رحيل لولو لافاليز.. المصممة التي رفعت الحلي إلى مصاف الثياب الراقية

اسمها ارتبط بالمصمم الراحل سان لوران

لولو لافاليز
TT

انطفأت في باريس مصممة الحلي وعارضة الأزياء السابقة لولو لافاليز، التي كانت واحدة من النجوم التي لمعت في سماء الموضة الفرنسية واسما ارتبط بالمصمم الراحل إيف سان لوران الذي عملت مساعدة له في سنوات تألقه. ونعتها مؤسسة «بيير بيرجيه»، شريك سان لوران، أمس، في بيان جاء فيه أن لافاليز عاشت 63 عاما وغابت بعد معاناة طويلة مع المرض.

وبرحيل لولو لافاليز، يفتقد الباريسيون مبدعة عرفت كيف تجعل من الحلي التي تصممها جزءا أساسيا من الفساتين التي تخرج من بين أيدي كبار المصممين. فهذه الذواقة المولودة في بريطانيا لأم آيرلندية وأب أرستقراطي فرنسي يدعى ألان دو لافاليز، عملت، في فترة من حياتها، عارضة للأزياء تسير على خطى والدتها التي كانت العارضة المفضلة للمصممة الرائدة إلزا ساكياباريللي، رغم أن والدها، أي جد لولو، كان السير أوزوالد بيرلي، الرسام المفضل للملكة ماري. أما عمها، مارك بيرلي، فكان صاحب المربع اللندني الشهير «أنابلز» في بيركلي سكوير.

عملت لولو، بعد دراستها في مدرسة داخلية إنجليزية، محررة لصفحات الموضة في مجلة «هاربرز آند كوين». ثم تبعت والدتها إلى نيويورك حيث كانت الأم قد تزوجت، ثانية، من محافظ متحف «المتروبوليتان» جون ماكندري. وهناك تعرفت على نخبة من المصورين والفنانين أمثال ريشار أفيدون وآندي وارهول وهلموت نيوتن وخطت خطواتها الأولى على منصات عرض الأزياء وظهرت صورها في «فوغ». وفي عام 1966 تزوجت من النبيل الآيرلندي دزموند فيتزجيرالد لكن عيشة القصور القديمة لم ترق لها فتم الانفصال بعد أقل من عام.

أثناء زيارة لها إلى باريس، عام 1968، تعرفت لولو على المصمم إيف سان لوران الذي كان يومذاك مالئ دنيا الموضة وشاغل الأنيقات، وهو الذي طلب إليها الانضمام إلى فريق عمله بعد أن أدرك أنها قادرة على ابتكار أجمل الثياب والمجوهرات من مجموعة خرق بالية وسلاسل قديمة. وبالفعل، أضافت لولو إلى تصاميم سان لوران لمساتها المدهشة من الألوان والصرعات غير المألوفة، خصوصا بعد أن تسلمت مسؤولية قسم المنسوجات والإكسسوار. لقد أصبحت الحلي التي تحمل توقيعها لا تقل فخامة عن قطع الثياب الممهورة بختم الكبار.

في عام 1977 تزوجت لولو لافاليز من تاديه كلوسوفسكي، نجل الفنان المعروف بالتوس، وشكلا معا الثنائي الأكثر أناقة في باريس. وقد صمم سان لوران ديكورات حفل الزفاف الذي أقيم في جزيرة وسط غابة بولونيا، غرب باريس، وحضره 500 مدعو من روما ولندن ونيويورك، وطبعا باريس.

وعندما تقاعد سان لوران عن العمل، بسبب تدهور صحته، أطلقت لولو، عام 2003، مجموعتها الخاصة من الحلي وراحت تبيعها في المتاجر العالمية الفخمة. وراحت تتعاون مع المصمم أوسكار دي لارينتا ومع قناة تلفزيونية أميركية متخصصة في التصميم. وكانت قطعة تحمل توقيعها فريدة في نوعها ولا تتكرر مرتين. وكانت نصيحتها للمرأة العاملة: «إذا كان عليك الذهاب إلى العشاء ولا وقت لديك للعودة إلى المنزل لاستبدال ثيابك، يكفي أن تخلعي سترة العمل وتضعي حلية على قميصك لتكوني محط الأنظار. إن هذا أسهل من ارتداء ثوب للسهرة وأنت تتنقلين في المترو».