اللبنانيون انشغلوا بالتصويت لمغارة جعيتا وأهملوا الأخبار السياسية

القصر الرئاسي والجامعات والمحلات التجارية تستنفر جهودها للفوز باللقب

TT

استنفرت الجامعات والمحلات التجارية والمطاعم ووسائل الإعلام جهودها حتى اللحظة الأخيرة من موعد إقفال باب التصويت لمغارة جعيتا، من أجل فوزها في المسابقة العالمية التي تخول لها الانضمام إلى لائحة العجائب الطبيعية السبع المنتظر أن تعلن نتيجتها مساء 11 - 11 – 2011، فأقام طلاب الجامعات مكاتب خاصة في حرم كلياتهم لتأمين أكبر عدد ممكن من الأصوات، وللتأكد من أن الجميع دون استثناء قام بالواجب حتى لا يخذل لبنان، فجامعة اللويزة خصصت يوما كاملا من هذا الأسبوع للتصويت، بينما ألف طلاب الجامعة اللبنانية بكل فروعها وفودا وممثلين من الطلاب في كل قسم للقيام بهذه الخطوة، لأن للضرورة أحكاما، بينما امتلأت قاعات الدروس في الجامعات الخاصة بحشود طلابية حملوا بطاقات إضافية ليشحنوا بها أجهزتهم الجوالة كلما اقتضت الحاجة، ولمدة ساعة كاملة، للحصول على أكبر عدد أصوات من قبل طلابها.

ولم تتأخر بعض المحلات التجارية من وضع يافطات كبيرة كتب عليها «صوّت لجعيتا واحصل على حسم 50%» محاولة بذلك حض الزبائن على الشراء من جهة والتصويت من جهة أخرى، فما إن يكشف المشتري عن الرسالة الإلكترونية التي أرسلها في هذا الصدد للبائع أو صاحب المحل حتى ينال الحسم المنتظر.

بعض المطاعم من ناحيتها أرفقت مع كل فاتورة لزبائنها عبارة «vote for jeita»، أي: «صوّت لجعيتا» لتذكيرهم بالتصويت، ويقدّم لهم في المقابل طبق من الحلويات أو الفاكهة كعربون شكر من صاحب المطعم.

أما القصر الرئاسي فقد خصص أول من أمس (الخميس) 10 - 11 - 2011 يوما ماراثونيا للتصويت لمغارة جعيتا؛ إذ تم استحداث قاعة خاصة فيه توزعت فيها أجهزة الكومبيوتر للقيام بعملية التصويت، وكان الرئيس ميشال سليمان نفسه أول الحاضرين، إذ قام بعملية التصويت أكثر من مرة، طالبا من مندوبي وسائل الإعلام الموجودة في القصر أن يحذوا حذوه، وكذلك التصويت عبر الأجهزة الجوالة على الرقم 1070.

أما وزارتا الخارجية والسياحة فقد خصصتا أرقاما جديدة للتصويت من خارج لبنان ليستطيع أكبر عدد من اللبنانيين المقيمين في الخارج سواء في أستراليا أو كندا أو أفريقيا وغيرها من القيام بعملية التصويت بسهولة. ووزعت هذه الأرقام التلفونية عبر السفارات اللبنانية في الخارج وعلى صفحات الإنترنت الخاصة بالحدث، وذلك من أجل الوصول لأكبر شريحة منهم والاستفادة من أصواتهم.

وكان لهذه «الهمروجة» التي انتشرت في مختلف المناطق اللبنانية وقعها الجيد على اللبنانيين الذين انشغلوا في التصويت لمغارة جعيتا وأخبار المركز الذي تحتله في المسابقة، التي كانوا يزودون بها من خلال رسائل إلكترونية يتلقونها على أجهزتهم الجوالة وعبر «بلاك بيري» وغيرها، فنسوا لأيام قليلة الهموم الاقتصادية والسياسية التي تسود عادة أحاديثهم وجلساتهم اليومية.

أما وسائل الإعلام المسموعة والمرئية فقد اتبعت أسلوبا جديدا خلال تقديم برامجها الفنية والسياسية؛ إذ أوعزت إلى مقدميها بتذكير المستمعين والمشاهدين بضرورة التصويت لجعيتا، معتمدة عبارة «لا تنس أن تصوّت لجعيتا» مع نهاية كل برنامج، وخاصة نشرات الأخبار، التي قام غالبية مقدميها في مختلف المحطات الإذاعية والتلفزيونية بالتصويت مباشرة على الهواء، سواء عبر الأثير أو عبر الشاشة الصغيرة ليقوم من يتابعهم بالمثل.

وكانت مغارة جعيتا والمسؤولون عن هذه المباراة في لبنان قد شهدوا موقفا حرجا في اليوم ما قبل الأخير لانتهاء عملية التصويت، عندما تلقوا تحذيرا شديد اللهجة من الشركة العالمية المنظمة للمباراة بإخراج لبنان منها بعدما علموا أن شركة اتصالات لبنانية (إم تي سي تاتش) قد تقدمت بـ100 ألف صوت لتصب النتيجة في مصلحة لبنان، الأمر الذي اعتبرته الشركة منافيا لشروط المسابقة التي تمنع منعا باتا استغلال الحدث للترويج تجاريا لأي شركة أو مؤسسة مهما كانت طبيعتها.

وكان هذا التحذير الثاني الذي تتلقاه جعيتا بعدما سبق وقامت إحدى المؤسسات السياحية بإطلاق بالون ضخم في الهواء يحمل اسمها وقد كتب عليه «صوّت لجعيتا». إلا أن الاتصالات المكثفة التي جرت بين الطرفين آلت إلى نزع فتيل الأزمة، وإبقاء لبنان ضمن المسابقة.

يذكر أنه، وفي اتصال مباشر لـ«الشرق الأوسط» مع مديرة مصلحة الإنماء والسياحة في وزارة السياحة اللبنانية، منى فارس، فقد أكدت أن مغارة جعيتا تحتل مركزا متقدما من المسابقة، وأنهم كوزارة سياحة يتأملون خيرا.