بساطة أزياء موسكو تعكس الضائقة المالية وليس التوجهات في التصميم

المصممون يشتكون من نقص في دعم الدولة ورواج الملابس القادمة من الأسواق الغربية

TT

البساطة في الأزياء تعكس عادة توجهات محددة في هذه الصناعة، ويفتخر المصممون عندما يصف النقاد تصميماتهم بأنها تتسم بهذا الشكل. لكن العاملين في هذا الحقل في روسيا يرون أن أزياء الموسم المقبل لربيع وصيف 2012 جاءت في هذا الشكل بسبب الضائقة المالية والنقص في الدعم المالي الذي يعانيه المصممون. ويقول بعضهم إن الخامات الجيدة أصبحت غير متوافرة لهم حتى يتمكنوا من منافسة زملائهم في عواصم الأزياء، الذين عرضوا تصميماتهم خلال شهر سبتمبر (أيلول) في نيويورك ولندن وميلان وباريس. أزياء روسيا لربيع وخريف 2012، التي أقيمت هذا الأسبوع تحت اسم «فولفو»، جذبت إليها النخبة من العاملين في هذه الصناعة. ويقول هؤلاء إنهم يفتقدون دعما حقيقيا من قبل مؤسسات الدولة حتى يتمكنوا من خوض تجربة غنية تمكنهم من المنافسة الحقيقية على الصعيد الدولي واللحاق بأسابيع الأزياء الأخرى، ويضيفون في تصريحات لوكالة «رويترز» من تقريرها من موسكو، أنهم يواجهون إضافة إلى الوضع المالي العالمي، وهذا ما اشتكى منه معظم المصممين في العالم الغربي، صعوبات أخرى تتمثل في الأزياء والتصميمات والملابس القادمة من السوق الأوروبية الغربية التي تجد رواجا في السوق المحلية. سلافا زيتسيف، (73 عاما)، الذي يعتبر كابتن الخياطة الراقية في روسيا، وعادة تختاره زوجات قادة الكرملين لتصمم ملابسهن، قدم تشكيلة تنتمي إلى فترة الثمانينات من القرن الماضي. وقال في تصريحات لوكالة «رويترز»: «إلى أين تتجه أزياء روسيا للموسم القادم؟ إنها أصبحت أقرب إلى عامة الشعب. لقد استخدمت الكتان في تصميمات بسيطة»، مضيفا أنه يفتقد الخامات الثمينة مثل الحرير والصوف، لأن «روسيا بلد الكتان»، ليقدم تصميمات للنخبة، «الخامات مشكلة كبيرة عندنا».

وقال زيتسيف إنه خاب أمل الكثير من العاملين في هذه المهنة بسبب سيطرة الأزياء القادمة من السوق الغربية، ولهذا فقد أغلق الكثير من العاملين في السوق محلاتهم.

أليكساندر شاموف، المسؤول عن أسبوع الأزياء، قال إنه حاول تقديم مواهب شابة جديدة هذا العام، وتمكن من مشاركة 50 مصمما، لكن على الدولة أن تضاعف من جهودها وتقدم الدعم اللازم. «الحكومة تفضل أن تحصل على الضرائب المدفوعة على الاستيراد بدلا من تشجيع الإنتاج المحلي»، قالت تتيانا ميخالكوفا، رئيسة مؤسسة «صندوق سيلويت» التي تقدم الدعم للشباب من المصممين. وتعتقد ميخالكوفا أن صناعة الأزياء الروسية بدأت «بخطواتها الطفولية الأولى» من أجل أن تطور أسلوبها الخاص.

ويعتقد زيتسيف أن دور الأزياء الغربية أطفأت عطشها من خلال المتاجر الكثيرة التي افتتحتها في روسيا خلال السنين الماضية، والآن «لن ينفقوا أموالا أكثر، ولهذا حان الوقت لأن يتقدم الروس، وأن يضعوا أقدامهم على الأرض، ويثبتوا أنفسهم في هذا المجال، وألا يركزوا فقط على الفنون».

الممثلة أولغا كابو التي تمتلك عدة فساتين من تصميم زيتسيف، قالت هي الأخرى «إن الأزياء الروسية تحتاج إلى من يروجها». «أسبوع أزياء روسيا لا يتمتع بشهرة ومستوى أسابيع باريس وبرلين، مثلها مثل الأفلام الروسية فهي لا تساوي أفلام الأوسكار، لأننا ما زلنا في مرحلة التطور». قالت كابو، التي تحرص على حضور أسابيع الأزياء المحلية والعالمية، «نتمتع بنفس المواهب، لكننا لا نعرف كيف نتكلم عنها».