على هامش الاحتفاليات بالذكري الـ150 لتوحيد إيطاليا، وبحضور دبلوماسي رفيع، وبحضور سيدات المجتمع السعودي، ونخبة من المثقفين العرب والأجانب، أسدل الستار على الحفل الموسيقي، الذي أقامه المركز الإيطالي الثقافي بجدة، بمناسبة أسبوع الأنشطة الثقافية الإيطالية في العالم.
استهل المركز اليوم الأول بحفلة أوبرالية عريقة أحياها مجموعة من الفنانين الإيطاليين ذوي شهرة عالمية، الذين قاموا بعزف مقطوعات موسيقية كلاسيكية شهيرة بقيادة عازفة البيانو العالمية فرانسواز دي كلوسي الحائزة على العديد من الجوائز الدولية، بجوار الفنان ماورو ماور الذي يعد أحد أشهر عازفي البوق في العالم.
كما شارك في الحفل الغنائي نخبة من الفنانين الإيطاليين الذين كانت هذه هي أول زيارة لهم للسعودية، بمقطوعات مميزة، مثل الفنانة السوبرانو ساره أوغستينلي، والتينور ادرينو جينتلي.. وعلى مدى خمس ساعات متواصلة، أدو مجموعة من المقطوعات الموسيقية العالمية الشهيرة.
وفي اليوم التالي عرض فيلمان يرويان التاريخ الإيطالي السياسي، وذلك وفقا لأحد العاملين بالقنصلية الإيطالية الذي أكد أثناء حديثه مع «الشرق الأوسط» أنه تم اختيار الفيلمين لقدرتهما على تصوير ومحاكاة الأحداث، والاضطرابات السياسية، وتمثيل الطفرة الجديدة في الحقبة الزمنية ما بين (1815 - 1861)، إلى جانب قدرتهما على تقديم أبرز الشخصيات المؤثرة التي حاربت من أجل توحيد شبة الجزيرة الإيطالية.
الفيلم الأول «Allonsanfàn» وهو من إخراج بولو فيترو تيفاني، وتدور أحداثه في أوائل القرن الـ19 الميلادي، وهي قصة الراهب في فترة إعادة إعمار إيطاليا، الذي خان قادته من الثوار، تاركا خلفه كل شيء ليلحق بحلم الحياة المريحة.
أم الفيلم الثاني «Viva l›ltalia» فكان من إخراج روبرتو روسيليني، الذي تناول شخصية جيوسبي غربلادي، الثائر الإيطالي، الذي قاد الحملة العسكرية لتوحيد إيطاليا، وكان الفيلم بمثابة شكر لهذه الشخصية التي كان لها الأثر الحقيقي في تاريخ نضال إيطاليا من أجل الحصول على الوحدة.
وبحسب أحد المسؤولين العاملين بالمركز الثقافي الإيطالي بجدة، الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط»، فإن هذه الأنشطة الثقافية تعتبر إثراء ثقافيا ودليلا على بناء أواصر التعاون الثقافي بين السعودية وإيطاليا.
اختتم الأسبوع بعرض صور من التراث الثقافي الإيطالي، وصور عن مواقع منظمة اليونيسكو في إيطاليا التي جسدت التراث الإيطالي العريق.
يذكر أن إيطاليا تشتهر بأنها مهد الأوبرا، حيث تأسست في أوائل القرن السابع عشر في المدن الإيطالية مثل البندقية، ومانتوفا، ومن أشهر ملحني المقطوعات الإيطالية روسيني، وبليني، ودنيزيتي، كما يقدر عدد المتحدثين باللغة الإيطالية بنحو 55 مليون نسمة في إيطاليا، و6.7 مليون خارج البلاد، كما يتحدث بها ما بين 120 و150 مليون شخص بصفتها لغة ثانية أو لغة ثقافية، ويزور إيطاليا 43.7 مليون سائح من مختلف أنحاء العالم.