نبيل القيسي ولؤي بورويس يفتتحان صالة «باب ـ ل» في باريس

عراقي وليبي يدعوان الفرنسيين إلى وليمة من حديد

نبيل القيسي
TT

كانا في أول الصبا عندما التقيا طالبين على مقاعد المدرسة العراقية في باريس. وقد جمعت بينهما صداقة لم تتبدد على الرغم من مرور السنوات، قوامها حب الفن والرغبة في دراسة الهندسة المعمارية والداخلية. الأول هو الليبي لؤي بورويس والثاني هو العراقي نبيل القيسي. وبعد انتهاء الدراسة، عاد كل منهما إلى مسقط رأسه، لكن الاضطرابات في تلك البلاد المنكوبة عادت بهما، شبه سالمين، إلى قواعدهما في العاصمة الفرنسية، فاستؤنفت الصداقة واجتمعت الحرفة اليدوية مع الهندسة وتطورت إلى شراكة فنية جميلة.

لؤي ونبيل، افتتحا صالة للعرض الفني في باريس، يقدمان فيها أعمالهما المصنوعة من الحديد المشغول والمبروم، الذي تحول، على أيديهما، إلى أبواب وشبابك ومناضد ومصابيح وإطارات لمرايا وأوان مختلفة الأشكال والأحجام. وقد وجها الدعوة إلى أصدقائهما لحضور حفل افتتاح الصالة التي حملت اسم «باب - ل»، في تركيب من مفردة الباب ومن المدينة العراقية التي ولدت فيها حضارة ألقت بإشعاعها على الإنسانية كلها. لذلك، يندر ألا يتوقف المارة أمام واجهة الصالة الجذابة ويمدون رؤوسهم لمعرفة كنه هذا المكان المختلف عن المألوف.

يسعى الشريكان إلى جمع المهارات التي حصلها كل منهما، على حدة، وتقديم أعمال تراهن على جمالية الشكل وانسجامها مع الفضاء الذي يستقبلها. ويروق لنبيل ولؤي أن يقولا: «إذا كان ما هو مفيد ليس جميلا بالضرورة، فإن ما هو جميل لا بد أن يكون ذا فائدة». فنبيل القيسي، كمهندس، يدرك أن الناس، في عصرنا هذا، ما عادوا يشيدون بيوتهم ثم ينزلون إلى الأسواق بحثا عن أثاث يناسبها. ذلك أن من مهمات المهندس أن يرسم، مسبقا، الفضاء المناسب لاستقبال قطعة أثاث معينة سلفا، سواء أكانت عمودا للإنارة أو طاولة للسفرة، أو بابا خارجيا، أو أدراجا دائرية، أو أسيجة، أو كراسي للحديقة. أما لؤي بورويس، فهو يعرف، بحس فنان الحديد، كيف يقدم أشكالا مبتكرة تجمع ما بين المظهر الأنيق واللمسة الأصيلة، بالتفاهم مع زميله وشريكه الذي يهيئ الموقع الأفضل لوضع هذه القطعة أو تلك.

يشتغل الاثنان بالتفاهم مع الزبون. فهو الذي سيعيش وسط هذه المشغولات ويتعامل معها ويراها تشاركه بيته، ليل نهار. إن الحديد الصلب يتخذ، بفضل مهارة الحداد، استدارات ناعمة وتشابكات ذات إيحاءات شتى، تتلون مع تبدل الإنارة خلال اليوم، أو مع التنويع المدروس في مصادر الضوء الصناعي الذي يلقي بظلاله على جدران المكان وسقفه وأرضيته. إن من يزور صالة «باب - ل» ويتجول في طابقها العلوي ثم يهبط إلى سردابها الذي تتوزع فيه مصابيح مخفية، يشعر وكأنه دخل عالما سريا يقوم على لعبة الظل والضوء، مع ما في ألوان الحديد المضفور من جمال وحميمية تشيع الإحساس بالأمان وبالراحة.

لمزيد من المعلومات عن الفنانين يمكن مراجعة موقعهما:

www.babelcoception.com