لبنان بحاجة لـ20 مليون صوت لتكون مغارة جعيتا من ضمن العجائب السبع الجديدة

«صوت لجعيتا صباح الخير».. تحية يتبادلها اللبنانيون حتى 11 - 11 - 2011

TT

التقت المطربة نجوى كرم محبيها في مغارة جعيتا ضمن مهرجان كبير أقيم فيها لدعم عملية التصويت للمغارة للفوز بالمسابقة التي تخوضها لدخول لائحة العجائب الطبيعية السبع الجديدة. وكانت المطربة اللبنانية قد دعتهم لملاقاتها هناك عبر صفحتها الإلكترونية على موقع «فيس بوك» في مبادرة منها لحثهم على التصويت لهذا المعلم السياحي اللبناني المعروف. ومن المنتظر أن تظهر نتائج المسابقة التي تخوضها في 11 - 11 – 2011، خصوصا أن لبنان اجتاز جميع المراحل فوصل إلى النهائية منها، وهو مرشح للفوز وتنافسه من البلدان العربية كل من الأردن (البحر الميت) ودولة الإمارات العربية (جزر بوتينا). وقامت إليسا بالمثل ودعت أيضا من جانبها ودائما عبر موقعها الإلكتروني على صفحة «فيس بوك» جميع المعجبين بفنها للتصويت للمغارة ليفوز لبنان بالمباراة ويثبت هويته السياحية عالميا، إلا أنها غابت عن المهرجان الذي أقيم برعاية وزير السياحة فادي عبود لوجودها في الولايات المتحدة الأميركية لإحياء جولة غنائية فيها.

وكان قد أقيم المهرجان بعد ظهر أمس داخل المغارة وحضره أكثر من ألف شخص تقدمهم إلى جانب وزير السياحة فادي عبود وزير الداخلية السابق زياد بارود وعدد من الوجوه السياسية المعروفة، إضافة إلى باقة من الفنانين اللبنانيين وبينهم مايا دياب وميشال الفترياديس ووجوه إعلامية مثل طوني خليفة وطوني بارود.

وكانت وزارة السياحة اللبنانية قد أطلقت مؤخرا حملة إعلانية مكثفة للتصويت للمغارة استهلتها بإعلان تلفزيوني بعنوان «ما تصوتولي صوتوا لجعيتا»، شارك فيه عدد من الوجوه السياسية والإعلامية والجمالية، وبينهم وزير الداخلية السابق زياد بارود والنواب سيمون أبي رميا وعمار حوري وعاطف مجدلاني وآلان عون ونعمة الله أبي نصر، إضافة إلى المذيعين طوني بارود وطوني أبو جودة والممثل جورج خباز وملكتي جمال لبنان الحالية والسابقة يارا الخوري مخايل ورهف العبدالله، مما أسهم في تسريع حركة التصويت للمغارة، والذي دفع بالإعلامي جورج صليبي أثناء تلاوته نشرة الأخبار المسائية على شاشة الـ«نيو تي في» أن يبادر إلى التصويت مباشرة على الهواء داعيا المشاهدين إلى القيام بالمثل لأن لبنان يستحق منا هذه المبادرة، ذاكرا أن لبنان بحاجة إلى 20 مليون صوت لتصبح مغارة جعيتا من ضمن العجائب الطبيعية السبع.

أما عملية التصويت التي بدأت منذ سنتين عبر الإنترنت على موقع www.jeitavillage.com فقد أضيفت إليها خدمة جديدة اعتمدت على الرسائل الإلكترونية عبر الجوال على الرقم 1070 التي يكفي أن يكتب اللبنانيون المقيمون والمغتربون منهم كلمة jeita وإرسالها على الرقم المذكور ليكونوا قد شاركوا في التصويت بتكلفة 10 سنتات فقط كما حددتها وزارة الاتصالات.

أما رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان يرافقه رئيس الوزراء نجيب ميقاتي وعدد من النواب اللبنانيين فقد زار مغارة جعيتا داعيا جميع اللبنانيين التصويت بكثافة لصالح المغارة التي وصفها بالعظيمة متعهدا العمل لمساعدة بلدية جعيتا لتحسين وضع الطريق المؤدي إلى المغارة. واستخدم الرئيس سليمان العبارة التي تردد في الإعلان المصور «ما تصوتولي صوتوا لجعيتا» وصوت وزوجته لمصلحة المغارة بالطريقتين المعتمدتين عبر الإنترنت والرسائل الإلكترونية وطالبا كل لبناني بإقناع عشرة أشخاص على الأقل للقيام بالمثل لمصلحة لبنان. وقبيل مغادرته كتب في سجل المغارة الذهبي إهداء ختمه بالقول: «فيها نكبر أكثر في العالم كله عاملين بجهد كي تدون قريبا في سجل عجائب الدنيا الطبيعية الجديدة».

