام الألمانية لبعض المواضيع المهمة التي تمس الحياة اليومية والروحية للمواطنين. والملاحظة التي طرحتها فاسينك تقول إن الاحتجاجات توزعت على عدد من القضايا ولم تتركز على واحدة فقط، كما لم تقد هذه الاعتراضات إلى محاكم أو دعوات قضائية.

ناقش المجلس أيضا احتجاجات تتعلق بكشف أسماء قضاة في قضايا صدرت فيها أحكام مثيرة للجدل في هذا الموضوع أو ذاك، خصوصا في قضية «استعراض الحب في دويسبورغ»، إلا أنه توصل إلى أن ذلك لم يخرج عن المألوف وأن القاضي ليس شخصية ذاتية وإنما شخصية عامة يمكن طرح اسمها.

وفي بعض الحالات، كان مجلس إدارة الاتحاد يصدر لوما أو تقريعا لطريقة العرض، ولكنه في حالات أخرى كان يرفض الشكاوى المقدمة إليه باعتبارها غير مبررة. ومن بين 1661 شكوى وصلت إلى الاتحاد عام 2010 رأى الاتحاد أن 350 منها لم تكن على صواب في نقدها وتذمرها، لكنه وجه 34 لوما إلى مختلف المجلات وأجبر البعض منها على نشر اعتذار.

يذكر أن طريقة معالجة عدة صحف ومجلات ألمانية لقضايا تمس الجماهير خلال العام الماضي تسببت في ضيق كثير من القراء الذين أرسلوا عددا غير مسبوق من الشكاوى إلى مجلس إدارة اتحاد ناشري الصحف والكتب في ألمانيا محتجين على طريقة تناول الصحف والمجلات لتلك القضايا.

وقال مركز المراقبة الذاتية لوسائل الإعلام المكتوبة أمس الاثنين في برلين إن 1661 شخصا أعربوا عن ضيقهم من طريقة نشر الصحف والمجلات لعدد من الموضوعات.

وكان نصيب معالجة موضوع «ضحايا استعراض الحب في دويسبورغ» غرب البلاد 240 شكوى.

وكان من بين أكثر أسباب تذمر القراء نشر صورة ليسوع على الصفحة الأولى لمجلة «تايتانيك» الساخرة ونشر صور لمأساة «استعراض الحب في دويسبورغ» غرب ألمانيا.

وكانت صورة ليسوع على الصفحة الأولى لمجلة «تايتانيك» يظهر فيها أحد رجال الدين الكاثوليك وهو واقف أمام صليب وضع عليه يسوع، أكثر الأمور التي وجه إليها النقد، حيث أعرب 200 شخص عن ضيقهم منها باعتبارها إهانة للمشاعر الدينية.

ورد مجلس إدارة الاتحاد على هذه الشكوى بأن الصورة تتوافق مع مبادئ الحرية الصحافية.

ويتوقع المجلس أن يصل عدد الشكاوى مع نهاية العام الحالي إلى 1200 شكوى، تحتج على التناول الصحافي لقضايا جماهيرية. وأعرب 16 شخصا حتى الآن عن اعتراضهم على طريقة عرض صور ضحايا حادث العنف في أوسلو عاصمة النرويج.

وتوقعت إيلا فاسينك أن ينخفض عدد الشكاوي في العام الحالي 2011 وقدرت عددها بنحو 1200. وقدمت 16 شكوى على طريقة النشر حتى الآن وجد المجلس سبعا منها باطلة.

بيرند هيلدر رئيس تحرير صحيفة «لايبزغر فولكس تسايتونغ» قال إن موضوع نشر صور ضحايا القتل الجماعي في أوسلو وضحايا الكوارث الطبيعية، شغل مجلس التحرير كثيرا. وقرر المجلس في النهاية عدم نشر الصور احتفاظا للضحايا بحق حماية معطياتهم الشخصية. وفي النهاية اتفق مجلس إدارة اتحاد ناشري الصحف والكتب مع هذا الموقف وقال في إيضاح له إن وقوع الناس ضحايا لمكروه، من الناحية الصحافية الأخلاقية، لا يبرر نشر صورهم وأسمائهم الكاملة.

يذكر أن «استعراض الحب» الذي أقيم يوم 16 أبريل (نيسان) 2010 في مدينة دويسبورغ العمالية تحول إلى مأساة كبيرة بسبب حدوث حالة فزع وتدافع راح ضحيتها 21 شابا وشابة وسقط خلالها 500 جريح. وكانت الإجراءات الأمنية ضعيفة ولم تتسع شوارع المدينة الصغيرة لأكثر من 500 ألف شاب. عام 2011 رأت المحكمة العليا أنه كان على شرطة ومدينة دويسبورغ عدم إجازة الاستعراض بسبب ضعف قدرة المدينة على الاستيعاب.

أمس الاثنين قدم مواطنو مدينة دويسبورغ أكثر من 79 ألف توقيع يطالب أصحابها باستقالة عمدة المدينة، الذي أجاز الاستعراض، من منصبه.