أهل الفن أعلنوا عن ميولهم السياسية فأشاعوا البلبلة بين محبيهم

أنت من حزب إليسا أم وديع الصافي..ذ أم أصالة أم عادل إمام؟

TT

انشغلت الساحة الفنية في الفترة الأخيرة بالمؤتمر الصحافي الذي عقده المطرب وديع الصافي للاعتذار من الفنانة السورية أصالة بعد أن طلب منها عدم عرض المقابلة التلفزيونية التي ظهر فيها في برنامجها «سولو» بعد الالتباس الذي حصل معه على أثرها؛ إذ اتهمه البعض بخيانته للرئيس السوري بشار الأسد كون أصالة أعلنت بوضوح منذ فترة أنها ضد النظام السوري الموجود حاليا في بلادها وأنها تدعم الثورة القائمة ضده.

وخاطب وديع الصافي أهل الإعلام، موضحا أنه مستعد لإهداء نظره للرئيس السوري إذا ما طلب منه ذلك تعبيرا عن حبه الكبير له ومؤكدا أنه لم يكن يعلم أن لأصالة هذا الموقف المضاد للرئيس الأسد، ولذلك وافق على استضافتها له.

والمعروف أن وديع الصافي يكن كل محبة للرئيس الأسد ولوالده الراحل كونهما دعماه في مسيرته الفنية وكانا متابعين له ومهتمين بتأمين مصاريف تطبيبه عندما كان يصاب بوعكات صحية فارتبط معهما بصداقة وثيقة رفض أن يتم التشكيك فيها إذا تم عرض الحلقة التلفزيونية التي رافقه فيها أيضا ابنه جورج الصافي والمطرب معين شريف.

وكانت قد تكررت في الفترة الأخيرة مشاهد الاعتذار والتصريحات التي توجه بها بعض نجوم الفن إلى جمهورهم إثر تعرضهم لمواقف حرجة بسبب إعلانهم عن ميولهم السياسية بصراحة وعلى الملأ التي تحولت وبسرعة إلى مادة دسمة يتناقلها الناس ووسائل الإعلام يوميا وتتناول التداعيات التي أفرزتها هذه التصريحات من قبل نجوم الغناء أو التمثيل. وترفض شريحة لا يستهان بها من الناس تطرق الفنان إلى هذا النوع من المواضيع لأن عليه أن يحمل هوية سياسية محايدة لا تضطره لدخول «زواريب السياسة» لا من بعيد ولا من قريب.

ومن الفنانين الذين وضعتهم آراؤهم السياسية في مواقف مماثلة الممثل المصري عادل أمام، إذ رفضت بلدة ضهور الشوير اللبنانية استقباله لتصوير مشاهد من المسلسل الجديد الذي يحضّره لشهر رمضان المقبل «فرقة ناجي عطا الله»، وذلك ردا على موقفه المناهض للمقاومة اللبنانية في حرب يوليو (تموز) من عام 2006 ضد الجيش الإسرائيلي، الأمر الذي دفع به لتكذيب الخبر، موضحا أن اللبنانيين استقبلوه أفضل استقبال، وأن الخبر غير صحيح، رغم أن رئيس بلدية ضهور الشوير ألياس بو صعب (زوج الفنانة جوليا بطرس) كان قد أدلى لـ«الشرق الأوسط» بحديث أكد فيه رفض أهل البلدة استقبال عادل إمام.

وعمت الفوضى الساحة الفنية وضاعت «الطاسة» بين أهلها عندما التبس الأمر على بعضهم وما عاد يعرف كيفية التعامل مع الوضع السائد حاليا في هذا الخصوص، إذ صار قبيل اختياره شريكه في الغناء ضمن حفلة غنائية أو لتسجيل أغنية ديو، يعد للمائة حتى لا يقع في فخ التصريحات السياسية التي أدلى بها البعض والتي من شأنها أن توقعه في مشاكل تنعكس عليه مباشرة من خلال خسارة لفئة من جمهوره.

فالمطربة إليسا وبعد أن أعلنت بوضوح عن موقفها السياسي الذي يصب في مصلحة تجمع «14 آذار»، وبالتحديد مع الدكتور سمير جعجع، وكذلك دعمها لموقف أصالة ضد النظام السوري مع الثورة القائمة للإطاحة به، دفع ببعض المسؤولين في نقابة الفنانين المحترفين التمني على أهل الفن عدم الدخول في هذه المهاترات لأنها ليست من اختصاصهم، وقالت رئيسة النقابة، سميرة بارودي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «علينا الترفع عن هذه الأمور والاهتمام بأعمالنا الفنية لأنها الوحيدة التي في استطاعتها أن تجمع اللبنانيين تحت سقف واحد».

هذه المواقف مجتمعة وضعت اللبنانيين في حالة من البلبلة والتحليلات السياسية العقيمة متسائلين في ما بينهم: «يعني اليوم مين مع مين ومين ضد مين؟ فإذا كان وديع الصافي ضد أصالة وإليسا معها فهذا يعني أن ملحم بركات ونجوى كرم وعاصي الحلاني معه، وإذا كان أهالي ضهور الشوير ضد عادل أمام فذلك يعني أنهم مع وديع الصافي»، وهكذا أصبح السؤال الشائع بينهم ينطوي على العبارة التالية: «أنت لأي حزب تنتمي؟ حزب إليسا أو وديع الصافي أو إلى حزب النقابة أو حزب نجوى كرم؟».

أما المطرب زين العمر، المعروف عنه صراحته ووضوحه في التعبير عن رأيه أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه يفتخر بلبنانيته وأنه لا ينتمي لأي حزب إلا للجيش اللبناني، مشيرا إلى أن الفنان هو كغيره من الناس له رأيه السياسي ولكنه عليه قبول الآخر، لأن الفنان بصورة عامة يغني لكل الناس لا لفئة ضد غيرها. وأنهى زين العمر بالقول: «الفنانون اللبنانيون لن يتأثروا بهذه الأمور ولن يتاح لأي كان أن يصطاد بالمياه العكرة ليولد الحساسيات في ما بينهم لأن لديهم المناعة الكافية ضدها وأنه لا يجب الخلط بين الفكر السياسي والاحتراف الفني».

وكانت في الفترة الأخيرة قد أسهمت آراء الفنانين اللبنانيين السياسية في الكشف لمحبيهم وبوضوح عن ميول كل منهم، فالمعروف أن ماجدة الرومي مع قوى «14 آذار»، بينما المطربة جوليا وشقيقها زياد بطرس مع القوى المعاكسة، أما عاصي الحلاني فهو مع قوى «8 آذار»، وكذلك الأمر بالنسبة لنجوى كرم وملحم بركات وصباح ومعين شريف، بينما بقي كل من نانسي وهيفاء وهبي ووائل كفوري بمنأى عن هذه التصريحات مما رسم علامات استفهام حول حقيقة ميولهم رغم بعض التصاريح المبطنة لهم التي تشير إليها بوضوح.

أما في البلدان العربية فقد أفرزت التصريحات السياسية التي أدلى بها بعض الفنانين عن دعمهم أو مناهضتهم للثورات الحاصلة في بلدانهم عن نتائج سلبية وأخرى إيجابية تجاههم مما جعل أعمالهم الفنية تتأثر بها مباشرة كما حصل في مصر أو تونس، حيث طالت أسماء هامة من نجوم الفن مثل يسرا وإلهام شاهين وعادل أمام وعمرو دياب ولطيفة وفلّة وغيرهم، حيث وضعت أسماؤهم على «لوائح العار الثورية» أو العكس.