وفي اتصال لـ«الشرق الأوسط» مع رئيسة مصلحة الإنماء السياحي في وزارة السياحة منى فارس أكدت أن لبنان اجتاز أصعب المراحل في المسابقة ووصل إلى المرتبة الحادية عشرة من ضمن المعالم السياحية المرشحة لدخول لائحة عجائب الدنيا الطبيعية السبع الجديدة وأنه في كلتا الحالتين، أي الخسارة أو الربح، فإن لبنان ورغم مساحته الصغيرة استطاع أن ينافس بلدانا كبيرة على اللقب أمثال اليابان وأستراليا وألمانيا، وأنهم كوزارة سياحة يتأملون خيرا ويتكلون على اللبنانيين المقيمين والمغتربين لتحقيق هذا الهدف السياحي الذي يصب في العالمية.

وكانت هذه الحملة قد طالت المدارس والجامعات اللبنانية وكذلك بعض المؤسسات والشركات الخاصة التي خصصت يوما لمغارة جعيتا صوت فيه موظفوها عبر الرسائل الإلكترونية والإنترنت على حسابهم الخاص بينما تحمست شريحة من الشباب اللبناني بمبادرة خاصة منها في حث معارفها وأصدقائها على التصويت معتمدين عبارة «صوت لجعيتا صباح الخير» لتكون بمثابة التحية الجديدة التي يتبادلونها فيما بينهم للتذكير بأهمية التصويت حتى 11 - 11 – 2011، موعد انتهاء التصويت.

وضمن حملة إعلامية سابقة حملت عنوان «كلنا للوطن كلنا لمغارة جعيتا» أطلقت أغنية بعنوان «جعيتا يا أحلى مغارة» كتبتها سوزان الحاج وأدتها ميرنا شاكر بالعربية والإنجليزية ولحنها الدكتور أسعد حبيب. وقد صورت فيديو كليب داخل المغارة ويدور حول قصة خيالية شاركت فيها 20 راقصة باليه قدمت لوحات سوريالية إلى جانب المغنية ويرافقها طفلان.

من جهته، أكد نائب رئيس بلدية جعيتا بشارة يوسف أن البلدية لم توفر جهدا لتحقيق أمنية أهل البلدة واللبنانيين عامة، وهي إدراج مغارة جعيتا على لائحة العجائب السبع الطبيعية الجديدة في مباراة يتنافس عليها إلى جانب لبنان عدد من الدول العربية والأجنبية بينها الأرجنتين والبرازيل (شلالات إيغواسو) الولايات المتحدة الأميركية (الوادي الكبير)، تنزانيا (كليمانجارو)، والأردن (البحر الميت) ودولة الإمارات العربية (جزر بوتينا)، وغيرها. وأشار إلى أنه في البداية تم ترشيح غابة الأرز ومغارة جعيتا ثم رسا الاختيار على الموقع الطبيعي الثاني، موضحا أن هذه المسابقة تقام مرة واحدة لا غير. وأفاد بأن الترشيح لا يصير من قبل البلدة أو البلد، بل من قبل الشركة المنظمة للمباراة وهي إيطالية. وقد حضر ممثلا شخصيا عنها بعدما اطلع على عدة مواقع طبيعية في الشرق الأوسط وعلى عدد زوارها. وتشير الإحصاءات إلى أن مغارة جعيتا يزورها سنويا 450 ألف زائر.

وعما إذا كانت المنافسة على أشدها بين لبنان والمواقع العربية الأخرى رد بشارة يوسف: «إن البحر الميت يشمل الأردن وفلسطين المحتلة وإسرائيل وهذه الأخيرة وضعت (روبوت) مهمته التصويت للبحر الميت على مدى 24 ساعة كاملة دون توقف في دعم مباشر منها لهذا المعلم، وكذلك عرقلة عملية التصويت في بعض البلدان بحيث من يريد التصويت لمغارة جعيتا عبر الإنترنت مثلا قد يفاجأ بعبارة أنه لا يحق له ذلك بما أنه سبق وصوت ويكون في الحقيقة لم يصوت بعد. وأكد أن لبنان يستفيد كثيرا في حال فوزه بالمسابقة إذ يتضاعف تلقائيا عدد زوار المغارة، كما حصل مثلا في البتراء التي كان يزورها 200 ألف سائح قبل دخولها لائحة العجائب السبع ووصل إلى 600 ألف بعدها.

يذكر أن مغارة جعيتا هي عبارة عن مغارة ذات تجاويف وشعاب ضيقة وردهات وهياكل وقاعات نحتتها الطبيعة وتسربت إليها المياه من مرتفعات لبنان لتشكل مع الزمن عالما من القباب والمنحوتات والأشكال والتكوينات العجيبة. وتقع المغارة على نحو 20 كيلومترا شمال لبنان وتتألف من طبقتين العليا والسفلى افتتحت عام 1969 بعد أن تم اكتشافها عام 1959 فتم تأهيلها للزيارات على يد المهندس اللبناني غسان كلينك في احتفالية موسيقية أقيمت في داخلها للمناسبة مع الموسيقار الفرنسي فرنسوا بايل.