إرجاء فعالية مشتركة بين مغامرين عراقي وأميركي إلى مارس المقبل

كوتش أراد التحليق مع لفتة في ماكينة لجز العشب معلقة ببالونات في بغداد

كنت كوتش يحلق بماكينة لجز العشب معلقة ببالونات في 5 يوليو 2008 (أ.ب)
TT

تأجلت فعالية مشتركة بين مغامرين عراقي وأميركي كان مقررا أن تجري في بغداد يخصص ريعها لمساعدة أيتام العراق. المغامر العراقي هو فريد لفتة الذي يحمل طائفة من الألقاب والأميركي هو كنت كوتش المشهور بالتحليق بماكينة لجز العشب معلقة من بالونات.

واستأثر كوتش بعناوين الأخبار في عام 2008 عندما حلق بماكينة لجز العشب معلقة من 150 بالونا مملوءة بالهيليوم في ساحة لوقوف السيارات تابعة لمحطة وقود يملكها في أوريغون وطار بها إلى حقل في إيداهو على بعد 378 كيلومترا. وكان كوتش قد خطط مع لفتة طيرانا آخر بماكينة جز العشب في بغداد أول من أمس على أن يخصص ريعها لمساعدة أيتام العراق لكن، حسب وكالة «أسوشييتد برس»، أعلن مارك نولز، المتحدث باسم كوتش، تأجيل الفعالية إلى مارس (آذار) المقبل.

أما العراقي لفتة فإنه مزج الحلم بروح المغامرة متخطيا عقد الماضي وإشكالات الحاضر. ومع أن حلم فريد لفتة بدأ من خزانة الملابس في غرفة النوم عندما تخيل نفسه وهو صغير رائد فضاء فكان يقفز وهو في الخامسة من العمر من أعلى خزانة الملابس ما دام الحلم آنذاك يتم وأده قبل أن يتخطى تلك الخزانة. ولأنه لم يتمكن من إتمام حلمه بدخول عالم الطيران فقرر التوجه إلى هوايات لا يحب بعضها لا لشيء إلا لكي يشبع روح المغامرة لديه. بعد عام 2003 ترك العراق إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ومن هناك بدأ تحقيق هواياته مرة في الطيران في عنان السماء ومرة في الغوص في أعماق الأرض.

تمكن لفتة الذي بات معروف عالميا أن يختزل أحلام الشباب العراقيين التي لا تزال مجهضة بشكل أو بآخر وحقق ما عجز الكثيرون عن تحقيقه ولا يزال يحلم بالمزيد بعد أن تحول إلى بطل عالمي يشار إليه بالبنان، خصوصا بعد أن بدأ يحرص على نشر رسالة المحبة والسلام. مع ذلك فإنه لم يحظ في داخل العراق بما يكفي من دعم لتعزيز هذه الرسالة. وفي إطار إنجازاته الهامة فإنه أول طيار عراقي وعربي يشارك مع أبطال العالم في استعراضات عسكرية جوية في طائرة «إي إل 39» المقاتلة، وهو أول غواص حر عراقي على الإطلاق يحقق البقاء من دون تنفس لمدة أربع دقائق ونصف الدقيقة على عمق ثمانين مترا تحت سطح البحر، وهو أول طيار بمظلة بمحرك، وأول طيار شراعي دولي عراقي. وكان أهم ما حققه قبل أن يغادر العراق هو أنه حقق أول قفزة مظلية حرة مدنية في سماء بغداد بعد الحرب التي أطاحت بنظام حكم صدام عام 2003 واعتبرها قفزة سلام ومحبة للعراق المثخن بجراحات الحروب والعنف. كما حصل على ألقاب كثيرة منها صقر العراق، ونورس العراق، ونسر العرب، وصقر العرب، ويوري غاغارين العرب، والعفريت، وهو اللقب الذي أطلقه عليه مظليون من الموصل ورجل العراق الخارق.