15 مرشدة سعودية يجبن المشاعر المقدسة للتعامل مع الأطفال التائهين في الحج

يجدن التحدث بـ7 لغات

عمل المرشدات السعوديات يقتصر في موسم الحج على خدمة الأطفال خاصة التائهين
TT

ما زالت الكشفية النسائية تواصل أعمالها للعام الثاني على التوالي خلال موسم الحج، والمتمثلة في 15 مرشدة سعودية يجبن المشاعر المقدسة للتعامل مع الأطفال التائهين في ظل الزحام الكبير الذي تشهده هذه المنطقة، وذلك بعد أن خضعن للتدريب الشامل على كيفية صحبة الطفل على اختلاف ظروفه الصحية، فضلا عن ضبط تغيراته النفسية من خوف وذعر الناتجة من فقدانه لذويه.

مها فتيحي، رئيسة فريق المرشدات السعوديات، أكدت أن هذا المجال يعد إنسانيا، من شأنه أن يعكس الوجه الحضاري للمرأة السعودية التي وصفتها بـ«القادرة» على خدمة ضيوف الرحمن، مشيرة إلى أن بداية الكشافة السعودية في المملكة كانت منذ نحو 48 عاما.

وقالت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «في ما يخص المرشدات الفتيات، فقد كانت انطلاقتهن قبل نحو عام ونصف، غير أن نشاط المرأة في ذلك المجال على مستوى العالم يصل عمره إلى ما يقارب 103 أعوام، والذي يعنى بإعداد المرأة الصالحة والأم القادرة على تربية أبنائها وتنشئتهم النشأة الطيبة، إلى جانب خدمة مجتمعها ودينها بمسؤولية والتزام وقدرة على الانفتاح على العالم ونشر السلام»، لافتة إلى أن النشاط الكشفي للفتيات يسمى «المرشدات»، في حين يطلق عليه اسم «كشافة» للفتيان.

الـ15 مرشدة، تم تقسيمهن لهذا العام إلى 5 مرشدات و10 قائدات، بعد إخضاعهن للتدريب والإعداد والتكيف مع موسم الحج، كونه يحتاج إلى الصبر والفهم الدقيق للتعامل مع الأطفال التائهين في المشاعر المقدسة، وذلك بحسب ما ذكرته مها فتيحي.

وأضافت: «من المؤكد أن موسم الحج يتسم بالزحام الشديد وعناء المواصلات بين المشاعر المقدسة عموما ومنى وعرفات بشكل خاص، غير أن المرشدات مدربات على التعامل مع تلك الظروف»، موضحة وجود مشقة في البحث عن ذوي الأطفال، كونه يستغرق ساعات طويلة جدا. وأبانت أن عمل المرشدات السعوديات يقتصر في موسم الحج على خدمة الأطفال التائهين خاصة، وتجنيد كافة الطاقات من أجل المحافظة عليهم حتى تسليمهم لذويهم، بينما يتسع العمل طيلة أيام السنة ليشمل كافة البرامج المعنية بالبيئة والصحة والثقافة والدين والإسعافات الأولية، الأمر الذي يصب في خانة الأنشطة الاجتماعية كافة، وهو ما يحتاج إلى طاقة بشرية تمثلها 500 مرشدة و130 قائدة على مستوى المملكة.

وشددت رئيسة فريق المرشدات السعوديات على أهمية دور المرشدة في الكشافة السعودية، ولا سيما أنها مهمة بحاجة إلى الصبر والوعي التام بالمسؤولية في ظل وجود أسس ومبادئ وطريق مدروس يلزم المرشدات الالتزام به وتطبيقه.

واستطردت في القول: «هناك رتب تنالها المنتمية إلى هذا النشاط من خلال التدريب والتأهيل المستمر بداية منذ دخولها وحتى تدرجها في كل الرتب لتصبح قائدة كشفية معتمدة، وذلك خلال مدة زمنية تتراوح بين 6 و7 سنوات تحت شعار (مرشدة يوما، مرشدة دوما)، إضافة إلى أن الروح الكشفية ترتكز على خدمة الآخرين والمجتمع والخروج من الأنانية الفردية إلى الجماعة والمصلحة العامة».

وحول كيفية اختيار الفتيات للانضمام إلى فريق المرشدات، أفادت فتيحي بأن ما يهم هو الرغبة في الانضمام، التي تحدد بعد اطلاع الفتاة على الفريق وتعريفها بنشاط المرشدات تفصيليا، ومن ثم إخضاعها لدورة تدريبية تصل مدتها إلى 30 ساعة، تتضمن كافة المعلومات العامة والأساسية عن نشاط المرشدات، كتاريخهن وكيفية تكوين الفرق الكشفية وأسسها ومبادئها والاجتماعات الخاصة بها والقانون المتبع والوعد أو القسم أخيرا.

وزادت: «بعد ذلك، يتم تعيين هذه المتدربة كمساعدة لقائدة، مهمتها تتمثل في تكوين فريق من الفتيات تحت إدارتها، واللاتي تتراوح أعمارهن ما بين 7 إلى 18 سنة، وبهذه الطريقة تكون كل قائدة مسؤولة عن 30 فتاة مرشدة كحد أقصى، ليبدأ عملهن في الميدان من أجل خدمة المجتمع تحت رعاية برامج هدفها المصلحة العامة». ومن المؤكد وجود العديد من العقبات التي قد تعترض عمل المرشدات السعوديات كونهن ما زلن في بدايات مجالهن الجديد، والتي أوجزتها مها فتيحي قائلة: «أول عقبة واجهتنا العام الماضي هي عدم تفهم المجتمع السعودي لدور المرشدات، مترجمين ذلك من خلال طرح الكثير من الاستفسارات والتساؤلات عن دورهن، فضلا عن تنوع الصعوبات التي كان أبرزها المواصلات خصوصا بصحبة أطفال تختلف احتياجاتهم الصحية وظروفهم، والاهتمام بهم وبنظافتهم على مدار يوم كامل، مع التوقف في زحام السير على مدار 17 ساعة متواصلة، مما يجعل فرصة النزول في أحد المرافق شبه مستحيلة».

وأرجعت سبب هذه الصعوبات إلى جهل الفريق بخرائط المشاعر المقدسة، الأمر الذي أجبرهن هذا العام على الاستفادة من أخطائهن والعقبات التي واجهتهن الموسم الماضي، وذلك من خلال التجهيز لها وتجنيد الإمكانات لمعرفة كافة الطرق المناسبة والتوقيت الملائم تماما.