«18 يوما».. لمحة عن حياة المصريين اليومية

يعرض ضمن مهرجان «نور» للثقافة العربية

مشهد من «18 يوما»
TT

كان العرض الأول للفيلم المصري «18 يوما»، الذي يتكون من 10 أفلام قصيرة، في بريطانيا الليلة الماضية في إطار مهرجان «نور» الثاني السنوي في متحف «ليتون هاوس» في غرب لندن. وبغض النظر عن السياسة، تفاعل الجمهور المصري مع الفيلم بشكل كبير. ومدة عرض الفيلم 120 دقيقة بزيادة 20 دقيقة، لكن تنوع القصص في الفيلم ما بين الكوميديا والدراما ساعد على عدم شعور المشاهد بالملل. لم تتناول قصص الفيلم الثورة بشكل مباشر، بل كانت كل واحدة تقدم لمحة عن حياة المصريين اليومية خلال أسبوعين ونصف هما مدة الثورة التي بدأت في 25 يناير (كانون الثاني). ومع تشبع الجمهور بالصور التي ترد في النشرات الإخبارية والتي كانت دائما من وجهة نظر ميدان التحرير ومتجهة نحو الخارج، يقدم فيلم «18 يوما» وجهة نظر المحيط الذي يقع خارج التحرير. لقد عرض الفيلم علاقة الشخصيات بشكل غير واع وغير مباشر بالثورة التي تحدث في وسط البلد.

شارك في الفيلم أسماء لامعة مثل المخرج مروان حامد مخرج فيلم «عمارة يعقوبيان»، وأحمد عبد الله مخرج فيلم «ميكروفون»، وكاملة أبو ذكري مخرجة فيلم «واحد - صفر»، فضلا عن ممثلين مشهورين مثل أحمد حلمي وهند صبري ويسرا. كذلك لم يخل الفيلم من الشباب من خلال فيلم «إن جالك الطوفان» للمخرج محمد علي، وكوميديا تقدم بطريقة جافة ويتناول قصة زوجين محتالين يحاولان استغلال الثورة من خلال بيع الأعلام ولافتات مكتوب عليها «يسقط مبارك» وبهذا يصبحان من مؤيدي الثورة من خلال التجارة. يتناول فيلم «تحرير 2/2» لمريم أبو عوف، مؤيدي مبارك الذين استغلوا الثورة هم أيضا من خلال الحصول على أجر للمشاركة في المظاهرات المؤيدة لمبارك. يطرح هذا الفيلم، الذي مدته 13 دقيقة، تساؤلات حول السياسة وما يمكن أن يفعله المحتاجون من أجل الحصول على المال. وكان فيلم إيهاب الخوري هو الأقصر من بين هذه الأفلام، لكنه كان الأكثر تأثيرا، حيث يتناول قصة شابة تبيع الشاي على أحد الأرصفة ومنشغلة بحلم الزواج ولون شعرها، تشارك في مظاهرات ميدان التحرير، مما يغير حياتها تماما. وجاءت نهاية الفيلم مؤثرة حتى إن الجمهور شعر بها وصفق لها. لقد سلط الفيلم الضوء على الكثير من جوانب الثورة المصرية التي شعر الجمهور المصري بأنها إنسانية وتعبر عن تجاربهم. قال أحمد، أحد المصريين العاملين في لندن: «لقد أعجبني الفيلم جدا. لقد تأثرت به كثيرا». وقالت ثناء، طالبة مصرية - بريطانية: «إن القصص التي يعرضها الفيلم مألوفة للغاية، فنحن نسمع باستمرار عن أشخاص تركوا متاجرهم مفتوحة لمساعدة الجرحى والآخرين». وأشارت إلى نهاية الفيلم، وخاصة فيلم «أشرف سبرتو» للمخرج أحمد علاء الذي يحكي عن شخص يترك محل الحلاقة الخاص به مفتوحا ليكون مكانا لإسعاف الجرحى. وقالت صديقتها علياء: «كان خوف الناس واضحا، فهم ظلوا في منازلهم على الرغم من رغبتهم في المشاركة في الاحتجاجات. لم يكن أحد يعرف أن هذه الاحتجاجات والمظاهرات سوف تؤدي إلى هذا التغيير. لقد كانوا يخشون القبض عليهم إذا ما خرجوا». وتشير علياء هنا إلى فيلم «داخلي/خارجي» من إخراج يسري نصر الله، الذي يتناول قصة زوجة شابة تريد الاشتراك في المظاهرات، بينما يرفض زوجها بدافع قلقه عليها. تم عرض فيلم «18 يوما» للمرة الأولى عالميا في مهرجان «كان» في مايو (أيار) الماضي، الذي كانت فيه مصر أول ضيف شرف للمهرجان في تاريخه. وتكريما لمصر، حضر المخرجون العشرة للفيلم المهرجان. مع ذلك، واجه العرض انتقادات بسبب مشاركة المخرج مروان حامد وشريف عرفة اللذين عملا على حملة تلفزيونية مؤيدة لمبارك عام 2005. انتشر هذا الجدال بين «كان» والقاهرة من خلال دعوات لمقاطعة الحدث بسبب الخداع.

يشار إلى الفيلم باعتباره «ضروريا» و«عاجلا»، حيث يقدم وجهات نظر متباينة عن الأحداث التي غيرت وجه مصر. ولم يتلق المشاركون في هذا المشروع مقابلا ماديا. وأعلن صناع الفيلم تخصيص كل أرباح الفيلم للتوعية السياسية في المناطق الريفية في مصر. الانتباه الذي جذبه فيلم «18 يوما»، سواء من خلال ما أثاره من جدل أو من خلال تقديمه لرؤية إنسانية لأحداث ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، جعله متميزا سواء بالجهود التي بذلت لإخراجه إلى النور أو بالمواهب التي عرضها.