مصر توافق على تمديد عرض آثار «الفرعون الذهبي» في أستراليا

معرض «توت عنخ أمون» سحر عقول وقلوب سكان مدينة ملبورن

جانب من المعرض (رويترز)
TT

قال مسؤولون آثاريون مصريون، أمس، إن «توت عنخ أمون» الملقب بـ«الفرعون الذهبي» تمكن من خطف قلوب وسحر عقول الشعب الأسترالي، خلال المعرض الأثري المقام في مدينة ملبورن، الذي بدأ قبل ثلاثة أشهر، مما دفع الحكومة الأسترالية بمخاطبة الجانب المصري لاستمرار المعرض حتى نهاية العام الحالي.

وأضاف مسؤول شارك في جانب من المعرض الذي يضم 140 قطعة أثرية، أن المعرض شهد إقبالا كبيرا من الجمهور الأسترالي وجنسيات أخرى، لما يحويه من مقتنيات قيمة وجذابة وتجسد براعة الفن الفرعوني، حيث وصل عدد الزوار إلى قرابة نصف مليون زائر طيلة الشهرين الماضيين.

وأشار إلى أن المسؤولين المصريين وافقوا على طلب تمديد معرض «توت عنخ آمون» ليستمر تجواله في مدينة ملبورن حتى نهاية العام الحالي.

وأصبح «توت عنخ أمون»، أحد فراعنة الأسرة المصرية الـ18 في تاريخ مصر القديم، فرعونا حاكما لمصر وهو ابن 9 سنوات، وفي عام 1922 تم اكتشاف مقبرته في وادي الملوك بمصر على يد عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر، ما أحدث ضجة إعلامية واسعة النطاق في العالم. ويعد كنز الملك توت عنخ أمون أكثر الكنوز الملكية الفرعونية كمالا، ويتكون من 358 قطعة تشمل القناع الذهبي الرائع وثلاثة توابيت على هيئة إنسان، أحدها من الذهب الخالص، والآخران من خشب مذهب، بالإضافة إلى بوق الملك الشهير المصنوع من الفضة، وآخر من النحاس.

وقال الدكتور مصطفى أمين، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصري لـ«الشرق الأوسط»: إن معرض «توت عنخ أمون» حظي بإقبال هائل من قبل الزائرين في أستراليا، مشيرا إلى أن المجموعة الأثرية بالمعرض تضم كنوزا أثرية في غاية الأهمية والجمال.

وأضاف أمين، أن هذا الإقبال الهائل دفعنا إلى الاستجابة لطلب مد إقامة المعرض هناك، ليكون خير سفير لمصر إعلاميا وسياحيا وأثريا.

وأمضى معرض «توت عنخ أمون» عامين بالولايات المتحدة الأميركية متجولا بين مدنها، وعقب قيام الثورة المصرية تم تنظيمه في مدينة ملبورن بأستراليا، حيث إنه يعد المعرض الأثري الأول من نوعه لمصر في الخارج بعد نجاح ثورة «25 يناير».

وسبق أن طالب مسؤولون سابقون في مصر بطرح فكرة إقامة مصر لمعارض أثرية بالخارج للاستفتاء، غير أن الأمين العام الحالي للمجلس الأعلى للآثار رفض الفكرة، مؤكدا أنه «لا يجوز الاستفتاء على شيء لا يخالف القانون، فالمعارض فكرة يقرها القانون، ما دامت لا تخرج قطعا أثرية متفردة إلى خارج البلاد».

وقد ربطت الكثير من الأفلام الأجنبية وألعاب الفيديو لعنة الفراعنة بمقبرة توت عنخ أمون، التي جعلت من توت عنخ أمون أشهر الفراعنة من حيث الألغاز والأسئلة التي لا أجوبة لها حول موته، الذي يعتبره البعض من أقدم الاغتيالات في تاريخ الإنسانية.

وقد بيعت قرابة نصف مليون تذكرة للجمهور على مدى الشهرين الماضيين، فيما يتوقع أن يزوره نحو مليون زائر، في الوقت الذي سيتم فيه توجيه دخل المعرض إلى بناء المتحف المصري الكبير، الجاري إنشاؤه بالقرب من أهرامات الجيزة، غرب القاهرة، وينتظر الانتهاء منه خلال عام 2013.

يشار إلى أن حفل افتتاح المعرض حضره السفير عمر متولي، سفير مصر لدى أستراليا، ولفيف من كبار مسؤولي المجتمع الأسترالي ورجال الصحافة والإعلام وأعضاء السلك الدبلوماسي والمكاتب السياحية والثقافية بالسفارة المصرية في أستراليا.