«عجائب الصحراء» في عرض أزياء بالرباط

تركيز على «الملحفة» الصحراوية.. أهم أزياء مناطق جنوب المغرب

القفطان المغربي («الشرق الأوسط»)
TT

قدمت «دار الخلطي» للأزياء، المتخصصة بتصاميم الألبسة المغربية، عرضا لافتا في الرباط، خلال أمسية حملت عنوان «عجائب الصحراء». وقالت المصممة المغربية الحسنية الفيلالي إن التظاهرة كانت فرصة للتعرف على عالم الموضة والأزياء، من خلال إبراز جمالية وأناقة «الملحفة» الصحراوية (الثوب) والجلابة المغربية، وكذا فساتين الزفاف والسهرة والإكسسوارات. وأشارت إلى أن ما يميز العرض الذي نظمته دار الأزياء «الخلطي» بشراكة مع غرفة الصناعة التقليدية المغربية والقناة التلفزية الأمازيغية - هو إبراز جانب من ثقافة المغرب من خلال سحر الصحراء، والتركيز على التمازج بين الموروث الثقافي الصحراوي والموروث الثقافي لمختلف مناطق المغرب، وذلك من خلال تنوع ألوان الأزياء المصممة، لا سيما الملحفة الصحراوية والقفطان والجلابة المغربية.

اختارت المصممة الحسنية الفيلالي الشاهد ألوان الصحراء وغروب الشمس لتشكيلتها، تعبيرا عن «حبها للصحراء المغربية» كما قالت، وكذا لتزامن هذا العرض مع اقتراب الاحتفال بذكرى المسيرة الخضراء، وترى الفيلالي الشاهد أن تشكيلة «عجائب الصحراء» تضم اللباس التقليدي الصحراوي المعروف بـ«الملحفة»، الذي حاولت أن تدخل عليه بعض لمسات القفطان و«التكشيطة المغربية» من خلال الطرز والترصيع. وتميز عرض الأزياء، الذي قدم ما يقرب من 30 قطعة جميعها من تصميم الفيلالي الشاهد، بتنوع ألوانه المستقاة من ألوان الصحراء، بما فيها لون الرمال والنخيل وغروب الشمس وزرقة السماء، مناظر طبيعية صحراوية تجسدت في صورة ثوب وخيوط، والإكسسوارات تزين الزي المغربي، سواء كان جلابية وقفطانا وملحفة صحراوية، وكذا فساتين السهرات وفستان العروس، وهي «تشكيلات موضة» تنبعث من جغرافية الألوان المغربية الدافئة. وتحدثت الفيلالي الشاهد، عن تميز اللباس الصحراوي، مشيرة إلى أن المرأة الصحراوية ربما الوحيدة في العالم التي تلبس اللونين الأسود والأبيض خلال حفل زفافها، وقالت إن تجربتها تندرج في إطار المزج بين اللباس المغربي الأصيل في شمال وجنوب البلاد، وهي ترى أن اللباس المغربي يناسب جميع السيدات، ولا يلبس بالضرورة من قبل صاحبات القوام الممشوق.

وتعتبر «الملحفة» التي اعتمدتها الفيلالي الشاهد كعنصر أساسي في عرضها واتخذت منها موضوعا لتصاميمها، عبارة عن ثوب طوله أربعة أمتار وعرضه لا يتجاوز المتر الواحد والستين سنتيمترا، تلبسه المرأة الصحراوية، وهو أهم زي تقليدي في المناطق الجنوبية للمغرب، في حين أن الجلابة أو القفطان لباس مغربي تقليدي تلبسه النساء في المناسبات وغير المناسبات، وهو زي يلبس في جل المناطق المغربية، ما عدا النساء الصحراويات المتفردات بارتداء «الملحفة». وأكدت الفيلالي الشاهد أنه سيتم تنظيم الدورات المقبلة لعرض الأزياء في عدة مناطق مغربية، للتعرف على عالم الأزياء والموضة في شتى المناطق المغربية، مشيرة إلى أن تنظيم الدورة الثانية لعرض الأزياء بالرباط يندرج في إطار إغناء الحركة الثقافية والإبداعية والفنية للعاصمة المغربية. وتجدر الإشارة إلى أن عرض الأزياء «عجائب الصحراء» هو عصارة تجارب ومسارات المصممة المغربية الحسنية الفيلالي الشاهد، انطلقت أولى مراحلها من «إيكوموض» بالمغرب، وأكاديمية «إسموض» في باريس، وصولا عام 2002 إلى الاحترافية في دار «سيلين للموضة» بفرنسا، ومنه إلى موقع الاستشارية عام 2003 لدى دار «جو إي بول»، ثم عادت إلى المغرب عبر بوابة دار «كولتي» للأزياء العالمية، حيث ركزت الحسنية الفيلالي إبداعها في ألوان وتصاميم تعكس الطبيعة المغربية من خلال القفطان وزي العروس، وفستان السهرة، والإكسسوارات، في عالم مطبوع بالأصالة والتحديث.