الأزياء الإسلامية تتأرجح بين العصرية و«سحر الشرق»

النقاد منقسمون بين التقيد بالقيم وبين التحدي من أجل الإبداع

عارضات كنزو (رويترز)
TT

تستضيف العاصمة الماليزية كوالالمبور هذا العام أسبوع للأزياء الإسلامية تحت شعار «سحر الشرق»، وهذا ما بينته التصاميم المختلفة التي جاءت فعلا ساحرة على الرغم من القيود التي تفرضها التعاليم الإسلامية على زي المرأة.

هذه القيود في التصميم حاول التعبير عنه الكثير من النقاد والمعلقين على موقع مهرجان الأزياء، وهاجم هؤلاء العرض وقالوا إن الأزياء هي مجرد خامات صممت فقط من أجل أن تلتف بها أجساد النساء الجميلات، وإن المصممين مقيدون بسبب العوامل الآيديولوجية التي ينطلقون منها في عملهم هذا وبالتالي يصبح الإبداع ضحية الآيديولوجيا.

لكن يرى البعض الآخر أن وجهة النظر هذه ناقصة، ويمكن النظر على هذه «القضية الإسلامية» بتحد من نوع آخر. ويقول بعض نقاد الأزياء حول هذا الحوار إن هذه التصاميم في الواقع تتمتع بمستوى عال من الإبداع بالتحديد وبسبب هذه القيود المفروضة. ويعتقد هؤلاء أن المصممين العاملين في هذا المجال مضطرون لأن يقدموا أزياء جميلة ويبدعوا فيها حتى يتخطوا القيود ويبتعدوا عن الأنماط المعهودة في التصميم ولإثبات أنه ما زال هناك مجال للعملية الإبداعية تحت أصعب الظروف. الأعمال الإبداعية، في الأدب والأزياء وغيرها، تطفو على السطح أحيانا بسبب القيود وليس بسبب الحرية في التعبير فقط.

دعنا نترك الحكم للقارئ أو من يختار أن يرتدي هذه الأزياء التي صممت من خامات وألوان «ساحرة».

في أسبوع الأزياء الإسلامية الذي افتتح هذا الأسبوع اشترك 60 مصمما ينتمون إلى خلفيات دينية وعرقية مختلفة وجاءوا من مختلف دول العالم. وكان للمصممين القادمين من إندونيسيا وشبه القارة الهندية النصيب الأكبر في هذه «التظاهرة الإسلامية»، وهؤلاء جلبوا معهم في تصاميمهم ثقافاتهم الأصلية وخاماتهم المشهورة بحريرها وكتانها وألوانها الخلابة.

وكانت هذه الأزياء قد عرضت في أماكن مختلفة من العالم قبل أن تستقر هذا الأسبوع في العاصمة الماليزية كوالالمبور. وهذه هي النسخة التاسعة عشرة من الأسبوع منذ أن قدم أول مرة عام 2006. وبما أن ماليزيا هي الدولة المضيفة لعرض هذا العام فقد ظهرت الكثير من المواهب المحلية، والتي عبر عنها مجموعة من المصممين، من الجنسين، أمثال داتوك توم أبانغ ساعوفي، وداتوك رضوان ردازيويل، وفرح خان، ومليندا لووي، وألبيرت كينغ وجوفيان مانداجي.

ولم تقتصر قائمة المصممين على الأسماء الإسلامية في عالم التصميم، وتضمنت أسماء من اليابان مثل المصممة إريزارا كينزو ومنتارا من سنغافورة وكنشان من هونغ كونغ وجيني ليم من تايوان وأمالينا آمان من أستراليا، وغيرهم.

المصممة نور إيني شريف تقول إن تصاميمها تمزج بين التقليد والعصري من أجل تقيم أزياء ليست فقط جميلة وجذابة وإنما عملية أيضا. وتستخدم خامات ألباتيك ولهذا وصفت تصاميمها بالتقليدية العصرية. وتعتقد أن المزج بين الاثنين قد مكنها من إيجاد لمسات كلاسيكية لتصاميمها بروح عصرية. وعلق أحد النقاد قائلا إن تصاميمها تمزج الماضي بالمستقبل بشكل فتان، مضيفا أن ذلك أعطاها مزايا إضافية واستمرارية في عالم التصميم، وسيمتد إبداعها إلى فترة طويلة ولسنين كثيرة أخرى. وهذا ما تراه من خلال أطياف اللون الأخضر التي تتلقى مع الأزرق في تصاميم الشيفون، والتي تبدو للناظر للعارضات بأنهن يتحركن تحت المياه وأن حركتهن هي نتيجة الأمواج. وجاءت هذه جميعها متناسقة مع أغطية الرأس الأساسية في الزي الإسلامي. هذه الأغطية جاءت بعضها بسيط التصميم وبعضها أخاذ لكنها لم تزح أعين الناظرين كثيرا لتبعدك عن التصميم الأساسي للزي. كما أن الأعمال الخرزية، التي استخدمها المصمم لتعتلي القطع المصنعة من الحرير، لم تشكل عائقا لمرتديها.

وجدير بالذكر أن 10 من أصل 14 عرضا نظمت لصالح عدد من المؤسسات الخيرية. وقال منظم الأسبوع داتوك راجا رضا، إن 40 منظمة غير حكومية ومؤسسة خيرية استفادت من العروض التي نظمت ابتداء من 14 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي وكان آخرها أمس (الجمعة).

أما داتن بادوكا روسماح منصور مؤسس أسبوع الأزياء الإسلامية فقال، في تعليقات للصحافة المحلية، إنه يصر دائما على الجانب الخيري في هذه التظاهرات الأزيائية التي يجب أن تتضمن القيم الإسلامية في العطف على الآخرين ومساعدتهم والإحسان إليهم. وقدم الكثير من الفنانين من موسيقيين ومغنيين عروضا خلال الأسبوع صاحب عروض الأزياء.