ثلاثة قتلى في عاصفة ثلجية مبكرة تضرب شرق الولايات المتحدة

انقطاع الكهرباء عن مليوني شخص

صبي يتسلق كمية من الثلوج في مرآب للسيارات في استاد ميلايف في بلدة إيست روثرفورد بولاية نيوجيرسي الذي شهد مباراة في كرة القدم الأميركية (رويترز)
TT

أسفرت عاصفة ثلوج وأمطار متجمدة، أول من أمس (السبت)، عن مقتل ثلاثة أشخاص وتعطيل حركة المواصلات بمحاذاة الساحل الشرقي للولايات المتحدة، فضلا عن انقطاع الكهرباء عن مليوني شخص، وفق مصادر متطابقة.

فقد توفي شخص في حادث سير في ولاية كونيتيكت بسبب تجمد الطرق، بينما صعق آخر بعد سقوط عامود كهربائي على الأرض في ولاية ماساتشوستس، وقتل ثالث في ولاية بنسلفانيا مع سقوط شجرة أثقلتها الثلوج، حسبما أشارت إليه وسائل إعلام محلية.

وحذرت الأرصاد الجوية من أن العاصفة التي جاءت مبكرة عن موسمها بشكل واضح، يمكن أن تؤدي لسقوط ثلوج يصل ارتفاعها إلى قدم (نحو ثلاثين سنتيمترا) في بعض المناطق.

والجدير بالذكر أن نيويورك تواجه أولى العواصف الثلجية في الموسم الجديد في حدث تاريخي، بما أن المدينة لم تشهد تساقطا للثلوج في أكتوبر (تشرين الأول) منذ 135 عاما.

وأسفرت العاصفة الثلجية النادرة عن فوضى في حركة المواصلات الجوية والبرية؛ سواء على الطرق أو السكك الحديدية، وعطلت حركة السيارات بين واشنطن وبوسطن، بينما حذرت هيئة الأرصاد الوطنية من «خطورة محدقة» من السفر ليلا.

وقالت قناة «إم إس إن بي سي» التلفزيونية إن الكهرباء انقطعت عن مئات الآلاف في منطقة من الأراضي امتدت من وسط الساحل الشرقي وحتى نيو إنغلاند شمالا.

وأعلن كريس كريستي، حاكم ولاية نيوجيرسي، حالة طوارئ في الولاية، حيث قال على موقع «تويتر» إن قرابة نصف مليون شخص انقطعت عنهم الكهرباء في نيوجيرسي وحدها، محذرا السكان بضرورة البقاء بعيدا عن الطرق.

وذكرت شبكة «سي بي إس» التلفزيونية الأميركية أن الكهرباء انقطعت عن أكثر من نصف مليون منزل، معظمها في ولاية بنسلفانيا.

وفي مدينة فيلادلفيا وحدها، انقطعت الكهرباء عن 160 ألف منزل، فيما ترددت تقارير حول انقطاعات للتيار الكهربائي في مدن كونكتيكت ونيويورك وميريلاند.كما صدرت تحذيرات من عاصفة شتوية في 12 ولاية. وفي الوقت ذاته، تأخرت حركة الطيران نحو ست ساعات من مطار نيوآرك الدولي وإليه، حسبما قالت إدارة الطيران المدني، بينما تعطلت الرحلات الجوية بشكل مماثل في مطار كيندي بنيويورك، كما تعطلت الرحلات الجوية بشكل أقل في مطار فيلادلفيا.

وتعطل تسيير قطارات هيئة امتراك بين فيلادلفيا وهاريسبورغ حتى إشعار آخر، بسبب مشكلات في الإشارات نتيجة للعاصفة. وأصدرت هيئة الأرصاد تحذيرات من العاصفة الشتوية المبكرة شملت أجزاء واسعة من الشمال الشرقي، حيث تكهنت بسقوط ثلوج كثيفة وانخفاض درجات الحرارة إلى التجمد، ورياح قوية قد تبلغ سرعتها 100 كيلومتر في الساعة.

وأوضحت وكالة الصحافة الفرنسية أنه من المتوقع أن تستقر ثلوج على الأرض بارتفاع قد يصل إلى 30 سنتيمترا في أجزاء من ولايتي كونيتيكت ونيوجيرسي. وفي مانهاتن بمدينة نيويورك حيث كانت أول مرة يهطل فيها الثلج منذ عقود في أكتوبر، توقعت الأرصاد احتمال سقوط ثلوج بارتفاع عشر بوصات على الأرض. وقالت الأرصاد إن بعض البلدات شهدت ثلوجا بارتفاع عشر بوصات على الأرض، بحلول الثامنة مساء، بتوقيت غرينتش في ميريلاند وويست فيرجينيا.

كما شهدت المناطق الشمالية الشرقية رياحا باردة بشكل غير معتاد في هذا الوقت من العام، في نفس الوقت الذي ترتفع فيه رطوبة مدارية باتجاه الشمال بمحاذاة الساحل الشرقي، مما «يعزز نطاق الأمطار والثلوج الكثيفة».

وتجدر الإشارة إلى أن أغلب تلك المنطقة تعرضت لإعصار أيرين في شهر أغسطس (آب) الماضي، مما أدى لانقطاع الكهرباء عن الملايين، مع ما صحبه من أمطار ورياح عاتية، مدمرا منازل ومتسببا في فيضانات قياسية، ومسفرا عن مقتل أكثر من أربعين شخصا.

وأشارت شبكة «ذا ويذر تشانل» الأميركية المعنية بتوقعات الأرصاد الجوية إلى أن مدن مثل مدينة ألينتاون بولاية بنسلفانيا ومدينة ورسستر بولاية ماساتشوستس تسجل تساقطا للثلج بارتفاع أكثر من 30 سنتيمترا.

يذكر أن المنطقة المتضررة تستقطب السائحين من شتى بقاع الأرض لمشاهدة المنظر البديع لتساقط أوراق الشجر في الخريف والاستمتاع بما يعرف باسم «الصيف الهندي»، وهي الفترة التي تظل فيها الأجواء دافئة حتى بداية شهر نوفمبر (تشرين الثاني).

وفي نيويورك، تظاهر ناشطو حركة «احتلوا وول ستريت» أمام وزارة الخزانة الأميركية، ثم أمام البيت الأبيض في واشنطن تحت الأمطار ثم الثلوج التي هطلت أيضا قبل الأوان على مخيمهم الواقع على بعد خطوتين عن بورصة نيويورك.

وفي روما أعلنت إيطاليا حالة الطوارئ منذ يوم الجمعة في المناطق التي شهدت أمطارا غزيرة هذا الأسبوع، أدت إلى قتل سبعة أشخاص على الأقل.

واجتاحت عواصف أجزاء من منطقتي ليجوريا وتوسكانيا الواقعتين في شمال غربي إيطاليا، في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، أدت إلى انهيار عدة جسور ومنازل.

وأدت فيضانات وانهيارات طينية واسعة النطاق في قرى في منطقة سينك تيري السياحية إلى قطع الكهرباء وإغلاق طرق وسكك حديدية. وأكدت السلطات في ليجوريا مقتل شخص سابع يوم الجمعة.

وناضلت فرق الإنقاذ من أجل الوصول إلى بعض المناطق التي تأثرت بالفيضانات، وتم إجلاء أشخاص عن طريق البحر في بعض البلدات في تلك المنطقة السياحية الشعبية. وتم استدعاء الجيش للمساعدة في جهود الإنقاذ.

وخصصت الحكومة 91 مليون دولار للمنطقة بعد إعلان حالة الطوارئ خلال اجتماع لمجلس الوزراء الإيطالي.