ستيف جوبز.. الرجل الذي رفض مقابلة والده وانتقد أوباما وجها لوجه

إيزاكسون كاتب سيرة مؤسس «أبل» قام بعمل 40 مقابلة معه لإعداد الكتاب

لوحة ضخمة لستيف جوبز تم عملها باستخدام الأوراق اللاصقة تحتل الواجهة الأمامية لمحل «أبل» في مدينة ميونيخ بألمانيا (أ.ف.ب)
TT

تصدر سيرة مؤسس «أبل» الأسطوري ستيف جوبز في الولايات المتحدة غدا بعد وفاة جوبز بأسابيع قليلة ومن المتوقع أن يثير الكتاب الكثير من الاهتمام خاصة أنه يلقي الضوء على جوانب كثيرة من حياة جوبز لم تتطرق إليها وسائل الإعلام.

وحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية فإن السيرة ترسم صورة رجل مليء بالتعقيدات لطالما رفض مقابلة والده الحقيقي كما لم يتوان عن انتقاد الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال لقائهما الأول.

ونقلت الوكالة مقطعا من حديث كان جوبز قد أدلى به لكاتب سيرته والتر إيزاكسون قال فيه «عندما رحت أبحث عن والدتي الحقيقية بحثت أيضا عن أبي بطبيعة الحال. وقد علمت بعض الأشياء عنه. لكن لم يروقني ما علمت». وأتى هذا الكلام في تسجيل صوتي بثته الخميس قناة «سي بي إس» للتلفزة على شبكة الإنترنت.

وستيف جوبز الذي تبناه زوجان متواضعان من كاليفورنيا إثر ولادته عرف في النهاية هوية والده الحقيقي كما اكتشف أنه سبق له وصافحه. فهذا الأميركي المولود في سوريا والمدعو عبد الفتاح الجندلي والذي يطلق عليه اسم جون كان قد أدار مطعما يقدم المأكولات المتوسطية في سيليكون فالي حيث اعتاد جوبز تناول العشاء أحيانا.

ويخبر بحسب ما يبثه موقع «سي بي إس» الإلكتروني «أذكر أنني قابلت مالك (المطعم) الذي كان سوري الأصل والذي كان قد بدأ يفقد شعره. صافحته وصافحني وهذا كل شيء».

وقد أوضح ستيف جوبز بنفسه أنه طلب من أخته غير الشقيقة التي تجمعه بها علاقة طيبة عدم البوح لوالدهما بهويته. وقد برر الأمر بحسب مقتطفات من الكتاب نشرتها صحيفة «هافنغتون بوست» الإلكترونية قائلا «كنت قد أصبحت ثريا. وقد خشيت أن يبتزني أو أن يلجأ إلى الصحافة».

وحسب ما ذكرت صحيفة «الديلي ميل» فإن الكتاب يتعرض أيضا إلى علاقة جوبز مع الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، وذكرت أن كلينتون استشار جوبز في كيفية التعامل مع فضيحة مونيكا لوينسكي المتدربة في البيت الأبيض التي تورط كلينتون بإقامة علاقة معها. وتذكر السيرة أن كلينتون هاتف جوبز في وقت متأخر من الليل ودار بينهما حديث جاء فيه أنه جوبز قال «لا أدري إن كنت فعلت ذلك، ولكنك إذا كنت قد فعلت فيجب عليك الاعتراف أمام الشعب». وحسب ما ذكر إيزاكسون فإن الرئيس كلينتون لزم الصمت بعد سماعه ذلك.

وقد تحدث كلينتون عن صداقته لجوبز في مقابلة مع مجلة «تايم» وقال إن جوبز قد هاتفه بعد أن انضمت ابنته تشيلسي لجامعة ستانفورد وقال له «من الصعب عليك كرئيس للولايات المتحدة أن تسافر لرؤية ابنتك ولكن يمكنك استخدام منزل لي في الريف القريب. يمكنك أنت وهيلاري أن تريا تشيلسي وأصدقاءها متى شئتما». وأضاف كلينتون تعليقا على ذلك الموقف «لقد أعطاني هدية لا تقدر بثمن: فرصة لأرى ابنتي بينما أشغل وظيفة عامة، ولهذا فأنا منحاز له بالإضافة إلى أنني من مستخدمي آي باد».

المادة المستخدمة في الكتاب استمدها إيزاكسون من 40 مقابلة أجراها مع جوبز بالإضافة إلى أحاديث مع أفراد عائلته وأصدقائه وزملائه.

من ناحية أخرى كان ستيف جوبز ينتقد الرئيس الأميركي باراك أوباما وهو كاد يرفض دعوة للعشاء لأنه أراد من أوباما أن يتصل به شخصيا بحسب «هافنغتون بوست».

وفي مستهل لقائهما الأول قال جوبز لأوباما «لن تحكم سوى ولاية واحدة».

وقد لخصت «هافنغتون بوست» سبب انتقاداته تلك بأن على الإدارة أن تبدي تفهما أكبر تجاه المؤسسات واتخاذ الصين مثالا حيث يكون من الأسهل تشييد مصانع «من دون قوانين وتكلفة لا جدوى منها».

إلى ذلك عبر ستيف جوبز عن خيبته في ما يتعلق بالرئيس الأميركي كونه «لا يرغب بجرح مشاعر أي كان» بحسب ما نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» التي اطلعت أيضا على الكتاب.

لكن جوبز كان قد اقترح تقديم المساعدة لأوباما في حملة إعادة انتخابه في عام 2008 لكنه «شعر بالانزعاج واعتبر أن المسؤول عن التخطيط لدى أوباما ديفيد أكسلرود لا يقيم له اعتبارا».

ومؤسس «أبل» وهو أب لثلاثة أطفال كان قد انتقد أيضا أمام الرئيس أوباما النظام التعليمي الأميركي «الذي تعوقه القوانين المفروضة من قبل النقابات» بحسب ما نقلت «هافنغتون بوست» عن إيزاكسون. وقد رأى أنه «لن يكون هناك إصلاح تربوي طالما لم يتم تجاوز نقابات الأساتذة».

من جهة أخرى فقد تم ذكر بيل غيتس مؤسس «مايكروسوفت» الذي كان شريك ستيف جوبز قبل أن يتحول في وقت لاحق إلى منافسه في مقتطفات السيرة التي نقلها الموقع الإخباري. ومن تلك المقتطفات قول جوبز إن «بيل لا يتمتع أساسا بمخيلة ولم يبتكر أي شيء قط. لذا بالنسبة إليه يشعر اليوم بارتياح أكبر في مجال الإحسان بدلا من التكنولوجيا. فهو لم يكن يفعل سوى سرقة أفكار الآخرين بطريقة وقحة».

أما الأكثر استهدافا بتعليقات جوبز اللاذعة فكانت «غوغل». وقد أسر الراحل لوالتر إيزاكسون بحسب «نيويورك تايمز» أنه كان مستعدا لاستهلاك «الرمق الأخير» وتخصيص أموال «أبل» كلها بهدف «تصحيح الخطأ» الذي تسببت به «غوغل» من خلال انتهاك براءات اختراع «آي فون» لصالح نظامها التشغيلي «أندرويد».

وتقوم اليوم معركة محتدمة على المستوى القضائي بين «أبل» والمصنعين الذين يستخدمون «أندرويد».

السيرة التي تصدرها «سايمون أند شوستر» التابعة لـ«سي بي إس» سوف تكون متوفرة في المكتبات الأميركية ابتداء من الاثنين المقبل.