بيروت تستضيف البرنامج التدريبي «دوك ميد» في مجال الفيلم الوثائقي الإبداعي

10 محترفين من المنتجين والمخرجين العرب يشاركون فيه

مجموعة من المشاركين في الندوة («الشرق الأوسط»)
TT

عشرة محترفين من المنتجين والمخرجين العرب جاءوا من سوريا والأردن ومصر والمغرب والجزائر وتونس وفلسطين ولبنان للمشاركة في برنامج «دوك ميد» للتدريب على إنتاج الفيلم الوثائقي الذي يتضمن ثلاث دورات تدريبية مخصصة لدراسة المشاريع المقدمة بغية تطويرها ومن ثم إنتاجها وعرضها في الدول العربية وأوروبا. يهدف «دوك ميد» الممول من الاتحاد الأوروبي عبر برنامج «أورو ميد السمعي البصري 3» الذي يمتد على مدى ثلاث سنوات متتالية، إلى المساهمة في تشكيل هيكلية إنتاج الفيلم الوثائقي في المغرب العربي والشرق الأوسط والتدريب على الإنتاج والإنتاج المشترك، وكذلك تعزيز إمكانيات منتجي الفيلم الوثائقي.

«مبدأ رقم 6»، «تهمس للسماء الواسعة»، «إسفلت»، «القمر بين الأشجار»، «صغيرة»، «عاصفة في الوادي»، «سيدتي الجميلة»، «اغترابات»، «كارافان في غرفة»، «الخطوة الأولى».. هي أفلام وثائقية تم اختيار منتجيها ومخرجيها من الدول الثماني المشاركة في البرنامج التدريبي ليتسنى لهم الوقوف على كيفية إيجاد الفرصة الملائمة لمن يمول أعمالهم وعلى كيفية تطوير قدراتهم في هذا المجال. والمشاركون في البرنامج التدريبي «دوك ميد» هم المنتجة والمخرجة السورية بهراء حجازي، والمخرجة والمنتجة الأردنية ساندرا ماضي، والمنتجة اللبنانية عبير هاشم، والمنتج المغربي رشيد بوتونس، والمخرجة والمنتجة المصرية نغم عثمان، والمنتج الفلسطيني وليد صبابا، والمنتجة المصرية هالة جلال، والمنتجة اللبنانية ميريام ساسين، والمنتج والمخرج السوري حازم الحموي، والمنتجة والمخرجة الجزائرية بهية بن شيخ الفجون.

جاد أبي خليل مدير البرنامج ورئيس الجمعية الثقافية للإنتاج السينمائي (بيروت دي سي) التي توفر الدعم والمساعدة للسينمائيين المستقلين في العالم العربي من خلال التدريب والترويج والمشاركة في الإنتاج منذ عام 1999، شرح لـ«الشرق الأوسط» أهمية هذا البرنامج الذي أقيمت دورته الأولى في بيروت في مارس (آذار) 2011 والثانية في كرواتيا في يونيو (حزيران) 2011 على أن تتم الدورة الثالثة والأخيرة من السنة الأولى للبرنامج في تونس. كما أوضح أبي خليل أن البرنامج يمتد على مدى سنة كاملة ويتضمن ثلاث دورات تدريبية تتناول الأولى منها كيفية تطوير المشاريع (وتستغرق 7 أيام) المشاركة في البرنامج من أجل صقلها وإيصالها إلى مستوى العالمية، وأشرفت على هذه الدورة هلا العبدالله (مخرجة ومنتجة سورية). أما الدورة الثانية فكانت تحت إشراف المنتج الفرنسي سيرج لالو ومخصصة لتعلم وضع الميزانية الخاصة بالفيلم وكيفية تحضير ملف الفيلم من أجل المشاركة في الأسواق العالمية إضافة إلى كيفية بيعه وتسويقه (وتستغرق الدورة 6 أيام). وبين الدورتين الثانية والثالثة يتاح للمشاركين اختيار الأسواق المناسبة لإيجاد تمويل وإنتاج مشترك أو بيع الفيلم ويقابلون خلالها المسؤولين في المحطات التلفزيونية المهتمين بهذا النوع من الأفلام.

أما الدورة الثالثة، يضيف جاد أبي خليل، فهي ترتكز على لقاء صانعي القرار في شؤون الإنتاج كي يتعلم المشارك كيفية تقديم عمله في شرح واف وجذاب يقنع الطرف الثاني ويدفعه لتمويل الفيلم والمساهمة في تنفيذه.

ويعتبر لبنان وفلسطين ودول الخليج العربي من بين أكثر الدول العربية المنتجة للأفلام الوثائقية، كما تجدر الإشارة إلى زيادة عدد صناديق الدعم المتأتية عن المهرجانات السينمائية التي تقام في عدد من الدول العربية وأهمها دبي والدوحة وأبوظبي.

وقد كانت «بيروت دي سي» السباقة في تنظيم مهرجان للأفلام العربية «أيام بيروت السينمائية» الذي أعطى الفيلم الوثائقي الإبداعي حيزا كبيرا ومهما ضمن برنامجه. كما أصبح واضحا في السنوات الأخيرة التقدم الفني والتقني الذي وصل إليه الفيلم الوثائقي الإبداعي في العالم العربي، حيث استطاع عدد كبير من الأفلام العربية أن يشارك في المهرجانات العربية والعالمية، وأن يحصد جوائز عدة.

ويشرح أبي خليل قائلا: «إن كثيرين يعتقدون بأن (الوثائقي) هو نفسه الريبورتاج والنص الموثق، فيما الحقيقة أن الفيلم الوثائقي وبالأخص الوثائقي الإبداعي الذي دافعت عنه (بيروت دي سي) منذ إنشائها، هو لغة سينمائية بحد ذاتها يستعمل فيها الواقع مسرحا لسرد القصص».

أما أول فيلم وثائقي رأى النور في العالم فكان عام 1922 للأميركي روبرت فلاهيرتي وحمل عنوان «نانوك رجل الشمال» ويتبع الفيلم حياة أسرة من الإسكيمو يعمل عائلها نانوك في الصيد.

والمعروف أن إنتاج الأفلام الوثائقية يفوق إنتاج الأفلام الروائية بالمئات لكونها أقل كلفة وتستغرق وقتا أقل للتمويل والتنفيذ.

وتختلف كلفة الفيلم الوثائقي لتتراوح ما بين 50 ألفا والمليون دولار، وذلك حسب الفكرة التي يقدمها وكيفية تنفيذها.

ويأمل البرنامج التدريبي «دوك ميد» بأن يساهم في تحريك السوق العربية، وخصوصا أنه يدعم المشاريع المشاركة إنتاجيا وتسويقيا بغية إيصال العديد منها إلى الأسواق الأوروبية مما يعزز صداها عالميا.

تجدر الإشارة إلى أن الموعد النهائي لتقديم الطلبات لعام 2012 هو 30 نوفمبر (تشرين الثاني) 2011.