العيد في لبنان: إقبال سياحي ومهرجانات للأولاد وحفلات غنائية

زحمة السير والطقس الممطر وارتفاع الأسعار لم تفقده بريقه

بائع بالونات في أحد شوارع صيدون بلبنان (رويترز)
TT

وصل عيد الأضحى هذا العام في لبنان مرتديا حلّة زاهية ومزودا بروزمانة نشاطات زاخرة بالمهرجانات والحفلات الموزعة بين وسط بيروت وضواحيها والتي دفعت بشريحة من اللبنانيين للتحضير للعيد قبل أسبوع أو أكثر من موعده تفاديا لزحمة السير التي غرقت فيها الشوارع والطرقات بسبب إقبال السياح العرب بكثافة إلى أراضيه من ناحية وأجواء الطقس الممطر التي أرخت بتداعياتها على حركة السير عامة من ناحية أخرى.

فقد وصف نقيب أصحاب الفنادق في لبنان بيار أشقر موسم الحجوزات في الفنادق اللبنانية لعيد الأضحى هذا العام بالممتاز مشيرا إلى أن نسبتها تجاوزت الـ120% مما اضطر بعض الفنادق المعروفة وسط بيروت إلى تقديم اقتراحات للسياح بالتوجه إلى فنادق خارج بيروت. أما غالبية الوافدين إلى لبنان فتتنوع جنسياتهم ما بين الإماراتيين والقطريين والبحرينيين إضافة إلى الأردنيين والسوريين وبعض المصريين. وأشار في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «لبنان كان يشهد في الماضي مواسم مشابهة إلا أن حالات اللااستقرار الأمنية والسجالات السياسية التي شهدها في فترات سابقة حالت دون ذلك»، مؤكدا أن الأحداث الأمنية الأخيرة التي تشهدها بعض الدول العربية ساهمت في تعزيز مكانته السياحية في عيد الأضحى مما انقلب إيجابا عليه.

فكما فندق فينيسيا كذلك فنادق مونرو وموفنبيك وفرساي وغيرها أقفلت فيها أبواب الحجوزات بعد أن وصلت نسبتها إلى 100% مما اضطر بعض السياح للتوجه إلى مناطق جبلية أمثال برمانا وعاليه أو أخرى ساحلية كجبيل وجونية.

وتشهد حركة التسوق ازدهارا ملحوظا من قبل الزوار فيما تشهد بطئا بالنسبة لأبناء الوطن الذين لاحظوا ارتفاع الأسعار بشكل لافت تراوح ما بين 10 و30% على المشتريات من ثياب وإكسسوارات وسلع شرائية أخرى. واعتبر أحد مسؤولي قسم المبيعات في متجر لبناني معروف أن سياستهم التجارية اضطرتهم إلى تحميل المواطن 5% فقط من نسبة ارتفاع الأسعار للمحافظة على نسبة شرائية معقولة فأعلنوا عن تخفيضات وصلت إلى 15% لتدارك نتائج وتداعيات هذا الارتفاع بالأسعار.

وتستقطب الحفلات الغنائية المقامة في عدد من المناطق اللبنانية والموزعة على الفنادق والمراكز السياحية والمطاعم شريحة كبيرة من الوافدين العرب التي شكلت حجوزاتهم لبطاقات الحفلات 40% من مجمل الحجوزات التي ستشهد حفلات لنجوم لبنانيين معروفين أمثال أليسا وفارس كرم وملحم زين في كازينو لبنان أول أيام العيد والثاني منه إضافة إلى حفلات أخرى يحييها راغب علامة وفيفيان مراد في مركز البيال وسط بيروت فيما يتشارك كل من فضل شاكر وهيفاء وهبي في حفلة ثاني أيام العيد في فندق الموفنبيك والتي أكد متعهدها عماد قانصوه أنه لن يتم إلغاؤها كما تردد أخيرا بسبب المشكلات التي وقعت بين هيفاء وهبي وشركة روتانا منظمة الحفلة. وكانت بعض المواقع الإلكترونية اللبنانية قد أشارت إلى إمكانية إلغاء الحفلة وأن السؤال المتداول بين محبي السهر في لبنان يدور حول إمكانية صعود هيفاء مسرح الحفلة أو منعها من ذلك من قبل شركة روتانا. أما رابع أيام العيد فيشهد حفلة غنائية يحييها كل من نانسي عجرم ووائل كفوري وأيمن زبيب في فندق فينيسيا وسط بيروت أما أسعار البطاقات فتتراوح ما بين الـ150 والـ300 دولار.

ومن النشاطات التي ستلون أيام العيد مهرجان الفرح الذي سيقام في أحراج بيروت على مدى أيام العيد وتنظمه رابطة أبناء بيروت ويتخلله ألعاب كهربائية وترمواي بيروت وحصان وحنطور العيد إضافة إلى ألعاب هوائية ومراجيح وتقديم أطعمة بيروتية لزوار المهرجان. وفي وسط بيروت وتحت عنوان «أضحى غدي.. متعتي وفرحتي» يقام مهرجان خاص بالأطفال يعود ريعه لجمعية الإرشاد والإصلاح الخيرية الإسلامية ويتخلله مسابقات وألعاب وعروض بهلوانية.

وكثفت المحلات التجارية على أنواعها حملاتها الإعلانية التي تعلم فيها زبائنها عن التخفيضات الخاصة التي اتبعتها لمناسبة العيد ولجأت في الدرجة الأولى لخدمة الإعلان على الهواتف المحمولة بحيث صار اللبنانيون يتلقون رسائل إلكترونية بغزارة ابتداء من ساعات اليوم الأولى وحتى نهايته وطالت محلات الملابس والمفروشات والهدايا إضافة إلى الإعلانات الخاصة بالمطاعم والتي قدّمت تسهيلات وتخفيضات خاصة بالعائلات والأطفال.

واشتكت شريحة من اللبنانيين من ارتفاع أسعار اللحوم التي انعكست سلبا على تقديم الأضاحي في هذا العيد بحيث بلغت أقلها 350 دولارا للخروف الواحد مما جعلها تقتصر فقط على أصحاب الدخل المرتفع. وكان اللبنانيون فد منوا النفس بزيادة الأجور التي أقرها مجلس الوزراء أخيرا ليأخذوا راحتهم في تكبد المصاريف المطلوبة منهم في مناسبة العيد إلا أن تأخير تنفيذها وعدم صدورها في الجريدة الرسمية بسبب الإشكالات التي أحاطت من قبل النقابات اللبنانية التي وصفتها بالمجتزأة جعلت رياح جيوبهم تجري بم لا تشتهي سفن رغباتهم مما دفعهم للقبول بتحقيق أقل نسبة ممكنة منها مطبقين المثل القائل «مد بساطك على قياس قدميك».