فنان عراقي يفوز بجائزة المعرض السنوي لجمعية رسامي الخيول البريطانية

سخر فنه لتصوير الحصان واشتهر عربيا

من أعمال الفنان عماد الطائي
TT

الرسام العراقي عماد الطائي من الفنانين القلائل الذين طوعوا وسخروا فنهم لا لتصوير الحسان وإنما لتصوير الحصان. درس فن الرسم في أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد ثم اختير لتفوقه الأدائي وتميزه بقدرة كبيرة في الرسم الواقعي فعينوه أستاذا لتدريس هذه المادة لطالبات معهد الفنون الجميلة. ورغم أن الحركة القومية وفوز البعثيين بالحكم في العراق قد شجعت بعض الفنانين ومنهم أستاذهم الكبير فايق حسن، لرسم الخيول العربية والمواضيع الفروسية، فإن جمهور الفنانين بقوا محصورين في أساليب ومواضيع الفن المعاصر والمنهج التجريدي. هكذا بقي هذا الفنان الشاب حتى اضطر أمام ضغوط الحياة في العراق إلى اللحاق بوفود المثقفين والفنانين العراقيين الذين تركوا بلدهم.

كان لهذه الخطوة تأثيرها الكبير على الطائي. لم يختر الهجرة لأوروبا بل قصد بلدا عربيا آخر هو الأردن. وهناك لاحظ الاهتمام الكبير بالخيل والفروسية، على عكس العراق. قاده ذلك إلى الالتقاء بالأميرة عالية بنت الحسين والأميرة زين بنت الحسين. وعرف عنهما اهتمامهما بالخيول العربية وكانت لهما مجموعة كبيرة من الخيول الممتازة. أثار لقاؤه بهما انتقاله لرسم هذا الحيوان. وعندما لاحظت الأميرة زين قدرته الأكاديمية الخارقة في تصوير أي شيء شجعته على رسم الخيول. وبعد أن برع في ذلك وأصبحت زيتياته رائجة بين الأوساط الأردنية والعربية عموما، شجعته الأميرة زين على الذهاب لبريطانيا لصقل هذه الموهبة. فللرسامين الإنجليز، وعلى رأسهم السير مننغز، اهتمام كبير برسم الخيل.

لاحظوا فيه هذه الموهبة فعمدوا بدورهم إلى تشجيعها وشراء لوحاته وعرضها في شتى المعارض والمناسبات. وكان منها المعرض السنوي لجمعية رسامي الخيول البريطانية الذي أقيم في غاليري سالي متشل. تضمن المعرض المسابقة السنوية لأفضل لوحة زيتية للخيل. وإذا بهذا الفنان الشاب الوافد من العراق يفوز هذا العام بالجائزة الأولى.