أول معرض للفن المعاصر بأفريقيا والمتوسط ينظم في الدار البيضاء

يضم 25 دار عرض لها شهرة دولية.. وإسرائيل من بين المشاركين

2 - جانب من اللقاء الصحافي بفندق «حياة ريجنسي» في الدار البيضاء («الشرق الأوسط»)
TT

يشارك 25 رواقا عالميا لبيع منتجات الفنون التشكيلية في الدورة الأولى لمعرض «توب 25 أرت فاير» المتوسطي الأفريقي للفنون، التي ستنطلق اليوم (الخميس) في الدار البيضاء. ومن بين الأروقة المشاركة رواق يمثل إسرائيل، لكن المنظمين يقولون إن المشاركة ليست لها دلالة سياسية، وجميع الأروقة المشاركة لها شهرة دولية في عرض أعمال فنانين يتحدرون من أفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط. وقال فيكتور ديل كامبو مدير منظمة «تيماس ديل آرتي» أوروبية المشرفة على المعرض، إن انطلاق الدورة الأولى لكل من المعرض الدولي للفن المعاصر بأفريقيا والمتوسط (توب 25 أرت فاير)، يهدف إلى تأهيل وتطوير الصناعات الثقافية والإبداعية بأفريقيا والمتوسط (فورو كازابلانكا).

وأشار إلى أن الأروقة المشاركة في المعرض تم انتقاؤها بعناية، من بين متنافسين من أوروبا وأميركا وأفريقيا والشرق الأوسط. وأضاف «هدفنا لم يكن تنظيم أكبر معرض للفن في العالم، ولكن أكثرها جودة وأفضلها من حيث النوعية واسم المعرض يدل عليه. كما أننا عندما طلبنا ترشيحات أروقة الفنون التشكيلية للمشاركة، ركزنا على أفريقيا والبلدان المتوسطية، ولكننا أيضا توجهنا إلى ألمانيا وبريطانيا وأميركا، لأننا نريد معرضا راقيا وعالي المستوى للفنون التشكيلية المعاصرة، لكن بنكهة متوسطية وأفريقية». وأشار إلى أن فكرة تنظيم المعرض انطلقت من المغرب منذ 2009، لوضع أسس السياسة الأوروبية في مجال الصناعات الثقافية والامتدادات المتوسطية لهذه السياسة. وأضاف ديل كامبو أن معرض «توب 25 أرت فاير» يحظى برعاية شخصيات مغربية وأوروبية من مستوى عال وبدعم أوروبي قوي، خاصة من طرف إسبانيا.

وحول مشاركة إسرائيل في المعرض، أوضح ديل كامبو أن الأمر يتعلق برواق خاص، ليس له أي طابع رسمي أو ارتباط حكومي، ويتوفر على فرع في أميركا وفرع آخر في تل أبيب، ووقع الاختيارات عليه لاعتبارات موضوعية مثله مثل باقي المشاركين. وأشار إلى أن المعرض الذي يندرج في إطار السياسة المتوسطية للاتحاد الأوروبي لا يمكن أن يقصي أحدا لأسباب أو اعتبارات دينية. وأضاف «هذه المسألة لم تطرح، خاصة أن المغرب أكثر بلد منفتح في الضفة الجنوبية للمتوسط وأقربها للغرب. والمشروع كما قلت مشروع مغربي دور إسبانيا فيه هو الدعم في إطار التعاون العريق والمتعدد الأبعاد بين البلدين».

ويشارك في المعرض 6 أروقة مغربية، بالإضافة إلى معهد الفنون التشكيلية بتطوان. وأضاف ديل كامبو أن من بين أهداف المعرض إنعاش سوق الفن في المغرب وإسبانيا وإعطاء دفعة للصناعات الثقافية. وقال «نريد تشجيع الاستثمار في الصناعات الثقافية باعتبارها صناعات مشغلة ومنتجة للثروات بالإضافة إلى كونها تفتح آفاقا جديدة للمواطنين».

وعلى هامش المعرض سيتم تنظيم «المنتدى الأوروبي الأفريقي للفن المعاصر»، الذي سيضم سلة من الندوات المتخصصة، وستنظم الدورة المقبلة من المعرض في برشلونة في سنة 2012.

وسيتم تخصيص يومي 17 و18 نوفمبر (تشرين الثاني) عبر «فورو كازابلانكا» للنقاش والتفكير من طرف المهنيين والمقاولين والعاملين في مجال النشاط الثقافي والفني بالقارة الأفريقية وبحوض البحر الأبيض المتوسط، إذ سيساهم المشاركون في الإجابة عن تساؤلات تتعلق بأحداث لم تناقش بعد بالمنطقة، مثل جعل الإدارات الحكومية قطاعا اقتصاديا خاصا وموقع المرأة في الصناعات الثقافية بالعالم العربي وسؤال حول السياحة الثقافية، إضافة إلى تطرق إحدى الموائد المستديرة للمنتدى إلى وظيفة الوكيل الثقافي على اعتبارها مهنة أساسية ترتبط بالقطاع. وبخصوص دور العرض المشاركة في هذا المعرض، أبرز ديل كامبو أنها تمثل جميع مناطق العالم التي تعنى بأهمية تطور الصناعات الثقافية، مشيرا إلى مشاركة مناطق مثل أوروبا مع ماركات تستقر ببرشلونة ومدريد وبلنسية وبيلباو، أو دور عرض من الولايات المتحدة الأميركية (وخصوصا نيويورك) التي تعرف احترافية في الاتجار بالأعمال الفنية، وأخرى من أفريقيا، مؤكدا أن الفرصة التي يمنحها المعرض بمنافسة أهم دور العرض العالمية سيحفز الدور الأفريقية على تطوير تسويقها لمنتوجاتها. وجوابا عن سؤال أحد الصحافيين حول مشاركة إسرائيل في هذا المعرض، أجاب ديل كامبو بأن مشاركة إسرائيل في المعرض ليست لها علاقة بالحكومة الإسرائيلية.

وذكر المنظمون أن المعرض يهدف إلى خلق سمعة مهمة لدى المنصات الكبرى التي تعنى بالتجارة ونشر الأعمال الفنية، خاصة في أوروبا الوسطى والأسواق الأنغلوسكسونية وبمنطقة الشرق الأوسط، لأن هدفه هو منح الامتياز لسوق الفن وصالات العروض والمهنيين الذين يعملون إلى جانب الفنانين الأفارقة ومن حوض البحر الأبيض المتوسط.

ويشار إلى أن الدورة المقبلة ستنظم بمدينة برشلونة الإسبانية عام 2012، وستكون الدورات المقبلة بالتناوب ما بين الدار البيضاء وبرشلونة.