مسرح «البولشوي» يعود إلى سابق مجده بعد انتهاء عمليات الترميم

يعتبر أعرق مسارح الدولة الروسية

TT

في احتفال مهيب، استقبلت الأوساط الفنية المحلية والعالمية، أمس، عودة مسرح البولشوي – أحد أبرز معالم الفن العالمي - إلى صدارة الحياة الفنية بعد غياب طال لما يزيد على الست سنوات استغرقتها أعمال الصيانة والترميم التي تخللتها مشاهد وأحداث مثيرة كثيرة. وعلى الهواء مباشرة وعبر القنوات التلفزيونية العالمية إلى أوروبا والولايات المتحدة وأميركا اللاتينية واليابان جرى نقل أحداث هذا الاحتفال بحضور الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ورئيس حكومته فلاديمير بوتين ومعهما عدد من الضيوف الأجانب من رؤساء الدول وكبريات المؤسسات الغربية ومنهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وبغض النظر عما تخلل السنوات الست من مشاهد مثيرة منها ما اتسم بطابع غير احتفالي، فقد ظهرت نتائج أعمال الترميم والصيانة على النحو المرجو الذي تمثل في إعادة أعرق مسارح الدولة الروسية وأحد المسارح العالمية الأشهر إلى سابق تاريخه من العراقة بما اتسمت به من تغييرات جذرية طالت بعض أروقته وردهاته وزادت من مساحتها حتى 80 ألف متر مربع، أي إلى ما يقرب من ضعف المساحة الأصلية. وقد كشفت أعمال الترميم التي شارك فيها زهاء ثلاثة آلاف من أبرز الخبراء بمن فيهم أندر الحرفيين عن تمسك موسكو بالكثير من تراث الماضي، ليس فقط في إطار الحرص على احترام التراث وتأصيله، بل وأيضا على طمس بعض معالم التاريخ القديم الذي لم يكن كله أسودَ؛ حيث خلت واجهة المسرح بعد التجديد من بعض رموزها ومنها شعار الاتحاد السوفياتي السابق الذي حل مكانه النسر ذو الرأسين شعار الدولة الروسية الذي أقرته في مطلع تسعينات القرن الماضي.

كان مسرح «البولشوي» وتعني بالروسية «الكبير» تمييزا له عن مسرح «مالي» أي «الصغير» القائم على يمين البولشوي قد شهد الكثير من مراحل تاريخ الدولة منذ إنشائه في عام 1776، ومنها تنصيب ثلاثة من قياصرة الإمبراطورية الروسية إلى جانب إعلان فلاديمير لينين، زعيم ثورة أكتوبر (تشرين الأول) الاشتراكية في عام 1917، عن قيام اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية عام 1924. ومن اللافت في صدد أعمال الترميم وإعادة المسرح إلى سابق روعته ورونقه ما شاب هذه العملية من مشكلات تمثلت في تبديد الكثير من الميزانية المقررة التي تجاوزت 700 مليون دولار، أي بما يزيد على 15 ضعف الرقم الذي كانت قد رصدته الأجهزة المعنية، وما كان في صدارة أسباب تعثر مسيرة الترميم لما يقرب من الثلاث سنوات؛ حيث كان من المقرر الانتهاء منها في عام 2008.

ونقلت تفاصيل حفل الافتتاح على موقع «يوتيوب» مباشرة، الأمر الذي سمح بمشاهدتها في 36 بلدا. كانت إدارة المسرح قد أعلنت، في وقت سابق، أن الاحتفال الذي شارك فيه الرئيس ديمتري ميدفيديف إلى جانب مدعويه من الشخصيات المهمة سوف تنقله قناة التلفزة الروسية وقناة «أرتيه» الفرنسية - الألمانية، بالإضافة إلى 100 صالة سينما حول العالم.