الفعاليات الثقافية تتوج معرض الشارقة.. والشيخ القاسمي يدشن كتابه «حصاد السنين»

«طيري يا طيارة» يحصد مليون درهم.. ومحمد بن عيسى شخصية العام الثقافية

TT

وسط حضور ثقافي عربي وعالمي، افتتح الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة صباح أمس الأربعاء معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الثلاثين، كما دشن كتابه «حصاد السنين.. ثلاثون عاما من العمل الثقافي في الشارقة».

يشارك في المعرض هذا العام 894 دار نشر عربية وعالمية يمثلون 45 دولة تعرض نحو 300 ألف عنوان، ووصل عدد الأنشطة لنحو 435 نشاطا كما ستشارك 24 دولة عربية في القسم العربي و21 دولة أجنبية، وتم اختيار السعودية ضيف الشرف للمعرض، كما احتفى بالثقافة الهندية.

ويقام المعرض والفعاليات المصاحبة خلال الفترة من 16 - 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، في مركز «إكسبو» الشارقة.

ويتميز معرض الشارقة بالفعاليات المتعددة، حيث يشتمل البرنامج الثقافي للمعرض على مئات الفعاليات المُكرسة للأدب والفن والفكر وبمشاركة عدد من المبدعين العرب. وسيصاحب المعرض 32 عرض طهي حيا يمثل مختلف المطابخ العالمية بما فيها الخليجية والإنجليزية واليابانية ودول حوض البحر المتوسط.. كما سيقدم المعرض برنامج الطفل الذي يضم أكثر من 200 نشاط ترفيهي و62 فعالية ثقافية والمقاهي الثقافية.

واختار المعرض هذا العام الوزير المغربي السابق محمد بن عيسى شخصية العام الثقافية. كما كرم عددا من دور النشر المشاركة، حيث حازت مؤسسة يونيفرسال في أبوظبي جائزة أفضل دار نشر محلية، ودار الساقي اللبنانية جائزة أفضل دار نشر عربية، ومؤسسة جاشنمال في دبي على جائزة أفضل دار نشر أجنبية.

وتم منح جائزة أفضل مؤلف إماراتي لثلاثة مؤلفين إماراتيين هم: عبد اللطيف العزعزي، على كتابه «بصمة الأحداث وذاكرة الجسد»، وخالد المسكري على كتابه باللغة الإنجليزية «الدليل العملي لكتابة الأعمال»، وريم العبساوي لكتابها «انعكاسات المرأة في سرد الذات للدكتور سلطان بن محمد القاسمي».

وذهبت جائزة أفضل كتاب إماراتي مطبوع عن الإمارات لغلف نيوز وذلك عن كتاب «صعود الأمة ثلاثون عاما في صور».

ووزعت جوائز الأعمال الأدبية العربية والعالمية، حيث نالت جائزة أفضل كتاب أجنبي عام دار «بروفايل بوكس» وذلك عن كتاب «لماذا يحكم الغرب حتى الآن» لكاتبه ايان موريس، بينما ذهبت جائزة أفضل كتاب أجنبي في مجال التجارة والاقتصاد لمطبعة جامعة شيكاغو وذلك عن كتاب «كرامة البرجوازية» لكاتبه دريد ماك لوسكي، ونالت دار ألبرت وايت مان وشركاؤها جائزة أفضل كتاب أجنبي في مجال الطفل، وذلك عن كتاب «وداعا حديقة السرطان» لكاتبه جانا ماثيز.

وفي حفل الافتتاح أعلن عن فوز كتاب «طيري يا طيارة»، الصادر عن دار نهضة مصر (مصر)، بجائزة شركة «اتصالات» لكتاب الطفل، في دورتها الثالثة، وهي الجائزة الأكبر على مستوى العالم العربي، في مجال أدب الطفل، وتبلغ قيمتها مليون درهم إماراتي (270 ألف دولار) بعد أن ترشح في القائمة القصيرة لهذه الجائزة خمسة كتب مرشحة هي: «أمي والتدخين»، عن دار أصالة للنشر والتوزيع (لبنان)، «طيري يا طيارة»، عن دار نهضة مصر (مصر)، و«عندما مرضت صديقتي»، عن دار يوكي برس (لبنان)، و«لماذا لا أرى ما يرون»، عن مؤسسة تالة للوسائل التربوية (لبنان)، و«نصائح مهملة»، عن دار الحدائق (لبنان).

