«تغريدات» السياسيين اللبنانيين على «تويتر»: سجال سياسي.. وطلبات «فيزا» ومواعيد

ميقاتي الأقدم.. والحريري الأكثر متابعة.. وجنبلاط «لم يصل إلى هذه الدرجة من التقنية»

نجيب ميقاتي يمتلك 6829 متابعا على حسابه على توتير
TT

لـ«تويتر» نكهة أخرى في لبنان.. الموقع الذي كان حكرا على الشباب يتابعون من خلاله ما يثير اهتماماتهم من القضايا وأحيانا «الثورات» بعد أن أخذ «فيس بوك» عبق الثورات منه. لكن السياسيين اللبنانيين أعادوا الاعتبار إلى «تويتر» عندما استعملوه للتراشق بينهم، أو على الأقل أحدهم، وهو رئيس الحكومة السابق ورئيس كتلة المستقبل سعد الحريري، الذي اختار «تويتر» ليطل من خلاله على جمهوره الذي افتقده منذ أبريل (نيسان) الماضي عندما غادر البلاد لأسباب أمنية.

الحريري فاجأ الجميع بإعادة الاعتبار إلى حساب مهمل على «تويتر» كالعديد من حسابات السياسيين الذي يوجدون شكليا على الموقع لمخاطبة «الشباب» خلال فترات الانتخابات ليوجه من خلاله رسالة سياسية صارخة تقول إنه لن يصوت في المرة المقبلة لرئيس مجلس النواب، نبيه بري، في انتخابات البرلمان المقبلة، مما استتبع حملة الردود من قبل بري الذي لا يمتلك حسابا شخصيا على «تويتر»، فكان رده عبر وسائل الإعلام مركزا على سؤال شخصي وجهه إلى الحريري عن هواياته وإجابة الأخير بأنها «الطهي والغطس وركوب الدراجة»، ليقول بري إنه يتمنى لو أن الحريري بقي في الغطس ولم يغطس في السياسة. فرد عليه الحريري من «تويتر» قائلا: «سأعلم رئيس المجلس النيابي الغطس وبري (مهضوم) - أي خفيف الظل – ولكن يبدو من رده على دردشتي أنه ليس سعيدا، وأنا أريده كذلك».

بري المعروف بخفة ظله نقل لعبة «تويتر» إلى آفاق جديدة عندما اقترح استغلاله لـ«الحوار الوطني» بنقل الحوار الذي يجد صعوبة في إقناع السياسيين بالعودة إليه إلى هذا العالم الافتراضي.

ويمتلك معظم السياسيين، وكذلك الأحزاب اللبنانية، صفحات على «تويتر». بعضها خامل للغاية، وبعضها ينشط في توزيع الأخبار الرسمية أو تقديم وصلات لأخبار تتناولهم في الصحف ووسائل الإعلام، كما هو حال صفحة سمير جعجع، رئيس حزب القوات اللبنانية، وكذلك صفحة رئيس مجلس النواب، نبيه بري.

رائد العمل على «تويتر» في لبنان، من بين السياسيين، هو من دون شك رئيس الحكومة الحالي، نجيب ميقاتي، الذي بدأ «تغريداته» منذ مطلع العام، مستعملا وسيلتيه المفضلتين، هاتف الـ«آي فون» أو الـ«آي باد»، الذي وضع، أمس، صورة له وهو «يغرد» من خلاله حتى «احمرت يداه»، كما وضع في التعليق أسفل الصورة. ميقاتي يستعمل حسابه، وهو في السيارة حيث يشكو من «زحام السير» مرة، ويتمنى «طرقات أفضل مرة أخرى». ولا يفارقه حتى في جلسة مجلس الوزراء حيث استعمله لـ«زف البشرى» إلى اللبنانيين بإقرار خطة إنقاذ قطاع الكهرباء قبل نهاية الجلسة وتلاوة مقرراتها. كما استعمله للتعبير عن سعادته بنتائج لقائه مع رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، الأسبوع الماضي قبل أن يعود إلى مقر إقامته، وقبل أن يتم توزيع الخبر الرسمي عن اللقاء.

يمتلك ميقاتي 6829 «متابعا» على حسابه، وهو رقم كان يرتفع بنحو 4 آلاف شخص عن أقرب الأرقام إليه قبل بداية الشهر الحالي، بينما هو يتابع 866 صفحة، أبرزها مواقع إخبارية عالمية. وقد بث ميقاتي حتى الأمس 1506 تغريدات كلها باللغة الإنجليزية. أما رئيس البرلمان، فيمتلك صفحة بدأت منذ أيام ببث نشاطاته حيث أطلقت 5 تغريدات فقط.

غير أن الحريري عوض غيابه بتغريداته الكثيرة التي بلغت 2423 تغريدة، بينما ارتفع عدد متابعيه بدرجة قياسية بلغت 21185 متابعا حتى بعد ظهر أمس نتيجة الضجة التي أثارتها تصريحاتها، فانطلق الجميع يبحث عن صفحته، حتى اضطر مكتبه الإعلامي إلى توزيع خبر يحدد فيه عنوان صفحته حتى لا «يتوه» الباحثون عنه، أو يقعوا فريسة موقع آخر يستعمل اسما مشابها. لكن متابعات الحريري قليلة قياسا بمتابعيه، إذ بلغت 52 متابعة فقط، مما يشير إلى أنه يستعمل حسابا خاصا آخر على الأرجح.

يقوم الحريري بنفسه بالرد على متابعيه، كما يؤكد مساعدوه، ردا على تشكيكات الناس الذين يعبرون عنها ببساطة، فسأله أحدهم عما إذا كان فعلا هو سعد الحريري، فأجابه بالتأكيد، ولما لم يقتنع عاد الحريري ليؤكد «إنه أنا، سعد الذي تتحدثون معه. صدقوني». استغل البعض الوضع مناسبة لطلب الخدمات، فأحدهم سأله المساعدة في الحصول على «فيزا»، بينما عبر آخر عن أن أمنيته في الحياة أن يلتقيه، فجاءه الرد: «مكتبي سيتصل بك».

ومن يعرف الحريري، يدرك أنه متابع كبير لأهم الصيحات في التكنولوجيا، وهو يتابع كل جديد في مجال الأجهزة، والتطبيقات، كما أنه «موصول دائما على الإنترنت»، عكس العديد من السياسيين الذين لا يعرف بعضهم عن الإنترنت إلا الاسم. ويبدو أن متابعا قد تأثر بالشائعات التي يطلقها خصوم الحريري، فسأله: «هل تلعب (بلاي ستيشن) وأجاب الحريري ببساطة بأنه لا يلعبه، ولكن ابنه يفعل».

رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط بدوره من المتابعين الأساسيين للتكنولوجيا الحديثة، رغم أنه يدعي غير ذلك، عندما قال في مقابلته الأخيرة «لا أستعمل (فيس بوك) أو (تويتر)، ولم أصل بعد إلى هذه الدرجة من التقنية». فوليد جنبلاط ناشط على الإنترنت، وخصوصا في مجال الرسائل الإلكترونية التي يبعث بها لأصدقائه من السياسيين والمفكرين والصحافيين. أما قراءة الصحف، فيفضلها «على الورق»، يقص ما أعجبه منه، ويضعها في غلاف بلاستيكي ليقرأها لاحقا.