150 مغنيا التقوا في الصويرة المغربية لإحياء تراث موسيقي مشترك بين الأندلس والمغرب العربي

نعيمة الجزائرية نجمة «مهرجان الأندلسيات» أطربت جمهورا مغربيا من موسيقى الأربعينات الجزائرية

الفنانة نعيمة الجزائرية خلال الحفل الذي أحيته في مهرجان الصويرة (تصوير: محمد طيفور)
TT

عاشت الصويرة، جنوب الدار البيضاء، خلال ثلاثة أيام على إيقاع الموسيقى الأندلسية بمزيج من الريبيرتوار العربي واليهودي جسد التعايش الثقافي والإنساني بين الأندلس وبلاد المغرب.

شارك في «مهرجان الموسيقى الأندلسية» هذه السنة 150 مغنيا وموسيقيا من دول المغرب العربي وأوروبا، ينتمون إلى الثقافات الثلاث، التقوا في الصويرة من أجل تشجيع ثقافة الحوار والتعايش موسيقيا، لكن المؤكد أن نجمة المهرجان كانت بلا منازع هي الفنانة نعيمة الجزائرية.

ترى فرانسواز أتلان، المغنية المغاربية والمديرة الفنية للمهرجان، أن اليهود المغاربة لا يزالون يحافظون على هذا النوع الغنائي باعتباره جزءا من تراثهم وثقافتهم ورابطا يصلهم بجذورهم.

افتتح أندريه أزولاي مستشار العاهل المغربي الملك محمد السادس، الحفل الأول الذي شاركت فيه فرقة المواهب الشابة للمعهد الموسيقي في فاس برئاسة الفنان إدريس برادة، ثم قدم الفنان ماكسيم كاروتش الذي يتحدر من عائلة فنية من الصويرة برفقة عازفيه أغاني من الريبيرتوار لموشحات مغربية يهودية ركزت على العاطفة والأصالة، بالإضافة إلى تشكيلة فنية من تراث موسيقي من الصويرة.

في اليوم الثاني من المهرجان التقى الجمهور مع الفنانة ليلى المريني التي قدمت باقة منوعة من التراث الشعبي والمغربي والملحون إلى جانب منوعات مختارة للفنان سامي المغربي، وأعقب ذلك حفل للفنانة نعيمة الجزائرية التي كانت نجمة السهرة والمهرجان، وهي تزور المغرب لأول مرة برفقة النجم الجزائري موريس المديوني، حيث قدمت أجمل المقطوعات الموسيقية من التراث الحوزي والشعبي الجزائري الذي كان مزدهرا خلال الأربعينات وتجاوب معها الجمهور كثيرا، وخلال الأمسية نفسها نظم حفل تكريمي للأستاذ أحمد بيرو أحد أعلام موسيقى الآلة والطرب الغرناطي بالمغرب أحياه برفقة تلميذته الموهوبة بهاء رندا.

وتواصلت سهرات المهرجان بعرض متألق لفرقة «رويال بالي» الإنجليزية تحت عنوان «نسائم البالي» لاكتشاف التأثير العربي الأندلسي على الرقص الكلاسيكي الغربي، تلاه حفل استعراضي لفرقة فلامنكو «سونريس دي لفرانتيرا» تحت عنوان «سحر الفلامنكو الأصيل»، الذي يمزج بين الغناء والرقص، واختتمت الأمسية بتكريم الفنان سامي المغربي حيث قدمت خلاله الفنانة سناء مرحاتي مجموعة من الأغاني من ريبيرتوار هذا الفنان.

نظمت خلال المهرجان ندوة تحت عنوان «الذاكرة والثقافات المضافة.. مدينة الصويرة في موعد مع الحداثة والتشارك» تطرق فيها المشاركون إلى قيمة الطرب الأندلسي باعتباره كان يمثل فلسفة للحياة وليس مجرد موسيقى، وقالوا إن المهرجان محاولة لبعث وإحياء هذا الطرب.