لوحات لكبار الفنانين العراقيين في مزاد تنظمه «كريستيز» في باريس

المجموعة من مقتنيات صالة «أثر» للعرض الفني في بغداد

TT

لم يعد المرء يتساءل، على العادة القديمة: كيف خرجت هذه الأعمال من العراق؟ ولماذا تتبدد في أرجاء العالم بدلا من أن تجد مكانها على جدران ما كان يسمى المتحف الوطني للفن الحديث في بغداد؟ ذلك أن ما كان قد مضى وانقضى، والقوم هناك مشغولون، اليوم، بما هو بعيد عن الفن، ثم إن البلد فقد نخبة فنانيه، موتا وهجرة، وما عادت هناك حدود تستوقف اللوحة. أليس الأسلم لها أن تستقر في كنف متحف عربي يعتني بها أو هاوٍ يحبها ويحنو عليها بدلا من أن تحترق في انفجار عشوائي أو تتمزق بسكين عامدة؟

وصلت هذه اللوحات إلى باريس منذ سنوات. وعرض عدد منها في صالة قرب «مونبارناس»، وها هي تصل إلى مزاد كبير تنظمه مؤسسة «كريستيز» في العاصمة الفرنسية، الجمعة، بعنوان «رؤية من الشرق.. من الاستشراقية إلى الفن المعاصر». ويحتفي دليل المزاد بالأعمال العراقية التي يدخل بعضها المزادات العالمية للمرة الأولى، مشيرا إلى أنها من مقتنيات صالة «أثر» للعرض الفني في بغداد، التي أسسها محمد زناد عام 1996 ونجح في أن يجمع لوحات ومنحوتات لأغلب الفنانين الجدد، إضافة إلى تلك التي حصل عليها للفنانين من أجيال سابقة. وسبق لزناد أن نظم معارض للفن العراقي في الشارقة والدوحة وباريس وتونس.

من الأعمال العراقية التي عُرضت للجمهور، قبل يومين من المزاد، لوحتان للفنان الرائد عبد القادر الرسام (1882 - 1952)، واحدة بعنوان «نزهة على شاطئ دجلة» قدرت بمبلغ يتراوح بين 25 و29 ألف دولار، وفائق حسن (1914 - 1992) الذي قدرت لوحة له تمثل حياة القرية بمبلغ يتراوح بين 5400 و8000 دولار، وإسماعيل الشيخلي (1924 - 2004) الذي يضم له المزاد لوحة لامرأة تحمل باقة ورد قُدرت بمبلغ يتراوح بين 34 و40 ألف دولار، وكاظم حيدر (1932 - 1985) مع لوحتين لمنظر عراقي، وثانية لرجل جالس على الأرض بعنوان «روى لنا كيف حدث ذلك» تراوحت تقديراتها بين 21 و27 ألف دولار، وشاكر حسن آل سعيد (1925 - 2004) الذي تعرض له لوحة «صعود» بمبلغ يصل تقديره إلى 27 ألف دولار، وإسماعيل فتاح (1934 - 2004) الذي تباع له لوحة تمثل وجها من الوجوه التي اشتهر برسمها في السنوات الأخيرة من حياته بمبلغ يتراوح بين 25 و29 ألف دولار.

يلقى المزاد اهتمام الهواة والجامعين والمتاحف العالمية؛ لأنه يلفت النظر بما يحتويه من أعمال رسم وتصوير وخط لمجموعة من أبرز الفنانين العرب والأتراك والإيرانيين، ناهيك عن الرسامين الأوروبيين المستشرقين. فهناك أعمال لراحلين كبار لبنانيين أمثال شفيق عبود وصليبا الدويهي وبول غيراغوسيان، ولوحة للفلسطينية جمانة الحسيني، وغيرها للمصريين حامد عبد الله وعمر النجي، وللسوريين فاتح المدرس ويوسف عبدلكي، وللمغربي فريد بلكاهية، وللجزائري محجوب بن بلة.

ومن الفنانين الإيرانيين هناك لوحات تمثل تشكيلات من الخط العربي لمحمد إحسائي، بينها اللوحة التي استخدمت لملصق المزاد وأخرى بعنوان «عشق» ذات لون أحمر قانٍ قدر لها ثمن يمكن أن يصل إلى أكثر من 100 ألف دولار. كما تباع في المزاد لوحات لكل من قمبيز صبري وبيغان صيفوري وقورش شيشغاران وصادق تبريزي وشارل حسين زندرودي. أما من الفنانين الأتراك فهناك أعمال لعلي تابيك وسركان تيسان ومبين أورهان ويوسف سفينكلي.