وتزامن مع المعرض، إطلاق إصدار جديد للشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة تحت عنوان «حصاد السنين.. ثلاثون عاما من العمل الثقافي في الشارقة» وهو الكتاب الذي يقدم كشف حساب للجمهور في إمارة الشارقة لفترة ثلاثين عاما بادر فيها حاكم الشارقة لوضع البنى التحتية والاستراتيجيات للعمل الثقافي الذي أثر محليا وعربيا ودوليا بدرجة كبيرة.

ويرصد كتاب «حصاد السنين» المحطات المهمة في مسيرة الشارقة الثقافية التي بدأت منذ تأسيس دائرة الثقافة والإعلام عام 1981 عندما أطلق حاكم الشارقة شعاره الاستراتيجي «كفانا من ثورة الكونكريت ولنتحول إلى بناء الثقافة».

وقد مرت الشارقة بمراحل متعددة في التنمية الثقافية، حتى اختيرت عاصمة ثقافية للوطن العربي عام 1998 وعاصمة للثقافة الإسلامية عام 2014. ويقع الكتاب في 424 صفحة من القطع الكبير ويوفر إحصاءات معالجة بأحاديث وكلمات حاكم الشارقة في مناسبات أدبية وفنية وثقافية وفكرية متعددة ومتنوعة طوال ثلاثة عقود.

في كلمته في حفل الافتتاح ألقى الدكتور خالد العنقري وزير التعليم العالي السعودي، كلمة المملكة ضيف الشرف في المعرض، مستعرضا خطة نشر الثقافة السعودية، حيث تحدث عن برنامج طموح ترعاه الحكومة عبر عدد من المشاريع بينها ابتعاث نحو 130 ألف طالب سعودي يساهمون في نشر الثقافة السعودية وخلق جسور للتواصل مع المجتمعات العالمية.

وأشاد العنقري بدور إمارة الشارقة في ترسيخ مفهوم الثقافة والنهوض بالمثقفين ودعمهم والعمل المتواصل في رعاية دور النشر والكتاب. وقال: «منذ عام 1982 وإمارة الشارقة في عشق متواصل مع الكلمة المقروءة ومنذ ذاك الحين ومعرض الشارقة الدولي للكتاب يشغل الناشرين بضبط أجندتهم وأوقاتهم للمشاركة فيه».

ويحفل معرض الشارقة الدولي للكتاب بعدد من الأمسيات الثقافية والندوات النقاشية، وإطلاق برنامج الترجمة إضافةً لإطلاق صندوق منح الترجمة بقيمة 300 ألف دولار أميركي لدعم مجال الترجمة والتواصل الشبكي والبرامج التعليمية.

وفي تصريح له، قال عبد الله العويس، رئيس دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، إن هذا المعرض يؤكد استمرار المسيرة الثقافية التي بدأت منذ بواكير الثمانينات، تخلل هذه المسيرة إجماع عربي ما زال مكرسا بأن الشارقة عاصمة الثقافة العربية. مضيفا، «ستبقى هذه العاصمة مركز استقطاب لحراك ثقافي فاعل أعطى نتائج إيجابية في التنمية الثقافية وتعزيز الحوار الثقافي بين الشرق والغرب».

أما بالنسبة للفعاليات الثقافية فتتضمن برنامجا بعنوان «ندوة كتّاب» الذي يستعرض فيه نخبة من الكتّاب والمؤلفين العالميين أبرز المواضيع التي تهم القارئ وتقدم لهم في قالب حواري وفكري مبسط. وسيشتمل المعرض هذا العام أيضا على نادٍ للقراءة على الهواء، وذلك عطفا على تجربة برنامج «في حضرة الكتاب» الذي أطلق بالتعاون مع مؤسسة الشارقة للإعلام، والذي سيستمر في المعرض من خلال العرض الوافي لذخائر الكتب، وأفضل العناوين. كما يستضيف المعرض الدورة الرابعة لدورة الناشرين العرب التي تهدف إلى إيجاد بيئة للتعارف بين الناشرين العرب والمشاركة في مجالات تبادل الحقوق وشرائها. وتتضمن ندوة تتعلق بالنشر الرقمي توفر رؤية واضحة المعالم عن الدور الكبير الذي باتت تلعبه تقنيات العصر المتقدمة في مجال النشر والتأليف.

وقال أحمد بن ركاض العامري، مدير معرض الشارقة الدولي للكتاب إن الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي وجَّه بتخصيص مبلغ قدره 300 ألف دولار أميركي، وهو ما يزيد عن مليون درهم سنويا، لدعم الترجمة من وإلى العربية، ويؤسس لإنشاء المركز الدولي للترجمة والحقوق في معرض الشارقة الدولي للكتاب، مع عناية استثنائية بالترجمة من العربية إلى اللغات العالمية للتعريف بالحضارة العربية الإسلامية.