وفاة جمعة الشوان.. قاهر الموساد الإسرائيلي

حصل لمصر على أخطر جهاز تجسس في العالم ساعدها في نصر أكتوبر

عادل إمام قام بتمثيل دور أحمد الهوان في مسلسل «دموع في عيون وقحة»
TT

شيعت أمس جنازة أحمد الهوان، أخطر جاسوس مصري عمل لجهاز المخابرات العامة المصرية، والمعروف لدى وسائل الإعلام باسم «جمعة الشوان»، بعد أن وافته المنية أول من أمس، الثلاثاء، بـ«مستشفى وادي النيل» بالقاهرة، عن عمر يناهز 74 عاما، وبعد صراع مع أمراض الشيخوخة.

شيعت الجنازة بعد الصلاة على جثمانه ظهر أمس من مسجد «الوفاء» بمنطقة حدائق القبة بالقاهرة، بحضور أهل الفقيد وعدد من قيادات المخابرات العامة المصرية، تقدمهم اللواء مراد موافق وزير المخابرات العامة.

وخرج المشيعون بالجثمان ملفوفا بعلم مصر متوجهين إلى مدينة السويس مسقط رأس الشوان، حيث استقبل المئات من أهالي ورجال المقاومة الشعبية جثمان الفقيد المعروف بـ«قاهر الموساد»، الذي نجح في خداع إسرائيل على مدار 11 عاما كاملة، ولعب دورا حاسما في حرب أكتوبر 1973.

وقال وليد أحمد الهوان إنه تم دفن والده في مسقط رأسه بمحافظة السويس، مشيرا إلى أنه قبل وفاته كانت حالته الصحية استقرت إلى حد ما، وأنه كان يتلقى العلاج في مستشفى المخابرات المصرية، بعد أن قرر المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة علاجه على نفقة القوات المسلحة منذ عدة أشهر.

وأكد نجل الشوان لـ«الشرق الأوسط» أن والده أقيمت له جنازة عسكرية كبيرة في محافظة السويس، شارك فيها 13 ضابطا من الشؤون المعنوية.

وأضاف نجل أخطر جاسوس مصري أنه سيقام عزاء له في القاهرة يوم الجمعة المقبل في مسجد «آل رشدان» التابع للقوات المسلحة بمنطقة مدينة نصر.

ويعتبر جمعة الشوان خلال رحلته مع التجسس، التي استمرت 11 عاما، صاحب أكبر عملية اختراق للموساد الإسرائيلي، حيث تمكن من تسليم مصر أخطر أجهزة التجسس في العالم وقتها، وهو جهاز يرسل الرسائل خلال 6 ثوانٍ، وهذا الجهاز ساعد القوات المصرية خلال حربها على إسرائيل عام 1973.

وشهدت شوارع محافظة السويس جنازة عسكرية تكريما لبطلها وابنها أحمد الهوان، بينما أقام اللواء عبد المنعم هاشم محافظ السويس سرادق عزاء ضخما بميدان الكثارة بجوار مسجد «الغريب» لتلقي العزاء، وقال المحافظ إن الشوان كان بطلا وهذا أقل بكثير مما يستحق. وأضاف أن المحافظة تدرس الآن تكريم اسم الشوان بأكثر من طريقة، وأن هناك عدة احتفاليات ستقام لتكريمه.

شارك في تشييع الجثمان إلى مثواه الأخيرة بمقابر الأسرة عدد من قيادات الجيش الثاني والثالث الميداني وأعضاء «منظمة سيناء العربية» التي كان ينتمي إليها الشوان.

وُلد الشوان في يوليو 1937 بمدينة السويس، ونشأ وتربى بها. وعقب نكسة 1967 اضطر الهوان إلى الهجرة منها إلى القاهرة هو وعائلته، أمه وأخوه وزوجته والتي فقدت نظرها نتيجة للقصف الإسرائيلي وتدمير قارب صغير كان يملكه. بعدها سافر إلى اليونان، وهناك تم تجنيده من قبل المخابرات المصرية لاختراق عالم الموساد الإسرائيلي.

كانت آخر زيارة للشوان للسويس مسقط رأسه يوم الثلاثاء قبل الماضي لحضور ندوة أقيمت ضمن احتفالات المحافظة بالعيد القومي بمحافظة السويس، وكانت الندوة بمثابة أول تكريم رسمي له من الدولة داخل محافظته التي لم يكن يدعى لحضور احتفالها بعيدها القومي طوال سنوات النظام السابق.

وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط» منذ نحو شهرين أكد الشوان شائعة زواجه من الفنانة سعاد حسني، حيث قال: «لقد تزوجت سعاد حسني على سنة الله ورسوله، وكانت في قمة مجدها الفني، وذلك في عام 1969، واستمر الزواج ثمانية أشهر كاملة، ولكن العقد كان عرفيا وشهد عليه شخصان مقربان، ولكنهما لم يكونا من المشاهير».

الشوان بدأ رحلته مع عالم المخابرات في الستينات في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ونجح وقتها في الحصول على جهازي إرسال متطورين بعد أن خدع إسرائيل طوال 11 عاما لتنتهي تجربته المخابراتية بالحصول على جهاز إرسال متقدم، وبعد حصوله عليه أرسلت المخابرات المصرية من خلاله رسالة لجهاز الموساد الإسرائيلي تقول: «شكرا لحسن تعاونكم معنا طوال الـ11 عاما من خلال رجلنا جمعة الشوان».

وبحسب تصريحات الشوان لوسائل الإعلام فإن النظام السابق تجاهله تماما، وكان يرفض توجيه الإنفاق على علاجه.

وكان الفنان عادل إمام جسد قصة حياة أحمد الهوان مع إسرائيل والمخاطر التي تعرض لها من قبل جهاز الموساد الإسرائيلي في مسلسل تلفزيوني شهير عرف باسم «دموع في عيون وقحة».